فوج سياحى فى طريقة لزيارة المتحف المصرى لاشك أن الأحداث المتتالية عقب ثورة 52 يناير من اعتصامات ومظاهرات خيمت بظلالها علي السياحة المصرية بوجه عام، ولكن لا يزال هناك بصيص أمل في استعادة نشاطها بقوة خاصة انها مصدر رئيسي للدخل القومي في مصر.. هذا الأمل لمسته خلال جولتنا بالمتحف المصري والذي يقع في أكثر المناطق سخونة وهو ميدان التحرير حيث يشهد المتحف طفرة كما يطلق عليها الاثريون في ظل هذه الأحداث بتزايد اعداد الزائرين الاجانب خاصة هذه الأيام بمناسبة الاحتفالات بأعياد الميلاد وتضمنت هذه الوفود أسرا بأكملها. في البداية وصف الدكتور محمود الحلوجي نائب مدير المتحف المصري الزائرين الاجانب بالأبطال مشيرا إلي أن حضورهم إلي مصر بغرض الاستمتاع بإجازة أعياد الميلاد هي مغامرة سياحية يقومون بها بسبب ما تنقله الفضائيات والصحف الأجنبية من انطباع وصورة سيئة لما يحدث داخل مصر في ظل هذه الأحداث. وعلي الرغم من ذلك أكد د.محمود ان المتحف المصري الآن يشهد رواجا سياحيا في هذه الفترة بمناسبة اعياد الكريسماس مشيرا إلي أن أعداد الزائرين بلغت 5 آلاف زائر يوميا فضلا عن الزوار المصريين وفي تزايد مستمر الذي يرتبط بالاستقرار وهدوء الاوضاع وذلك مقارنة بمعدل الزائرين قبل الثورة الذي كان يتراوح ما بين 01 إلي 21 ألف زائر يوميا. وقال نائب مدير المتحف ان هناك دولا كثيرة استفادت من تدني الأوضاع وتراجع السياحة في مصر كدول »المغرب تركيا إسرائيل« مرجعا ذلك إلي أحداث ماسبيرو ومحمد محمود وانتهت بمجلس الوزراء حيث استفادت بتفضيل ملايين الأجانب إلي التوجه إليها بدلا من مصر. كما التقت »الأخبار« بهشام الشحات مرشد سياحي لأسرة المانية كانت في زيارة للمتحف المصري الذي قال آسفا »حزنت كثيرا عندما اخبرني عدد من الأجانب بالخارج الصورة المشرفة التي وصفها ميدان التحرير عن نفسه خلال ثورة 52 يناير السلمية في البداية متسائلين لماذا ميدان التحرير نفسه الآن يصف صورته السيئة عندما احترق المجمع العلمي وتطايرت في سمائه الطوب والحجارة وزجاجات المولوتوف«. وأضاف ان كثيرا من الاجانب يشعرون بالخوف لقيامهم بزيارة مصر مرة أخري بسبب هذه الصورة السيئة للأحداث التي انطبعت لديهم من خلال ما يشاهدونه عبر الفضائيات. واشار هشام إلي ان الجانب الانساني للاجانب يدفعهم لزيارة مصر في ظل هذه الاحداث لعلمهم بأن انهيار السياحة يترتب عليه تدمير ملايين المصريين هذا فضلا عن ان مصر بها منتج اثري وثقافي لا يوجد مثله في أي دولة في العالم. وهذا منتج لا ينتهي ابدا مع مرور التاريخ. وان عودة السياحة لطبيعتها هي مسألة وقت مع عودة الاستقرار مرة أخري.