الاختلاف في الرأي لا يبرر فض الاعتصام.. فالمعتصمون بميدان التحرير بأعدادهم التي تتراوح ما بين 051 إلي 002 شخص مصرون علي عدم فض الاعتصام معلنين عن رفضهم لسياسة المجلس العسكري في إدارة البلاد خلال المرحلة الانتقالية الحالية مؤمنين بضرورة استكمال مطالب الثورة. ووسط الهدوء الذي يشهده الميدان وحركة المرور الطبيعية تبقي حلقات النقاش الحادة ما بين المعتصمين وبعضهم البعض حول ضرورة استمرار الاعتصام كوسيلة للضغط للاستجابة لمطالب الثوار لسرعة ومحاكمة قتلة الشهداء أو عناصر النظام السابق والفاسدين. وحلقات نقاشية أخري تدور بين المعتصمين والمارة والمترددين علي الميدان حول ارجاء الاعتصام حتي الانتهاء من المرحلة الثالثة للانتخابات البرلمانية وتشكيل مجلس الشعب ليقول كلمته الاخيرة بشأن تسليم السلطة وأعداد الدستور والانتخابات الرئاسية يختلف هذا الاعتصام عما سبقه من الاعتصامات فالكل يعبر عن رأيه وليعلن عن وجهة نظره دون تردد سواء مؤيداً أو معارضاً فكلا الطرفين مرحب برأيه دون خوف داخل الجزيرة الوسطي والتي تحولت إلي ما يشبه المنتدي الثقافي التي يتباري الحاضرون بها في تقديم الحلول والاطروحات عن مستقبل البلاد بعد الثورة. وسط الجزيرة جلس احد المعتصمين في العقد الخامس من العمر علي كرسي موجهاً قبلته نحو قرص الشمس ليشبع جسده باشعتها لتدفئه.. اقتربت منه.!. في البداية رحب بالحديث معنا معلنا رفض نشر اسمه مكتفياً بتعريف نفسه أنه واحد من شعب مصر.. قال: لست وحدي من يعتصم بالميدان فقد اتحاور اليوم ويأتي مكاني آخر.. فالاهم هو تحقيق مطالب الثورة. وبالنسبة لي لا أطالب سوي بالمساواة والعدالة وأن تتحقق علي ارض مصر في جميع المجالات عدالة في فرص العمل والمساواة في توزيع المرتبات لتحقيق الرضي الوظيفي وحياة اجتماعية عادلة. محسن البادي معتصم آخر قام بنصب خيمة وسط الجزيرة كتب علي واجهتها »فيلا الثائر الحق« رقم 5.. محسن قال أنه مستمر في الاعتصام والتواجد بالميدان.. وأشار أن هذه المرة هي الخامسة في نصب خيمة بعد أن تعرضت للحرق أكثر من مرة اثناء قيام قوات الجيش بفض الاعتصام خلال الاحداث الاخيرة وداخل الخيمة علق محسن عدة لافتات أحدها مكتوب عليها عبارة تطالب بالحرية من ضمنها »لا تعتبر صمتي أنه أنكسار بل هدوء قبل الانفجار.. وأكد أنه لن يفض اعتصامه حتي إذا بقي وحيداً في الميدان الا بعد تسليم السلطة إلي حكومة مدنية. من ناحية أخري حضرت مسيرة إلي الميدان تقدمتها سميرة ابراهيم صاحبة قضية كشف العذرية وشارك بها عشرات من النساء وأنصارها انطلقت من أمام مجلس الدولة بالجيزة بعد قبول دعوي قامت برفعها ضد المجلس العسكري في قضية كشف العذرية شكلاً.. رفع المشاركون من المسيرة لافتات تندد بالمجلس العسكري ونساء مصر خط أحمر«، »عايز حق اختي«. وقد شهد الميدان بعض الاشتباكات علي استحياء بين الباعة الجائلين الذين يختلفون علي أماكن الوقوف لعرض بضائعهم وتطورت الاشتباكات إلي استخدام الأسلحة البيضاء والزجاج الفارغ. وقام المعتصمون بالجزيرة الوسطي بتعليق الدروع والخوذ التي حصلوا عليها أثناء الاشتباكات من قوات الأمن والجيش وكتبوا عليها غنائم مجلس الوزراء وقام الشباب بمشاهدة معرض الغنائم.