استمرت أمس لليوم الثالث علي التوالي الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزي وبعض المدنيين المتواجدين فوق مبني مجلس الشعب بالطوب والحجارة من خلف الجدار الأسمنتي.. وشهد شارع قصر العيني والشيخ ريحان حالة من الفوضي بعد تجدد الاشتباكات التي نتج عنه سقوط عشرات المصابين من الجانبين قامت سيارة الاسعاف بنقلهم إلي المستشفيات الميدانية.. كما اعتلي عشرات الشباب المدنيين مجهولي الهوية اسطح المباني التابعة لمجلس الشوري وقاموا برشق المتظاهرين في شارع الشيخ ريحان بالطوب والحجارة في حين حاولت مجموعات صغار السن الصعود أعلي الساتر الخرساني الذي أقامته قوات الجيش بشارع قصر العيني للفصل بين الطرفين وقاموا برشق الشرطة العسكرية وقوات الجيش بالطوب والحجارة. في حين استمر تصاعد ألسنة النيران والدخان بمبني المجمع العلمي. وقد رفض المتظاهرون المبادرة التي قام بها عدد من الرموز السياسية من بينهم د. عمرو حمزاوي ود. مصطفي النجار ووائل غنيم، لوقف الاشتباكات مع الأمن وفشلت اللجنة في مهمتها. وأصدرت مشيخة الأزهر وعدد من المثقفين بيانا حول الأحداث المؤسفة التي وقعت مؤخرا جاء فيه: في هذه اللحظات الفارقة من حياة الوطن ومسيرته السياسية يعبر شيخ الأزهر الشريف وجماعة العلماء والمثقفين والمفكرين المجتمعين معه عن بالغ أسفهم وعميق ألمهم للأحداث التي جرت في الأيام الأخيرة علي نحو غير مبرر بين شركاء الوطن الواحد. وأكد المجتمعون علي ضرورة إيقاف كل أشكال العنف والمواجهات الحالية حقنا لدماء المصريين من جميع الأطراف. وتأكيد الالتزام بسلمية التظاهرات والاعتصامات وحماية المؤسسات والمنشآت والممتلكات العامة والخاصة مع التعبير عن الحزن العميق لما حل بمبني ومحتويات المجمع العلمي العريق الذي يضم تراثا ثقافيا مصريا فريدا ونادرا.. كما طالبوا بضرورة محاسبة المسئولين عن أحداث الشغب والعنف وفقا للقانون مع إعلان نتائج التحقيقات أولا بأول. وأشاروا إلي أهمية الالتزام بوضع المصالح العليا للوطن فوق أي اعتبار ومناشدة الأطراف السياسية المختلفة الحرص علي التوافق الوطني وتفعيل الحوار الايجابي بينهم وبين شباب الثورة. وأهابت مشيخة الأزهر والمثقفون بالمجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي حمي الثورة منذ بدايتها وحافظ علي مبادئها تأكيد استمرار التزامه بأهداف هذه الثورة من خلال المواقف والقرارات التي تصون كرامة الشعب والجيش معا. ودعا البيان الشباب المصري الواعي إلي الحفاظ علي الطابع السلمي لثورتهم وتحمل مسئوليتهم بنبذ الخارجين علي القانون ولفظ وجودهم لإفساح الطريق نحو استكمال المسيرة الديمقراطية والانتقال نحو الدولة الديمقراطية العصرية التي ننشدها جميعا.