رئيس جامعة أسيوط يتابع إجراءات وخطة عمل اللجنة العليا للتدريب والتطوير    مؤشر الدولار يستقر عالميا بعد ارتفاعه 3 جلسات متتالية    وزير الصحة: 14 مليار جنيه لعلاج المواطنين على نفقة الدولة سنويا    تشكيل لجان فنية لسرعة البت في طلبات التصالح بمراكز وأحياء الجيزة    عاجل| سحب شقق الإسكان متوسطي الدخل لكل من يتخلف عن سداد دفعتين متتاليتين    قافلة زراعية وندوة إرشادية لمزارعي القطن والأرز بكفر الشيخ    مصدر ل"القاهرة الإخبارية": جار العمل على حل النقاط الخلافية في مفاوضات الهدنة بغزة    باحث: المفاوضات في مصر تتسم بالشمول.. والقاهرة تريد وقف إطلاق النار    بالفيديو.. رئيس حزب الشعب الديمقراطي: مصر هي أيقونة السلام في العالم    أول تعليق من خوسيلو بعد قيادة ريال مدريد للنهائي الأوروبي    بعثة الزمالك تتوجه إلى المغرب لخوض نهائي الكونفدرالية أمام نهضة بركان    ختام امتحانات النقل الثانوي والقراءات بمعاهد الشرقية الأزهرية دون شكاوى    «الداخلية»: ضبط قضايا اتجار في العملة بقيمة 21 مليون جنيه    حسين فهمي ضيف شرف اليوبيل الذهبي لمهرجان جمعية الفيلم    مفاجآت سارة ل5 أبراج خلال شهر مايو.. فرص لتحقيق مكاسب مالية    «ثقافة روض الفرج» يشهد العرض المسرحي «إلكترا» اليوم    الكشف على 278 مريضا في قافلة طبية لجامعة بنها بقرية مشتهر    ألذ طريقة لتحضير الكشري المصري في المنزل بخطوات سهلة وبسيطة 2024    ضبط 5736 قضية سرقة تيار كهربائى خلال 24ساعة    خبير: إسرائيل تضلل العالم بأن عملية رفح ليست شاملة وتسعى لوقف المساعدات    الحوثيون يستهدفون 3 سفن إسرائيلية في خليج عدن وبحر العرب    رئيس جامعة حلوان يستقبل وفداً من جامعة 15 مايو    معدل التضخم السنوي لإجمالي الجمهورية يسجل 31.8% في أبريل الماضي    عبد الملك: هدف غزل المحلة العودة للمربع الذهبي في الدوري.. وما أسعدني فرحة الجماهير    اليوم.. وزير الشباب والرياضة يحل ضيفًا على «بوابة أخبار اليوم»    جهاد جريشة يطمئن الزمالك بشأن حكام نهائي الكونفدرالية أمام نهضة بركان    وزير الري: زيادة الإيرادات تساهم في تحسين منظومة التدريب وبناء القدرات    وزير التجارة يبحث مع نظيره الأردني فرص تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة    صور | طلاب أولي ثانوي بالوادي الجديد يؤدون امتحانات نهاية العام    12 صورة بالمواعيد.. تشغيل قطارات المصيف إلى الإسكندرية ومرسى مطروح    مصرع شخص وإصابة 4 آخرين في حادث تصادم بسوهاج    باحثو شركة أبل يطورون نماذج الذكاء الاصطناعي داخل أجهزة آيفون    وزير التعليم العالي يتفقد جامعة السويدي للتكنولوجيا    طلب إحاطة بتعديل مكافآت طلاب الامتياز ورفع مستوى تدريبهم    بدء الدراسة بكليتي الفنون البصرية والطب البيطري بجامعة بنها الأهلية العام المقبل    طه حسين والبيرة والأزهر.. يوسف زيدان يرد على مهاجمة "تكوين" - فيديو    تعرف على إيرادات فيلم "السرب" بعد أسبوع من طرحه بالسينمات    رئيس مهرجان المركز الكاثوليكي: لا نمانع من وجود مشاهد جريئة طالما لها سياق درامي    "رجعوا لبعض".. فنانة تكشف عودة ياسمين عبدالعزيز وأحمد العوضي    قبل امتحانات نهاية العام 2024.. احرص على ترديد هذه الأدعية    دعاء الامتحانات مستجاب ومستحب.. «رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري»    مصدر عسكري: يجب على إسرائيل أن تعيد النظر في خططها العسكرية برفح بعد تصريحات بايدن    بوتين يحيي ذكرى انتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية    فئات هم الأكثر عرضة للإصابة بمتحور كورونا الجديد.. المتعافين من الفيروس ليسوا بمأمن    وكيل التعليم بسوهاج يتفقد امتحانات الفصل الدراسي الثاني    تعرف علي الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالرمد الربيعي    شقيق العامري فاروق: نطق الشهادة قبل دخوله في غيبوبة    موعد مباراة الإسماعيلي والداخلية اليوم الخميس بالدوري    علي جمعة: القلب له بابان.. وعلى كل مسلم بدء صفحة جديدة مع الله    الرئاسة الفلسطينية: وحدة الأراضي خط أحمر ونلتزم بالقانون الدولي ومبادرة السلام العربية    الأهلي يخطف صفقة الزمالك.. والحسم بعد موقعة الترجي (تفاصيل)    حكم الحج لمن يسافر إلى السعودية بعقد عمل.. الإفتاء تجيب    طقس اليوم: شديد الحرارة على القاهرة الكبرى نهارا مائل للبرودة ليلا.. والعظمى بالعاصمة 36    تامر حسني يقدم العزاء ل كريم عبدالعزيز في وفاة والدته    إبراهيم عيسى: السلفيين عكروا العقل المصري لدرجة منع تهنئة المسيحيين في أعيادهم    قائد المنطقة الجنوبية العسكرية يلتقي شيوخ وعواقل «حلايب وشلاتين»    «أسترازينيكا» تبدأ سحب لقاح كورونا عالميًا    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لنا في كل أمر يسراً وفي كل رزق بركة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير عبدالرءوف الريدي.. عميد الدبلوماسية المصرية في حوار الساعة مع »الأخبار«:
الانتخابات التشريعية أعادت الشعور بأن مصر تستطيع التغلب علي كل أزماتها
نشر في الأخبار يوم 11 - 12 - 2011

السفىر عبدالرءوف الرىدى اثناء حواره مع حنفى المحلاوى لو ساعدتني الظروف وكنت قد اقتربت كثيراً من السفير عبدالرءوف الريدي عميد الدبلوماسية المصرية الحديثة.. وذلك منذ مثلاً ثلاثين عاماً لكنت قد اتقنت فعلاً الاجابة بحرفية غير مسبوقة تعلمتها مؤخراً من هذه الشخصية المصرية العظيمة.
ولا أقول هنا بدبلوماسية.. ذلك لأن حرفية إخراج الألفاظ المناسبة لكل مقال أو مقام قد لا يصل إليها الكثير منا رغم علو شأنه ثقافياً وفكرياً. وكلما كنت أقابله كنت ألاحظ فعلاً اتقان السفير الريدي لمخارج الألفاظ بما يناسب كل حديث ولذلك تمنيت أن أتعلم منه هذه الصفة الجميلة والمهمة.. ولكن لضيق الوقت ظللت وإلي الآن في مرحلة التمني.. التي لم تصل بعد حتي إلي درجة من درجات التعلم. من هنا قبلت رغماً عني أن أسأله وأنتظر ربما لدقيقة أو دقيقتين لمعرفة الاجابة التي لم تكن تخطيء أبداً وهو في هذه الحالة لا يقبل غير كلماته التي يخرجها رداً علي أية سؤال ليس ذلك فقط، بل إن دقته ودبلوماسيته جعلته يطلب منك أن يقرأ ما تكتبه بعد نهاية كل لقاء. وأنا أوافق علي الفور. ولكن الحمد لله دائماً ما لا أخطأ في نقل أفكاره بأسلوبي وبكلماته وهذا ما حدث بالفعل في هذا الحوار الجديد والذي أنقله وفق ما أراد.. وإليكم التفاصيل.
سيادة السفير كلما أصابتني حالة من حالات الاحباط.. دائماً ما ألجأ إليك.. كما تنقلني من هذه الحالة إلي غيرها ولذلك أسألك ما رأيك فيما يحدث في مصر الآن؟!
أهم ما يحدث في مصر الأن.. هو الاتجاهات التشريعية والتي كان الكثيرون يخشونها ولا يتصورون أنها لابد وأن تكون مصحوبة بأعمال عنف.. وإنما هذه الانتخابات جاءت لكي تكون نقطة إضاءة في وسط ما نحن فيه.
حالة توصيف
نريد من سيادتك توصيف ما كنا نحن فيه؟!
الصورة في حقيقة الأمر كانت مقلقة جداً، وكنت أخشي وقد اطمأننت بعض الشيء بسبب نجاحنا في هذه الانتخابات.. لقد ذهبت بنفسي ووقفت في الطوابير للإدلاء بصوتي وكانت طوابير طويلة، ولمست نبض الناس وكان نبضاً إيجابياً وحميماً.
لقد كنا نقف ونتحدث مع بعضنا البعض رغم عدم معرفة كل منا بالآخر.. عندئذ شعرت فعلاً بأن الناس تريد أن يكون هناك مستقبل طيب وأن تكون هذه الانتخابات هي الطريق إلي المستقبل والذي ننشده جميعاً وقبل هذه الانتخابات كنت أخشي ما عبرت عنه بعض المؤشرات المقلقة جداً.
وما هذه المؤشرات؟!
الانقسام.. لقد كنت أري بوادر ومؤشرات علي أن المجتمع ينقسم.. فهناك شباب ميدان التحرير الذين يجب أن نقدرهم لأنهم هم الذين فجروا الثورة.. صحيح دخل وسطهم إناس من البلطجية ولكن الكتلة الرئيسية الموجودة بالميدان هم الشباب الذين قاموا بالثورة رغم انني لم أذهب إلي التحرير.. إلي جانب وفي نفس الوقت اعتصامات في العباسية إذن هنا يوجد انقسام وهناك أيضاً اضافة الي ذلك ما ارتبط بالمجلس العسكري والذي يقف مع بعض القوي والأحزاب في حين هناك تجمع آخر أو مجموعة أخري ولها وزنها وتطالب برحيل المجلس العسكري.
وهل لديك أهمية أخري لنجاح هذه الانتخابات؟
طبعاً.. لقد أعادت هذه الانتخابات الشعور بأن مصر ربما تستطيع التغلب علي هذه الأزمة والخروج من هذا الموقف الصعب إلي بناء نظام ديمقراطي.
ولماذا قلت ربما فقط؟
لأنه وحتي الآن لا يوجد أي شيء يقيني. صحيح هناك مؤشرات ولكن ليست شيئاً يقينيا لأنه من الواجب علينا الانتظار لما سوف تسفر عنه هذه الانتخابات من نتائج وهل سيكون هناك توافق من خلال اللجنة المنوط بها إعداد الدستور الجديد أم لا؟!
وما موقف التيار الديني والذي حصل علي نسبة كبيرة من الأصوات في مقابل الأحزاب الليبرالية.
وهل بروز التيار الإسلامي وفوزه في هذه الانتخابات يصيبك بالخوف؟!
إننا لم نجربهم. حتي الآن لا توجد تجربة سابقة لهم. ثم ما أعلن عنه بعض قيادات هذه التيارات يعتبر مقلقاً جداً كما تجعلك تتساءل: إلي أين تسير مصر؟ وهل المطلوب الآن في مصر هو العودة إلي الماضي. وعايز أقولك إننا في مصر كلنا مسلمين، وحتي المسيحيين في مصر مش بس مؤمنين.. بل هم متقبلين عن طيب خاطر بأن مباديء الشريعة الإسلامية هي أساس الدستور كل ذلك كان مقلقاً. ولكن كما ذكرت لك كانت هذه الانتخابات بمثابة نقطة مضيئة وسط هذا الجو الذي كان يشهد هذه الانقسامات وأيضاً الوضع الذي كان سائراً في شارع محمد محمود والخاص بالهجوم علي الداخلية.. شباب صحيح كلنا بنحبهم ولكن يريدون أن يقتحموا مبني وزارة الداخلية.. إنها مؤسسة مصرية مهما كان اختلافنا معها صحيح هناك اختلاف.. ولكن يجب ألا ينسينا الدور الذي لعبته الشرطة المصرية.. وأنا من الجيل الذي شهد ما قام به رجال الشرطة يوم 52 يناير عام 2591 أثناء مقاومة الجيش البريطاني وقتها كنت طالباً بكلية الحقوق، وخرجنا في الشوارع من أجل تأييد الشرطة.
عودة الروح
وهل يمكن أن تعود هذه الروح مرة أخري؟!
أرجو ذلك.
لا أريدك أن ترجو بل تقول لنا كيف ومتي؟!
تعود عندما يحدث التوافق علي بناء دستور جديد والدولة الجديدة كما يجب أن تكون هناك مصارحة ومكاشفة ومحاسبة المخطئ ولن يكون قد ارتكب جرائم ضد المتظاهرين.
معني ذلك أن هناك أخطاء ارتكبتها الشرطة؟.. فهل هذا صحيح؟
طبعاً.. هناك حدثت تجاوزات، وربما الشرطة تكون بريئة منها.. ولابد أن يكون هناك تحقيق للتوصل إلي الفاعل الحقيقي.. ودعني أحكي لك هنا تجربة عاشتها جنوب افريقيا.. وتفاصيلها أنها أثناء المصالحة الوطنية هناك وقبل تأسيس الدولة الجديدة، كانت هناك أصوات تنادي بعفي الله عما سلف ويتم نسيان الموضوع من أصله.. بينما كانت هناك أصوات أخري تصمم علي المحاسبة، وللخروج من هذا الموقف تفتق ذهن نيلسون مانديلا عن فكرة إنشاء ما أسماه لجنة المصالحة والمصارحة، وعهد برئاسة هذه اللجنة إلي ديزمند توتو.
وهل مثل هذه الخطوة تصلح الآن عندنا؟ ولماذا لم تناد بها أنت؟!
دعني أكمل لك أولاً.. ما سبق أن أشرت إليه حيث عندما تولت هذه اللجنة أعمالها.. أصبح هناك تقبل للأفكار كل طرف من هذين الطرفين.. وقامت هذه اللجنة علي اساس تطبيق فكرة المصالحة والمصارحة واكتشاف الحقيقة وبالنسبة للإجابة علي سؤالك السابق.. دعني أقل أن من يستطيع أن يقوم بهذه المهمة.. هو شخصية سياسية ممثلة في السيد محمد فايق نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان.
إذن أنت ترشحه لتولي رئاسة هذه اللجنة وبالتالي القيام بهذه؟!
أيوه إن محمد فايق بتجربته الطويلة واقترابه من نيلسون مانديلا يستطيع أن يحقق هذه الخطوة بما له من ماض عريق حيث تم سجنه ولما خرج من السجن، إنشغل بقضايا حقوق الإنسان وبالنسبة لي.. يمكن أن أنضم إلي هذه اللجنة وأكون أحد المسئولين بها.
وهل يمكن من خلال هذا الحوار أن نوجه نداء إلي كبار المفكرين والمثقفين المصريين من أجل البلاد في هذه الخطوة المهمة؟!
عايز أقولك إن مثل هذه الفكرة لابد من دراستها جيداً من حيث نتائجها وعواقبها وانتكاستها المهم أعود وأقولك أنه وقبل هذه الانتخابات كان هناك ذلك الانقسام الذي كان متمثلاً في ميدان التحرير والعباسية.
وتهديد مؤسسات الدولة الممثلة في وزارة الداخلية، ثم التشرذم الموجود علي الساحة من جميع الأحزاب والقوي السياسية المختلفة ثم تدهور الحالة الاقتصادية.. مع هذه الأجواء.
مقاطعاً إياه وهل كانت تخيفك؟
طبعا.ً والانفلات الأمني الذي فشلت الدولة حتي الآن في السيطرة عليه ثم ما نراه من حالات فوضي في الشارع.
وهل نستطيع أن نضع أيدينا علي هذا الداء الذي تسبب في كل ذلك؟
السبب أنه لم تكن هناك خريطة طريق واضحة ومتفق عليها وتنفذ.. لما بعد الثورة وأنا شخصياً كنت أتمني أن نبدأ خطواتنا بعد الثورة والتي تتمثل في انتخاب لجنة تأسيسية لتضع الدستور وهذه الخطوة هي ما قامت بها تونس ثم بعد ذلك نبدأ في ترتيب البيت مرة أخري.. ولكن لم يحدث ذلك وبدأنا في حركة ليست لها بوصلة واضحة لعامة الشعب.
وهل يمكن أن نسمي ذلك نوعا من التخبط؟
ربما.
وكيف نخرج من هذه المنظومة؟
إنها ليست منظومة.. هي صورة لتفجرات تحدث هنا وهناك وأنا مثلاً دمياطي ولكن أشجب ما حدث مؤخراً في دمياط.. إننا خضنا من قبل معركة أجريوم، ووقفنا ضدها منذ 3 سنوات وكانت وقفات حضارية، ساهمت في نقل هذا المصنع. ووقتها كتبت عنها ما أسميته باللحظة الفارقة التي كشفت عن كيف يستطيع الشعب ان يحمي حقوقه بطريقة سلمية.. وللأسف ما حدث مؤخراً من أحداث أوحي لي بأن الدولة قد أصبحت قبضتها ضعيفة!.. كما أنها كانت دائماً في حالة رد فعل.
وهل ما تحدثت عنه منذ لحظات يرجع إلي ضعف حكومة عصام شرف؟
الدكتور عصام شرف طبعا صديق وأقدره وإنما لم يكن أداء هذه الحكومة مناسباً لحجم الأحداث.
رئيس الوزراء الجديد
وما رأيك في رئيس الوزراء الجديد وفرص نجاحه؟
ان ما يجب أن تقوم به الوزارة الجديدة برئاسة الدكتور الجنزوري مجموعة من المطالب أولها استعادة الأمن والاقتصاد الذي اعتبره أهم نقطة اليوم.. وسبق لي أن سألتني عن أهم الأسباب المقلقة لي هي الاقتصاد والذي كان يضاعف من شعوري بخطورته هو غياب الأمن إعلامياً بالاضافة إلي غياب المنافسة والاحساس والشعور العام بخطورة هذه القضية.
إذن نحن لم نهييء الناس لهذه القضية؟
أنت فقط لم تهييء الناس.. وذلك منذ وزارة عصام شرف لقد كتبت جريدة الأكونوميست البريطانية بعد قيام الثورة تحليلاً كبيراً فيه نقطة مهمة ترتبط بضرورة قيام الحكومة الموجودة بضرورة أن تنبه الشعب بخطورة الوضع الاقتصادي وما هو مطلوب للخروج من هذه الأزمة.. لأنها ثورة وقد نجحت وبالتالي أصبح هناك زخم كبير يؤيدها وكان بالتالي مستعداً لتأييد أية إجراءات وقد كتبت هذه الصحيفة وقتها ان مصر فقدت فرصة تاريخية.. لقد كان يجب علي الحكومة آنذاك أن تنبه الي وجود وضع اقتصادي خطير جداً ولابد من الخروج منه وبالتالي يجب علينا جميعاً ان نربط الأحزمة علي البطون.
وكيف يمكن للوزارة الجديدة أن تصل بنا إلي بر الأمان، اقتصادياً وأمنياً؟
أولا:ً يجب علي الحكومة الجديدة أن تصارح الشعب بحقيقة الموقف الحالي.. كما يجب عليها ان تحافظ علي الطبقة الشعبية حيث لدينا 04٪ من هؤلاء علي خط الفقر ليس ذلك فقط بل عليها كذلك أن تعلن بأن الدعم لابد وأن يصل الي مستحقيه.
الاحتياطي النقدي
وهل يجب أن تكون هناك خطوات جريئة؟!
نعم يجب ذلك. إن ما أشار اليه محافظ البنك المركزي من أن الاحتياطي الموجود حالياً يبلغ 02 مليار جنيه.. وربما نسحب من هذا المبلغ 5 مليارات دولار لسداد الديون إذن يتبقي 51 مليار دولار وتعرف أن هذه المليارات الخمسة عشر تكفي فقط لشراء سلع استهلاكية لمدة 54 يوماً يأتي كل ذلك وسط »شو إعلامي« يتحدث عن الأموال الموجودة في الصناديق الخاصة وعن الأموال التي سوف نستردها من الخارج لقد كان من المفترض ألا نتحدث عن هذه الأموال الا بعدما نعيدها أولاً وترتب علي كل ذلك الي الناس بدأت تتحدث عن نصيبها في هذه الأموال!.
ما أكثر شيء تخاف منه الآن؟
أكثر شيء يقلقني الآن هو المشكلة الاقتصادية لقد عشت فترة كانت فيها مصر لا تملك اية احتياطيات بالبنك المركزي يمكن بضعة مئات من الملايين من الدولارات.. اضافة إلي عجز الميزانية. لقد عشت هذه الفترة وأنا أعمل سفيراً لمصر في أمريكا وقتها بدأنا أولي خطوات الاصلاح الاقتصادي، وكانت من أكبر المشاكل التي واجهتنا بخلاف الديون هي أسعار الطاقة وتعرف النهاردة دعم الطاقة وصل قيمته كام؟!.. ما يقرب من المائة مليار دولار وهذا معناه أنه يفوق ميزانية التعليم والصحة وعندما نسأل أنفسنا عن المستفيد من هذا الدعم نجد أنها المصانع اياها والتي نعرفها جميعاً.. إنها مصانع كثيفة الاستهلاك للطاقة أضف الي ذلك الغاز.. وكيف وما جري من تبديده ومع تأكيدي علي ضرورة الحفاظ علي مبدأ دعم الفقراء ولكن في مقابل ذلك.. هل فرضنا الضرائب التصاعدية؟!.. هل فرضنا ضرائب رأسمالية؟!.. فلا ضرائب تصاعدية ولا ضرائب رأسمالية.. وتركت هذه المصانع كثيفة الاستخدام للطاقة.. إذن نحن نريد رئيس وزراء يبدأ مهمته بمصارحة الشعب.. ونحن نعرف أن الدكتور الجنزوري رجل اقتصادي طوال مشوار حياته.
هناك نقطتان مهمتان في هذا الحوار.. الغاز والسياسة الخارجية.. فبأيهما نبدأ مواصلة هذا الحوار؟
كما تريد.
إذن نبدأ بالغاز.. لقد حدثتنا من قبل عن هذه المشكلة وارتباطها بتبديدها داخلياً.. نريدك أن تحدثنا كذلك عن مشاكله مع التصدير.. فماذا تقول؟
موضوع الغاز يمكن لك أن تنظر اليه من عدة زوايا مثلاً ما تأثيره الحالي والمباشر علي الأوضاع الاقتصادية ويمكن أن ننظر اليه علي ان الغاز هو جزء من مصادر الطاقة في مصر لذلك يجب علينا ان نخطط لسياسة للطاقة ككل. وأنت تعرف ان هناك مصادر متعددة.. فهناك الطاقة الشمسية والطاقة المستخرجة من الطاقة النووية.. هذه الطاقة مازلنا مترددين حيالها وحتي الآن.. وأراها رؤية مؤلمة لأننا ومنذ الخمسينيات ندعو لتطبيق هذه الفكرة.. لقد بدأنا هذه الخطوة مع الهند خاصة إنشاء لجنة للاستخدام السلمي للطاقة الذرية.. شوف بقي الهند وصلت فين.. وإحنا فين!.. وأنا فاكر انني تقابلت مع المرحوم المهندس ماهر أباظة في الثمانينيات وأخبرني بأن مصر في سبيلها لإنشاء ثماني محطات نووية لتوليد الكهرباء ولم يتحقق هذا علي الاطلاق ثم جاء موضوع الضبعة بعدما أعلنا عن مناقصة عالمية لتنفيذ هذا المشروع ثم توقف أيضاً ثم تجدد الأمل مرة أخري وأيضاً توقف.. إنني كنت أري مثلاً ان ندرس هذا الموضوع ونعلن بأننا لن ننفذ بدلاً من الوقوف في منتصف الطريق وعندما نعود للحديث عن الدكتور الجنزوري أقولك ربنا يكون في عونه.. وأنا أعرفه شخصياً بجد أقولك مرة أخري الله يكون في عونه؟
ولماذا تدعو له بذلك؟
إنه يحمل تركة ثقيلة جداً.. وأنا أزعم أنه يعرف ذلك.. إن ما دخله بالفعل هو حقل ألغام.
حين نعود لحديث الغاز.. أسأل سيادتك عن تقييمك الخاص لأزمة تصدير الغاز لإسرائيل؟
هي بصراحة فضيحة لأنك وبأي حق تعطي اسرائيل الغاز وبهذه الأسعار المتدنية؟ وبلاش كلمة فضيحة.. إنها مسألة غير معقولة والكلام هنا ليس بخصوص هذا السعر المتدني كذلك كانت كل اتفاقيات هذا التصدير لم تكن تعرض بشفافية.. وعايز أقولك ان الغاز المصري هو بحق ثروة قومية وبالتالي كان علينا أن ندرس جيداً أولاً الكمية التي سوف نبيعها وكذلك الكمية التي يجب الحفاظ عليها تحت باطن الأرض من أجل الأجيال القادمة.. وكذلك قلت لك من قبل لابد من وجود سياسة للطاقة.. كما يجب علينا ان نضع خطة مستقبلية وحالية لاستخدامات الطاقة.
وفي هذا السياق.. أسألك هل أنت مع تعديل اتفاقية الغاز مع إسرائيل أو مع إلغائها.. أو ماذا عن موقفك الخاص؟!
يجب أن يتم تعديل هذه الاتفاقية بحيث تتناسب مع الأسعار العالمية فما معني أن تعطي أية دولة ما بالك بإسرائيل. الغاز المصري بأسعار متدنية.
دعنا ننتقل إلي حديث السياسة الخارجية ونسألك.. أين دور مصر خارجياً الآن؟
من الواضح ان مصر الآن تريد أن تهدأ سياستها الخارجية.
وهل يعني ذلك المهادنة؟
أنا لم أقل المهادنة.. إن مصر الآن مشغولة بشئونها في الداخل وهذه هي قراءتي الخاصة.
وهل هذا صح أم خطأ؟
دا طبعاً صحيح.. لأن الأوضاع الداخلية تفرض نفسها الآن.
وهل هذه التهدئة لن تؤثر علي دور مصر خارجياً؟
إن مصر الآن تريد أن تأخذ مواقف سياسية خارجية حادة مثلاً الوضع في سوريا.. الموقف المصري هو التهدئة وعدم مسايرة الدول التي تتحدث عن العقوبات. ان مصر مشغولة ومهمومة بأوضاعها الداخلية وكذلك فهي تتخذ مواقف هادئة أو تهديء اللعب كما قلت أنت.
نحن وإيران
وما موقفك من موضوع إعادة العلاقات المصرية الإيرانية؟
هناك اهتمام بقضايا في السياسة الخارجية فكانت قد أهملت مثل موضوع المياه باعتباره مصدر حياة مصر انها قضية بالغة الخطورة ان هذا الملف قد بدأنا إحياءه لأننا استشعرنا الخطر.
هذا الملف كان الدافع لتحركنا تجاهه هو شعورنا بالخطر أو لأهميته؟
أعتقد أن ذلك تم وفقاً لأهميته.
وهل أنت راض عن هذا التحرك؟
في رأيي.. لقد قطعنا شوطاً طيباً.. لأنك حين تعترف بوجود مشكلة.. فهذه الخطوة هي بداية الطريق نحو الحل.. إننا الآن أصبحنا بالفعل نواجه هذه القضية.. وبالتالي بدأنا الخطوات المطلوبة.
وهل المواجهة التي بدأناها تساوي حجم هذه المشكلة؟!
إن هذه المشكلة تتطلب منا وضع خطة علي مستوي عال وعلي المدي الطويل ثم نبدأ سياسة جديدة ومتوائمة من دول حوض النيل ثم نتحرك في بقية افريقيا من أجل ان نستعيد الأرض التي ضاعت منا وفقدناها.
نعود لسؤال حضرتك عن رأيك في إعادة العلاقات مع إيران.. فماذا تقول عن هذا الرأي؟
إن علاقتنا بإيران تمر بظروف غريبة جداً.. أو زي ما يكون معمول لها عمل.
كيف؟!
أقولك.. انه في اللحظة التي نريد ان نعيد فيها العلاقات مع ايران تحدث أشياء توقف هذه الرغبة!.. أو بمعني آخر كلما ننوي التقارب مع إيران ابتعدنا أكثر.
بالنسبة للأعمال.. فهي كما تعرف مسألة غيابية ولكننا نريد منك توضيحاً دقيقاً للأسباب فما هي؟
شوف أنا من السياسيين الذين يرون ضرورة ان يكون لنا علاقات طبيعية مع دول الجوار وأتمني بذلك كل من تركيا وإيران.. وبالنسبة لتركيا فأنت تري نمو العلاقات المصرية معها.
ولماذا لم نبدأ هذه الخطوة أيضاً مع إيران؟
لأن إيران الاشكالية فيها أولاً اشكالية امنية.. حيث يخشي المسئولون عندنا من مجيء إيرانيين ونحن كثيراً ما نواجه هذه المشكلة عندما نقيم ندوة حتي في المجلس المصري للشئون السياسية. أما الناحية الثانية تأثير دول الخليج نظراً لاحتلال ايران الجزر الاماراتية، وهذه الدول تخشي إيران وتخشي انضمامنا إلي ايران كما تخشي كذلك عودة العلاقات بين مصر وايران.. اضف إلي ذلك دور القوي الأجنبية.
أليس من مصلحة مصر حالياً ان نعيد العلاقات مع إيران؟
منذ 3 سنوات كتبت مقالاً تساءلت فيه: هل مصر عدو لإيران وهل إيران عدو لمصر؟!.. وربما ما كتبته كان له تأثير.. وقلت في النهاية ان ايران ليست عدواً لمصر.. وان مصر ليست عدواً لإيران وفي حسبة الحفاظ علي الأمن القومي المصري يصبح من المهم ان تصبح علاقتنا قوية مع دول الجوار.. نقطة اخري لابد من الاشارة اليها.. ان ايران تتهم حالياً بأنها صاحبة برنامج نووي ونحن لا نريد ابداً لأية دولة ان تستخدم القوة النووية في الحروب، وايران دائماً ما تؤكد ان برنامجها دائماً سلمي وأنا مع إعادة العلاقات مع إيران.. وهناك نقطة أخري أكثر أهمية ان اسرائيل اليوم لا تريد التخلي عن اسلحتها الشاملة وفي نفس الوقت تحرم ذلك علي دول اخري.. من هنا تكون مهمتنا عمل نظام يجعل هذا الاقليم ومن خلال تحقيق التوازن.. خال من كل هذه الأسلحة ونحن في المجلس المصري معنيون جداً بهذا الموضوع والخاص بجعل الشرق الأوسط خاليا من الأسلحة الشاملة وسوف نقيم هذا المؤتمر خلال الأيام القليلة القادمة.
الدور المفقود
وكيف يمكن لمصر أن تستعيد دورها السياسي الذي بدأ في التراجع في الفترة السابقة؟
طبعاً دور مصر السياسي فعلاً بدأ يتراجع خلال السنوات العشر الماضية، وانا كتبت عن ذلك اما عن كيفية استعادتنا لهذا الدور اري من الضروري ان تكون لدينا اولاً أولويات وذلك من خلال إنشاء مجلس أمن قومي.
وماذا عن دور هذا المجلس الذي اقترحته؟
هذا المجلس أولاً يكون منوط به رسم السياسة الخارجية المصرية من حيث التخطيط وعلاج الازمات.
وهل ما تزال تطالب بضرورة وجود هذا المجلس؟
طبعاً.
صعوبات.. صعوبات
وهل تري أن هناك صعوبات لتكوين مثل هذا المجلس؟
أنا لا أعرف ذلك.. ولم أكن وحدي الذي طالب بهذا المجلس بل أعتقد أنه طالب به آخرون، منهم الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية وفي هذا السياق أقولك أيضاً انه عندما طلب مني أفكار خاصة لتطوير أداء الجامعة العربية طلبت إنشاء برلمان عربي بالانتخاب.. كما اقترحت في السياق نفسه إنشاء مجلس امن قومي عربي.. وهناك قضايا كثيرة تحتاج إلي الاجماع العربي مثل المياه والطاقة والاستثمار العربي.. ورغم انشغالنا بالداخل قلت لك من قبل فإن الخارج يعتبر بالنسبة لها قضية حياة. خذ عندك المدخرات والسياحة والاستثمارات وقضية المياه.
دعنا نختتم هذا الحوار بدردشة عن الثقافة والمثقفين وبالتالي أسألك.. أين المثقفون المصريون مما يحدث في مصر الآن؟
أولاً اسمح لي أن أقولك إنني لا أحب تعبير المثقفين.. يعني حكاية المثقفين غريبة لأنك لابد أن تسأل: من هو المثقف وما هي حكايته؟!
وفي رأيك ماذا نطلق عليهم من ألفاظ؟
لا نخبة ولا صفوة.. قل النخبة المثقفة أو قادة الفكر والرأي.
إذن أعيد عليك السؤال السابق وأقول أين هم الأن؟!
إنت عارف هم فين!.
بل أنت أكثر معرفة بهم مني.. فأين هم الآن؟!
طبعاً هم مشغولون وقلقون من أن الاخوان المسلمين والذي يمثل التيار الإسلامي هو الذي سوف يتولي الحكم!.
وهل هذا الشاغل يجعلهم يختفون عن الساحة والأحداث؟!
أنا لا أعتقد ولا أتصور أن التيار الإسلامي بمجرد فزاعة أو ردة إلي الوراء وأعتقد أن المجتمع الذي افرزته ثورة يناير لن يسمح بذلك.. لأنه في الأساس مجتمع ليبرالي يطالب بحقوق الانسان وبالديمقراطية والدولة المدنية وقد ظهر ذلك جلياً في شعارات الثورة.. ولذلك أراهم قوة في المجتمع ولذلك من سوف يحكم لابد أن يعمل حساب هؤلاء.
تري هل اختفاء المثقفين عن ساحة الأحداث تم بفعل فاعل؟! أم ماذا؟!
يعني أنت تري أنهم قد اختفوا.. طيب ازاي؟ أنا لا أري ذلك هناك الكثير منهم من يكتب ويتحدث. هناك احمد عبدالمعطي حجازي وعلاء الأسواني.
طيب سؤال آخر ويدور في نفس الفلك.. ماذا كنت أنت شخصياً تتوقع من قادة الفكر حيال هذه الأحداث التي تشهدها مصر حالياً؟!
أتوقع أن يكونوا مهمومين بمشاكل البلد وأن يعلنوا عن آرائهم بصراحة، وأنا اعتقد ان هناك عددا كبيرا من هؤلاء يقوم بذلك.. وبالتالي أنا لا أري حالة الاختفاء التي ذكرتها أنت منذ لحظات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.