متابعة لحركة الأسهم فى بورصة فرانكفورت قبل يومين من قمة أوروبية لإحتواء أزمة ديون منطقة اليورو المتفاقمة، بدت مساعي القادة غير كافية في نظر مسئولي التصنيف الإئتماني العالمي، حيث حذرت وكالة "ستاندارد اند بورز" من إحتمال خفض التصنيف الائتماني لستة من دول المنطقة المالية التي تحظي بأعلي درجة "وهي ايه ايه ايه" مما ينذر برفع تكلفة الإقتراض فيهم. ووضعت الوكالة تصنيف الدين "طويل الامد" ل15 من دول اليورو بينها "ألمانيا والنمسا وفنلندا وفرنسا ولوكسمبرج وهولندا" التي تحظي بأعلي تصنيف "قيد المراقبة السلبية" ما ينذر بإحتمال خفض التصنيف خلال فترة تسعين يوما. وفي حين ان فرنسا مهددة بتخفيض "درجتين" من تصنيفها فإن الدول الخمس الأخري مهددة بتخفيض درجة واحدة. وبالنسبة للدولتين الباقيتين في الإتحاد المالي، فتصنف اليونان في فئة التعثر في السداد وقبرص "قيد المراقبة السلبية". وأعلنت "ستاندارد اند بورز" انها تعتزم الانتهاء من مراجعة العناصر التي تدعم تصنيف الدول المهددة "في اسرع وقت ممكن بعد القمة الاوروبية" المقرر ان تبدأ غدا في بروكسل. في المقابل أصدرت الرئاسة الفرنسية بيانا مشتركا للعاصمتين الفرنسية والألمانية ذكر أنهما "متضامنتين بالكامل وتؤكدان رغبتهما في إتخاذ كل القرارات الضرورية لضمان إستقرار منطقة اليورو".
وأضاف البيان ان "باريس وبرلين تؤكدان مجددا ان المقترحات التي ناقشها الزعيمان في باريس ستسمح بتعزيز الحوكمة في منطقة اليورو بهدف استعادة الاستقرار والتنافسية والنمو". وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل قد ناقشا في لقائهما خططا بشأن "معاهدة جديدة" لأوروبا. وكانت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاجارد قد إعتبرت الاتفاق الفرنسي- الألماني ليس "كافيا بحد ذاته" تجاه وضع اقتصادي "خطير جدا". لكنها في الوقت نفسه قالت قالت أنه يمثل "علي الأقل بداية تسوية حاسمة". وتراجع اليورو امس كما افتتحت الأسهم الأوروبية التداول علي تراجع بفعل تحذير "ستاندارد أند بورز". من جهتها قللت ميركل من شأن إعلان وكالة التصنيف الإئتماني، قائلة ان منطقة اليورو بدأت طريقها نحو الخروج من الأزمة، وأن القادة الذين سيجتمعون غدا في بروكسل سيرسمون مسار ذلك. وفي روما، دعا رئيس الوزراء الايطالي "ماريو مونتي" القادة الأوروبيين قبل إجتماعهم الي زيادة التعاون في أمور الميزانية وتعزيز حجم صندوق انقاذ منطقة اليورو. ويأتي إجتماع قادة الإتحاد الأوروبي في بروكسل بهدف وضع خطة ذات مصداقية بنظر العالم بأسره لإنقاذ منطقة اليورو. وفي حين وصف المرشح الاشتراكي الي الانتخابات الرئاسية الفرنسية فرانسوا هولاند المعاهدة الاوروبية الجديدة التي تطالب بها بلاده والمانيا بأنها "وهم"، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه من غير المرجح تنظيم استفتاء في بلاده حول معاهدة أوروبية جديدة محتملة، قائلا "لا اعتزم نقل سلطات جديدة من بريطانيا الي بروكسل، وبالتالي لا اعتقد ان الموضوع سيكون مطروحا". في تلك الأثناء وافق صندوق النقد الدولي يوافق علي صرف دفعة من مبلغ 2.2 مليار يورو لليونان.