العقول الشيطانية والمستفزة تضع كل عبقريتها الآن في "تسخين" الشارع المصري ضد رجال الشرطة والمؤسسة العسكرية. وهنا وسأكتفي كعادتي بأن أضع مالدي من "معلومات" لشرح خلفيات ماحدث أيام الجمعة والسبت والأحد. انتهي يوم الجمعة - كما تعلمون - دون صدام بين طرف وآخر .. أما يوم السبت جاءت حدوتة الشهداء والتأخير في دفع التعويضات.. المعلومة التي سبق إعلانها علي لسان اللواء محسن الفنجري أن صندوق الشهداء كان لديه مائة مليون لهذا الغرض تم صرف 70 مليون منه .. أما من لم يتم صرف تعويضات لهم فهم إما لم يستوفوا أوراقهم أو لأن البعض منهم ثبت من فحص حالته أنهم من المسجلين الخطرين، ولكن لنحترم ذكري أرواح الشهداء أقول وعلي مسئوليتي أن هؤلاء قد لاتتخطي نسبتهم 10٪ ويبقي ال 20٪ الذين لم يستوفوا أوراقهم. 2- حينما انسحبت قوات الشرطة من ميدان التحرير يوم السبت .. اتجهت إلي شارع محمد محمود وشارع ريحان لتحمي وزارة الداخلية. ووضع المتظاهرون لأنفسهم هدفاً .. هو مهاجمة وانتهاك وزارة الداخلية .. ماهو المطلوب عقلاً حينما يتم ذلك..؟؟ هل المطلوب من الشرطة أن تتعامل بسماحة وأن تتقبل انتهاك وزارة الداخلية .. خوفاً من أن تتهم باستخدامها للقوة للدفاع عن عرض الدولة ؟؟ 3- يجب أن نعترف بأنه كان هناك عدم تناسب بين الأعداد المحدودة لقوات الشرطة وتلك الغفيرة للمهاجمين. 4- لنذهب إلي الأساليب الفنية لتعامل الشرطة مع المتطاهرين لنقول - في حدود علمي- أنه لم يتم إطلاق نار من جانب الشرطة حتي بحجة الدفاع عن النفس أو مقر قيادة العمل بوزارة الداخلية. إذن يجب أن يبادر النائب العام بفتح التحقيق مع المتهمين بقتل 24 شخصاً حتي مساء الإثنين... وأضيف حزني واحتجاجي لاعتقال وتعذيب مندوب الأخبار سرحان سنارة في مديرية أمن الاسكندرية. 5- هل يعلم الكثيرون أن قنابل الغاز المسيل للدموع حينما يلقيها رجال الشرطة فإنها لاتؤثر في المتظاهرين فقط.. بل تؤثر أيضاً في رجال الشرطة بل أن قائد الأمن المركزي اللواء ماجد مصطفي أصيب بطلقات خرطوش في كتفيه. 6- أما فيما يقال أن الشرطة تستعين بالبلطجية للتعامل مع المتظاهرين فقد وصل إلي علمي أن من هاجموا المتظاهرين - من غير الشرطة - كانوا بأولوية أصحاب المحلات والمساكن المحيطة بالمنطقة الساخنة دفاعاً عن ممتلكاتهم وأنفسهم.. هذا لايمنع بطبيعة الحال أن ينتهز الفرصة الخارجون علي القانون ليزيدوا الساحة اشتعالاً. 7- لم أفهم وأنا أراهم يحرقون سيارة الشرطة في ميدان التحرير بكراهية وعدوانية.. والسيارة كان بها سائق واحد وكانت تحمل قبلها بعض المشتبه فيهم الذين قبض عليهم في المطار لكي توصلهم إلي مبني المجمع. 8- وبخصوص الإعلام حينما تقول زميلة في إحدي القنوات الخاصة بلغة تحد وغطرسة غير مفهومة رداً علي رئيس أمن الإسكندرية.. وهو يقول لايعقل أن نترك قسم الشرطة يقتحم دون رد فعل منا.. فتقول الزميلة: "يعني إيه قسم شرطة لا يقتحم ؟؟؟!!" والآن عودة إلي المسرح السياسي الكبير لأقول ماهي قصة وحدوتة الدكتورعلي السلمي.. أولاً ..القصة التي أثارت غضب الإخوان والسلفيين هي في الحقيقة والواقع ودون نفاق عبارة "الدولة المدنية" التي تبنتها الوثيقة والثورة. والمطالبة بإقالة علي السلمي تعني بكل بساطة أن مايريدونه هو الدولة الدينية، وأسمح لنفسي وأنا أقولها بصوت عال أن لدي "خيبة أمل" وأنا أري الوزير المحترم علي السلمي يتراجع ويختار فكراً آخر مخففاً ويتكلم عن الدولة الديموقراطية.. ياسيدي الدولة الديموقراطية في فهمي هي "سمك لبن تمر هندي" أما كلمة الدولة المدنية فإن لها معني محدد كان يقصده كل من فكر معه وقتها. وأعد الدكتور علي السلمي أنه بعد هذا التراجع سيصبح المطلب الجديد مزيداً من التنازلات ثم الإلغاء الكامل للوثيقة. ثانياً .. الذين يطالبون بانسحاب المجلس العسكري من الساحة بينما الفوضي وعدم الاستقرار تكتسب كل يوم أرضاً جديدة .. أقول من الذي سيحمي النظام العام؟ .. من الذي سيحمي الدولة ومؤسساتها؟ ثالثاً .. حينما ينتصر الإخوان والسلفيون في الانتخابات القادمة.. هل معني ذلك أنهم سيحتكرون أيضاً مهمة صياغة الدستور الجديد؟ رابعاً .. هل فقد السادة من الإخوان والسلفيين الذاكرة حينما كانوا بجانب المجلس العسكري وقت الاستفتاء بقوة لأن الاستفتاء والانتخاب كان سيأتي بنجاح مؤكد لهم؟ خامساً .. هل نسي أيضاً الإخوة من السلفيين والإخوان أن جيش مصر الحر هو الذي أفرج عنهم من سجون بقوا في أعماقها حتي بعد انتهاء أحكامهم تطبيقاً لقانون الطوارئ؟ ارحموا مصر واستقرارها وليت عقولكم وجهودكم تتحد في صيحة إنقاذ لاقتصاد مصر الذي تزيد الأخطار حوله كل يوم ويقل احتياطي البنك المركزي وترتفع نسبة البطالة ويتعطل ويتأخر عودة عجلة الإنتاج وتشل حركة السياحة المصدر الرئيسي لإيرادات الدولة.. وكذلك خسائر البورصة التي تعدت العشرة مليارات جنيه. أليس هذا هو مانسميه لقمة العيش التي ستنقذنا جميعاً من ثورة الجياع؟!