خامس أيام العيد ذهبت إلي أحد الأفران بالمعادي لشراء بضعة أرغفة..الرغيف بخمسة وعشرين قرشا..مش مشكلة.. بمجرد أن أمسكت الرغيف انتابتني »كريزة« ضحك حتي كاد أن يغمي علي.. الحجم يكاد يزيد قليلا علي حجم كف يد الطفل الصغير.. يعني رغيف تحلف عليه! وإذا تغاضينا عن الحجم ودخلنا في المضمون أقصد الخامات، لوجدت رغيفا بلا طعم.. قليل من الدقيق المعجون في الماء دون أية إضافات أخري.. حتي شوية ملح بمليم تعطي الرغيف طعما ينسينا حجمه.. يبخل بها صاحب الفرن! جرب أن تذهب إلي أي محل لتأكل أكلة أو ساندويتشا أيا كان نوع الحشو الموجود بداخله، ومهما كانت شهرة المحل الذي تشتري منه.. النتيجة واحدة..خامات مضروبة.. ساندويتش فاضي من كل الجوانب إلا قليلا.. الأسوأ من كل هذا منظر الشخص الذي يعد الطعام، ومنظر من يقدمه لك وهو ممسك بالسيجارة ينفس سمومه في الأكل..حاجة تسد النفس! المشكلة أنه ليست هناك أية رقابة علي المطاعم أو الأفران.. وحتي لا نتهم الثورة بأنها السبب،أقول إن هذه الفوضي وهذا التسيب موجود ومستشر ومتوغل في بلدنا من زمان، وذلك بسبب الرشاوي التي يحصل عليها الذين من المفترض أن يكونوا رقباء علي الأفران والمطاعم، ولكن للأسف لا أحد يحاسب أحدا. إذا كانت الثورة قد قامت لتعيد الاحترام لعقل المواطن المصري، فأتمني أن تواصل طريقها نحو اعادة الاحترام لمعدتتنا أيضا!