رؤية: شوقي حامد اثار اختيار الاتحاد الافريقي لوائل جمعة فقط من اللاعبين المصريين ضمن تشكيلة منتخب القارة للعام الحالي غضب وحفيظة كل الجماهير المصرية وربما حتي العربية لانه لم يدخل هذه القائمة المنتقاة إلا اللاعب نزير بلحاج المدافع الجزائري الأيسر كممثلين عن كل الكرات العربية.. ولعل هذا الغضب العارم وتلك الثورة الشديدة التي سادت الساحات الرياضية عبرت عن تعاطف وحب الجماهير لبعض النجوم الشهيرة التي سبق أن اختارهم »الكاف« ولجانه المختلفة ضمن التشكيلة القارية في اعقاب نهاية بطولة كأس الأمم الافريقية التي جرت بأنجولا والتي جاء بينهم كل من الصقر أحمد حسن والفدائي أحمد فتحي والسد العالي عصام الحضري والموهوب زيدان.. كما شملت القائمة البديلة النجم الصاعد والشمس الساطع محمد ناجي جدو.. ورغم تعاطفي مع هذه المشاعر الجياشة واعترافي بكفاءة ومهارة هذه النجوم الموهوبة.. غير انني اعذر لجان الكاف في اختياراتها حتي وان لم تبرر هذا التجافي الذي شمل خماسي اللاعبين المصريين حسن وفتحي والحضري وجدو وزيدان بأن المعيار والفيصل في اختباراتها كان للمنافسات والمسابقات التي جرت خلال عام 9002. والتي خرج من حساباتها ما جري بمدن واستادات انجولا في كأس أمم افريقيا لانها جرت في أيام وأشهر عام 9002. وأنا هنا لا ادافع عن الكاف في اختياراته أو ألوم وأعارض ثورة وتحفظ الجماهير المصرية والعربية لانني ببساطة واحد من هذه الجماهير اشعر بآلامها واحس معاناتها واعيش تفاعلاتها وانفعالاتها وانما فقط اسعي لتوضيح الارتباط بين اختيارات الكاف وبين الحالة الواقعية التي يمر بها وفيها النجوم الذين سقطوا من القائمة المختارة.. وكأنهم أي النجوم تخلفوا بمحض ارادتهم ونزلوا من عليائهم وفقدوا ادواتهم وتخلوا عن مهاراتهم التي فرضتهم علي كل القوائم وجميع التشكيلات. وكأن اختيارات الاتحاد الافريقي جاءت مطابقة ومتوافقة مع الواقع الحالي والمستويات النهائية لهؤلاء النجوم.. بل وكأن اللجنة الفنية للاتحاد الافريقي كانت تستشرف الآفاق المستقبلية لهؤلاء النجوم وهي تختار تشكيلها لمنتخب القارة اعتمادا علي متابعتها لهم في منافسات ومسابقات عام 9002. وحتي تتطابق كلماتنا ورؤيتنا مع ارض الواقع تعالوا نقيم اعمال وافعال وحالة ومستوي النجوم التي ابتعدت عن القائمة ونعترف بأن وائل جمعة هو اللاعب الوحيد الذي حافظ علي مستواه ودافع عن مكانته سواء عندما أدي برجولة وقوة واسهم بقدر كبير وفعال في الحد من خطورة روني ومن خلفه جيرارد ولامباراد معه كراتش في الشوط الأول من مباراة المنتخب الوطني مع قرينه الإنجليزي أو حتي في مباريات الأهلي بالدوري مع المصري وكان حصنا متقدما الشباك الحمراء التي يحرسها الصاعد شريف اكرامي. وعن الأوراق التي وقعت من شجرة التشكيلة الافريقية نجد في مقدمتها صاحب اللقب الشهير السد العالي وهو الحارس عصام الحضري.. اصابته لعنة التألق في انجولا فأفقدته أهم مميزاته والمتمثلة في التركيز واليقظة ومعهما سرعة التلبية فتسبب في اهتزاز شباكه وتحمله مسئولية هدفين علي الأقل من الثلاثة الذين دخلوا مرماه باقدام الانجليز.. ثم شغلته الماديات واربكته الأموال ودفعته لتكرار حماقاته المحلية فتخلف عن أداء تدريبات فريق الإسماعيلي، واكتفي بالجلوس في المدرجات متصورا أنه يضغط علي قيادات الدروايش وهو ما يجعلهم يخضعون لابتزازه وينفذون أوامره ويلبون مطالبه.. فلم يكن منهم إلا أن اهدروا دماءه وتخلوا عنه وسلموا شباكهم لأيدي اكثر اخلاصا واعمق وفاء وهو محمد صبحي. ويأتي دور الكابتن أحمد حسن الصقر الذي ضرب الرقم القياسي في عدد المباريات الدولية وارتدي زي العمادة مقصيا العميد التقليدي حسام حسن من عليائه.. ويبدو انه بذل جهدا خارقا في ضرب هذا الرقم وبلوغ هذه الرتبة ومن ثم بدا مرهقا تائها حائرا في المباريات التي شارك فيها الأمر الذي عرضه للتبديل والتغيير بعد نصف الوقت وكان يستحق التغيير قبل مضي نصف المدة.. لاشك أن الصقر لديه مخزون خبراتي غزير لكنه يحتاج للراحة ليتمكن من مواصلة العطاء واستمرار الأداء. وأحمد فتحي المدافع متعدد القدرات والملكات والقادر علي احتلال العديد من المراكز في خطي الدفاع والوسط.. لم يشارك فتحي في بعض المباريات الأخيرة لدواع مماثلة والتي ابعدت زميله الصقر وحتي تلك التي شارك فيها لم يكن عند حسن الظن وهبط مستواه بشكل ملحوظ فيها. أحمد فتحي من النوعية المجتهدة التي تحتاج لعرق غزير وجهد وفير كي يظل محتفظا بمكانته وشاغلا لمكانة. ونأتي للرابع وهو محمد زيدان.. والامر يختلف معه عن بقية اقرانه.. فهو متألق مع ناديه الألماني لكن تألقه اقل ضوءا واخفت انارة من تألق قرينيه ديديرروجبا مهاجم تشيلسي وايتو في الميلان.. وكلاهما احق منه في الاختبار واوجب في التواجد.. فضلا عن ان زيدان يستحق ان يأخذ فرصته في المرات التالية نظرا لصغر سنه وحداثة عهده وقلة تجربته. وعن جدو فحدث ولا حرج.. صام عن التهديف.. وتاه في المشاكل.. وضاع من خلال الدوران في دوائر متشابكة ومتعارضة ولم يستقر علي حال منذ عودته من انجولا ولعل جدو يضرب المثل في الازدواج والانفصام.. غاب عن نفسه.. فغابت عنه مهاراته.. وتخلت عنه كفاءته.. وله ندعو الله بالتوازن والعودة.