فرنسا تطالب بعقوبات دولية قاسية ضد طهران دون اللجوء إلي القوة أكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد أمس ان بلاده "لن تتراجع قيد انملة" بشأن برنامجها النووي، مؤكداً مرة جديدة أن ايران ليست بحاجة الي القنبلة النووية. ومن جانبه، أعلن السفير الايراني لدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية أن ايران لن تتخلي "ابداً" عن برنامجها النووي لكنها ستواصل التعاون مع الوكالة رغم تقريرها الأخير الذي يتهم طهران بانها أجرت نشاطات تهدف الي انتاج سلاح نووي. وقال أن ايران باعتبارها "دولة مسئولة" ستواصل "الالتزام بواجباتها في اطار معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية" التي تضع أنشطتها تحت مراقبة الوكالة . وفي تحد للتهديدات الاسرائيلية، قال مساعد رئيس هيئة اركان القوات الايرانية الجنرال مسعود جزايري أن بلاده ستقوم "بتدمير" اسرائيل في حال هاجمت منشآت ايران النووية. وأضاف "عند قيام اسرائيل بأدني تحرك سنشهد تدمير مركز ديمونا النووي الاسرائيلي" مضيفا "لدينا قدرات اكبر" من ذلك. في المقابل، رفض مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التعليق علي تقرير الوكالة الدولية ، واكتفي مسئول في مكتب نتانياهو بالقول "ندرس التقرير". وهو نفس الموقف الذي اتخذته واشنطن التي تحدثت فقط عن فرض عقوبات جديدة علي ايران. وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان نتنياهو اصدر توجيهات الي وزرائه برفض اجراء اي مقابلات، خوفا من ان يثير اي تصريح او مبادرة اسرائيلية معارضة في العالم مما يخدم ايران. وذكرت صحيفة هآرتس ان اسرائيل "تنتظر تقييم رد العالم علي تقرير الوكالة ولا تريد الظهور علي انها العنصر المحرك للاسرة الدولية". في نفس الوقت، قالت صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية أن المخابرات الإسرائيلية - الموساد- لعبت دورا في مساعدة الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي جمع معلومات يتضمنها تقرير الوكالة. وقالت صحيفة يديعوت احرونوت ان تقرير الوكالة يستند الي معلومات قدمتها عشر دول بينها اسرائيل . وكان وزير الدفاع ايهود باراك قد اعترف أول أمس بان اسرائيل كانت احدي الدول التي زودت الوكالة بالمعلومات . وعلي الصعيد الدولي، أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس أنه بات من الضروري احالة الملف النووي الايراني الي مجلس الأمن، داعياً الي فرض "عقوبات قاسية" علي طهران. ومن جانبه، دعا وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه إلي حشد القوي الكبري واقناع الصين وروسيا بالضغط علي طهران ، ورفض في الوقت نفسه اللجوء الي استخدام القوة ضدها. وأعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون أن تقرير الوكالة الدولية يزيد بشكل خطير من مخاوف الأسرة الدولية حول الطبيعة الحقيقية لهذا البرنامج، اذ يشدد بصورة خاصة علي المعلومات الموثقة التي بحوزة الوكالة بشأن أبعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الايراني. في المقابل، حذرت الصين أمس من وقوع اضطرابات في الشرق الاوسط نتيجة التحرك ازاء برنامج إيران النووي لكنها رفضت التعليق علي احتمال فرض عقوبات جديدة . وقال هونج لي المتحدث باسم الخارجية الصينية إن بكين مازالت تدرس التقرير وكرر الدعوة إلي حل المسألة سلميا من خلال المحادثات. ويقع صناع القرار في الصين بين مطرقة احتياجات بلادهم للنفط الايراني وسندان القلق من أن تطالب الولاياتالمتحدة وحلفاؤها بتشديد العقوبات علي ايران او حتي المجازفة بعمل عسكري. وايران ثالث اكبر مورد للنفط الخام للصين ، كما زادت قيمة التجارة بين البلدين الي 32.9 مليار دولار خلال هذا العام.