قبل أيام قليلة علي انطلاق النسخة الاستثنائية رقم ال32 لنهائيات بطولة كأس الأمم الأفريقية.. نستعرض في هذا التقرير صراع العقول لأبرز مدربي المنتخبات المشاركة في » الكان » والمتوقع تألقها خلال مشوار المسابقة القارية الأقوي بعد بطولتي كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية لشدة المنافسة بين عدة فرق وضمها للعديد من اللاعبين المحترفين في أعتي أندية القارة العجوز لذلك تحظي بمتابعة كبيرة من عشاق كرة القدم في العالم، وأبرز طرق اللعب التي سيخوض بها المدربين منتخباتهم خلال » كان 2019 » مع أفضل الأوراق الرابحة التي سيعتمدون عليها في المباريات.. ونبدأ بأفضل المدربين علي مستوي القارة السمراء في السنوات الأخيرة وهو الثعلب الفرنسي » هيرفي رينارد » الذي ولد في مدينة »لي بان» الفرنسية يوم 30 سبتمبر لعام 1968 ويبلغ من العمر 50 عامًا، بدأ مشواره الكروي ك»مدافع» في أندية الهواة، ثم انتقل لصفوف نادي كان الفرنسي بداية من عام 1983 واستمر معه حتي عام 1990 قبل الانضمام لفريق ستاد دي فالاوريس والذي لعب له في الفترة من موسم 1991/ 1992 وحتي موسم 1997/ 1998، قبل أن يرحل إلي سبورتنج دراجينيان الفرنسي واستمر معه حتي اعتزاله كرة القدم عام 1998 وكان يبلغ عمره 31 عامًا. بعد اعتزال هيرفي رينارد انتقل إلي عالم التدريب وخاض عدة تجارب كانت مع الفريق الذي اختتم فيه مسيرته الكروية »إس ي دراجينيان» عام 1999 واستمر معه حتي 2001، بعدها أصبح مساعد مدرب في الفريق الصيني شنجهاي شينكسين رفقة كلود لوروا من عام 2002 إلي 2003، ثم انتقل للعمل كمساعد أيضًا في فريق كامبريدج يونايتد قبل أن يتم تصعيده لقيادة الفريق فنيًا لعدة أشهر قبل أن يرحل في ديسمبر عام 2004.. وفي عام 2005 بات » الثعلب » مدربا لنادي إيه اس تشيربورج الفرنسي عام 2005 واستمر معه عامين قبل استقالته عام 2007، وزادت شهرة رينارد عندما أصبح مساعدًا لمواطنه كلود لوروا للمرة الثانية لكن هذه المرة للإشراف علي تدريب منتخب غانا. بعد رحيله عن تدريب منتخب غانا بدأ »رينارد» مسيرته التدريبية الحقيقية حيث تولي قيادة منتخبات زامبيا وأنجولا وكوت ديفوار، وأصبح اسمه لامعًا في افريقيا وحصد لقب البطولة مرتين مع منتخبي زامبيا وكوت ديفوار عامي 2012، 2015 ليصبح أول مدرب يحصد لقب البطولة مع منتخبين مختلفين، إلا أن هذا النجاح الباهر لم يؤتي ثماره مع الأندية بالتحديد مع فرق سوشو وليل الفرنسيين واتحاد العاصمة الجزائري.. وفي فبراير 2016 انتقل هيرفي لتولي القيادة الفنية لمنتخب المغرب، والذي حقق نجاحاً باهراً علي مستوي النتائج والانجازات، والنجوم الذي قدمها لكتيبة » أسود الأطلس ». وحقق رينارد مع المنتخب المغربي أرقاماً مميزة، حيث قادهم في 37 مباراة منذ عام 2016 وحتي الآن، حقق الفوز في 20 مباراة، وتعادل في 9 مباريات، وخسر 8 مباريات، سجل الفريق تحت قيادته 52 هدفًا، واستقبلت شباكه 19 هدفًا، كما صعد ب » أسود الأطلس » لبطولة أمم إفريقيا مرتين عام 2017 والنسخة المقبلة، وقادهم أيضاً لنهائيات كأس العالم 2018 بروسيا، وخلال تصفيات امم افريقيا 2019 فازت المغرب تحت قيادة المدرب الفرنسي فاز في 3 مباريات، وتعادل في مباراتين وخسر مباراة، وسجل 8 أهداف واستقبلت شباكه 3 أهداف، وحصد أسود الأطلسي 11 نقطة تصدر بها ترتيب المجموعة الثانية.. وأوقعت قرعة نهائيات » كان 2019 » التي اقيمت تحت سفح الأهرامات منتخب المغرب في المجموعة الرابعة رفقة فرق كوت ديفوار وجنوب افريقيا وناميبيا وتعتبر مجموعة قوية، ويسعي رينارد لتحقيق ثالث ألقابه القارية مع المنتخبات وقيادة » أسود الأطلس » للقب الثاني في تاريخهم بعد طول انتظار بلغ ما يقرب من 43 عاماً بعد تتويجهم بأول وأخير لقب في نسخة 1976 التي اقيمت في اثيوبيا. وفيما يتعلق بالتشكيل المتوقع الذي قد يعتمد عليه رينارد مع منتخب المغرب في كان 2019، تبرز بعض الأسماء وذلك علي النحو التالي : أولاً : حراسة المرمي تعتبر محجوزه للمتميز »ياسين بونو» والذي يقدم موسماً رائعاً مع فريق جيرونا في الدوري الإسباني، ويعتبر منير محمدي هو الخيار الثاني بالنسبة للمدرب الفرنسي، وفي الدفاع لا يمكن الاستغناء عن الثلاثي مهدي بنعطية ودا كوستا ورومان سايس ونصير مزراوي، بالنسبة لخط الوسط من المؤكد استمرار تواجد الثنائي كريم الأحمدي ومبارك بوصوفة وكلاهما يبلغ من العمر 34 عاماً بالإضافة إلي وليد الكرتي الذي يقدم أداءاً رائعاً مع الوداد بالاضافة إلي أن حكيم زياش، يونس بلهندة، فيصل فجر، سفيان بوفال فيما يتعلق بخط الوسط الهجومي، ومن ناحية الخط الهجومي يعتبر » الثعلب الأبيض » مقتنعاً بشكل كبير بامكانيات لاعب نادي الزمالك خالد بوطيب مع امكانية الاستعانة بخدمات يوسف النصيري نجم ليجاينس الاسباني.. وبالنسبة للخطة التي سيلعب بها هيرفي رينارد مع منتخب » أسود الأطلس » خلال النهائيات فهي الطريقة التي يلعب بها بشكل شبه دائم وهي » 3-4-3 »، حيث يعتمد في أسلوبه التكتيكي خلال اللقاءات السابقة التي خاضها علي الاستحواذ والضغط العالي واللامركزية ومرونة في اللعب بأي طريقة وتقديم كرة ممتعة تعشها جماهير اللعبة الأشهر حول العالم.. ويعتبر زياش نجم آياكس الهولندي الذي توج هذا الموسم مع فريقه بالثنائية المحلية » الدوري والكأس » بالاضافة إلي تقديم مستويات رائعة في مسابقة دوري ابطال اوروبا وبلوغ الدور نصف النهائي أبرز النجوم المغاربة الذي يعتمد عليهم رينارد في خطته لاقتناص اللقب القاري فهو ورقته الرابحة لتميزه بلعب أدوار متعددة داخل أرضية الملعب، وقدرته علي التحول من مركز الجناح إلي صانع الألعاب أو إلي مهاجم ثانٍ في حال تطلب الأمر القيام بذلك.