أول إجراء من وزارة الرياضة بشأن أزمة «الدروس الخصوصية» في صالة حسن مصطفى    «المصري اليوم».. 20 عاما «من حقك تعرف» (ملف تذكاري)    سعر الجنيه الاسترلينى اليوم الإثنين 10-6 -2024 مقابل الجنيه المصرى    شعبة القصابين تكشف تطورات أسعار اللحوم في الأسواق    انخفاض معدل التضخم الشهري (-0.8%) لشهر مايو 2024    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الإثنين    سها جندي: نعمل على تدشين المركز المصري الإيطالي للوظائف والهجرة    جولدمان ساكس يتوقع زيادة الطلب في الصيف على النفط وارتفاع سعرة    متحدث جيش الاحتلال: نفذنا عملية عسكرية واسعة فى مخيم الفارعة بالضفة الغربية    هآرتس: الغرب لن يدعم حكومة إسرائيل بعد استقالة جانتس    ماكرون: على ثقة أن الفرنسيين "سيقومون بالخيار الصحيح" خلال الانتخابات المبكرة    جيش الاحتلال: نفذنا عملية عسكرية واسعة في مخيم الفارعة بالضفة الغربية    سنتكوم: أجرينا عملية إنزال جوي للمساعدات الإنسانية إلى شمال غزة    تصفيات كأس العالم، غانا يستضيف أفريقيا الوسطى بالمجموعة التاسعة    بشير التابعي: الأهلي في حاجة للتعاقد مع أحمد حجازي    شبانة: رمضان صبحي قدم دفوع طبية بشأن فساد العينة    هدوء بمحيط لجان امتحانات الثانوية العامة في قنا (صور)    تعليمات من السكة الحديد لقائدي القطارات بسبب موجة الحر    «ابعت الأسئلة وخد الحل».. شاومينج يحرض طلاب الثانوية العامة على تصوير امتحان التربية الدينية    توصيلة الموت.. حكايات من دفتر ضحايا لقمة العيش    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى إمبابة دون إصابات    تعرف على عقوبة التحريض على الفجور والدعارة بالقانون    بعد غياب 3 سنوات.. هنا الزاهد تعود لدراما رمضان بمسلسل من بطولتها    الثانوية العامة 2024| انتظام جميع لجان امتحانات المنيا    البابا تواضروس الثاني يدشن الكنيسة الجديدة باسم القديس الأنبا إبرام بالفيوم    بعد زواجها من أمير طعيمة.. يسرا الجديدي تتصدر التريند    السعودية تطلق خدمة أجير الحج والتأشيرات الموسمية.. اعرف التفاصيل    السعودية تستضيف ألف حاج من ذوي شهداء ومصابي غزة بأمر الملك سلمان    لأول مرة مقاتلات أوكرانية تضرب عمق المناطق الروسية    لميس الحديدي: رحلتي لم تكن سهلة بل مليئة بالتحديات خاصة في مجتمع ذكوري    مع فتح لجان امتحانات الثانوية العامة 2024.. دعاء التوتر قبل الامتحان    تعرف على ما يُستحب عند زيارة النبي صلى الله عليه وسلم    نشرة ال«توك شو» من «المصري اليوم»: رئيس «اتصالات النواب» يزف بشرى سارة عن مكالمات التسويق العقاري.. وعمرو أديب عن مدرس الجيولوجيا: «حصل على مليون و200 ألف في ليلة المراجعة»    ضياء رشوان: الرئيس السيسي يضع عينيه على المستقبل    الفلسطيني أمير العملة يتوج بذهبية بطولة العالم بلعبة "المواي تاي"    تركي آل الشيخ يعلن مفاجأة عن فيلم ولاد رزق ويوجه رسالة لعمرو أديب    الكشف على 1346 مواطنا خلال قافلة طبية مجانية بقرية قراقص بالبحيرة    ضياء رشوان ل قصواء الخلالي: لولا دور الإعلام في تغطية القضية الفلسطينية لسُحقنا    هؤلاء غير مستحب لهم صوم يوم عرفة.. الإفتاء توضح    عند الإحرام والطواف والسعي.. 8 سنن في الحج يوضحها علي جمعة    ضمن فعاليات "سيني جونة في O West".. محمد حفظي يتحدث عن الإنتاج السينمائي المشترك    وصفة سحرية للتخلص من الدهون المتراكمة بفروة الرأس    عددهم 10 ملايين، تركيا تفرض حجرًا صحيًا على مناطق بالجنوب بسبب الكلاب    عمر جابر ساخرًا: انضمامي للمنتخب بسبب صداقتي بمحمد صلاح "يحدث في عالم سمسم"    بمساحة 3908 فدان.. محافظ جنوب سيناء يعتمد المخطط التفصيلي للمنطقة الصناعية بأبو زنيمة    النسبة التقديرية للإقبال في انتخابات الاتحاد الأوروبي تقترب من 51%    برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في القاهرة والمحافظات (رابط متاح للاستعلام)    عمر جابر يكشف كواليس حديثه مع لاعبي الزمالك قبل نهائي الكونفدرالية    محمد طارق: رمضان صبحي يحتاج الزمالك وجمهور الأبيض أقوى من الأهلي    القطاع الديني بالشركة المتحدة يوضح المميزات الجديدة لتطبيق "مصر قرآن كريم"    تعرف على فضل مكة المكرمة وسبب تسميتها ب«أم القرى»    نقيب الصحفيين: نحتاج زيادة البدل من 20 إلى 25% والقيمة ليست كبيرة    "صحة الشيوخ" توصي بوضع ضوابط وظيفية محددة لخريجي كليات العلوم الصحية    ضياء السيد: عدم وجود ظهير أيسر في منتخب مصر «كارثة»    عوض تاج الدين: الجينوم المصرى مشروع عملاق يدعمه الرئيس السيسى بشكل كبير    مصر في 24 ساعة| لميس الحديدي: أصيبت بالسرطان منذ 10 سنوات.. وأحمد موسى يكشف ملامح الحكومة الجديدة    لميس الحديدي تكشف تفاصيل تهديدها بالقتل في عهد الإخوان    محافظ المنوفية يفتتح أعمال تطوير النصب التذكاري بالباحور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثلاث قمم علي دقات طبول الحرب في الخليج
نشر في الأخبار يوم 26 - 05 - 2019


»يد بيد نحو المستقبل»‬ عنوان القمة الإسلامية
اجتماعات طارئة لقادة الخليج والدول العربية
طهران فقدت التعاطف معها بعد الهجمات الأخيرة وشبهات إرهابها في السعودية والإمارات
نجحت الدبلوماسية السعودية في اختيار التوقيت والمكان للإعداد للقمم الثلاثة الخليجية والعربية والإسلامية اما المكان فهو مكة اطهر بقاع الأرض حيث قبلة المسلمين اما الزمان فهو في العشر الاواخر من رمضان وبها ليلة خير من الف شهر وإضافة إلي روحانيات المكان والزمان فهناك رؤية متكاملة للدبلوماسية للتعامل مع الاخطار والتحديات التي تواجه المنطقة العربية والإسلامية والخليجية وفِي القلب منها تصاعد مخاطر التدخلات الايرانية في الشئون الداخلية للدول العربية مضافة لها الهجمات الاخيرة لجماعة الحوثي احد أذرع ايران في المنطقة علي السعودية ووصلت إلي إطلاق طائرات مسيرة علي مدينة مكة في وجود ملايين المعتمرين والزائرين كما ان دول المنطقة خاصة في الخليج قد تدفع ثمن تهور السياسات الايرانية والتعنت بايصال المنطقة إلي حرب ومواجهات عسكرية مع امريكا
وكانت احد البدائل المطروحة علي دوائر صنع القرار في المملكة الاكتفاء في السير في اتجاه استضافة القمة الاسلامية في الدورة الرابعة العادية لقادة منظمة التعاون الاسلامي وهو ماتم التجهيز له منذ ثلاث سنوات بعد موافقة القادة في الدورة السابقة في اسطنبول علي طلب المملكة باستضافة الدورة الحالية وهي بهذا الشكل قمة عادية بجدول اعمال متعدد القضايا وتحت شعار »‬ يدا بيد نحو المستقبل» علي ان تسبقه اجتماعات لكبار المسئولين ويعقبها اجتماع وزراء للخارجية للاعداد لمشروعات القرارات والاتفاق علي صيغة اعلان مكة والتي من المقرر ان تشمل القضية الفلسطينية، بالإضافة إلي التطورات الأخيرة في عدد من الدول الأعضاء، فضلا عن الأحداث الأخيرة الخاصة بالأقليات المسلمة وما يتعلق منها بتنامي خطاب الكراهية ضد الجاليات المسلمة، وما يعرف بظاهرة الإسلاموفوبيا، وضرورة التصدي للإرهاب والتطرف العنيف، وغيرها من القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي تُعني بها المنظمة. وان كان قضية التوتر في الخليج والتدخلات الايرانية في الشأن العربي وهجمات الحوثي ستمثل بندا رئيسيا في البيان الختامي وإعلان مكة وقد تطورت الدبلوماسية السعودية الفكرة بالدعوة إلي عقد قمة خليجية استثنائية وقمة عربية طارئة رغم ان المؤتمر الاسلامي يضم في عضويته كلا من الدول العربية والخليجية ولكنها رغبة من السعودية في التأكيد علي وجود موقف خليجي موحد توجه عربي محدد وواضح تجاه تلك التدخلات الايرانية التي تضع المنطقة علي حافة الهاوية وقد تم تجاوز بعض العقبات البروتوكولية من قبيل تقديم دعوات للقمتين فمن المعروف علي المستوي العربي يستلزم طلب دولة لعقد قمة طارئة وموافقة ثلثي اعضاء الجامعة وهو ماتم وبالنسبة لدول الخليج فهناك مقاربة ظهرت مؤخرا وهو ان الخلاف مع قطر لايمنع من استمرار التعاون الخليجي خاصة العسكري فهناك مشاركة لجميع الدول الخليجية في الدوريات البحرية العسكرية المستمرة لمراقبة الوضع في الخليج كما ان قاعدة العيديد العسكرية تستقبل جزءا من الحشود الامريكية والطائرات المقاتلة العملاقة وكل المؤشرات تسير باتجاه موقف عربي خليجي صارم من ايران وتدخلاتها وهجمات أذرعها في المنطقة دون تحفظ من اي عاصمة عربية بعد ان فقدت التعاطف معها في ظل استمرار هجمات الحوثي علي المملكة وفِي هذا الملف محاولة للاقتراب من القضية الرئيسية المطروحة علي القمم الثلاثة من خلال رؤية مصرية وسعودية ومن الجامعة العربية
السفير خالد الهباس الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشئون السياسية :القمة العربية الطارئة رسالة مباشرة لإيران
أكد السفير خالد الهباس الأمين العام المساعد للجامعة
العربية للشئون السياسة أن دعوة الملك سلمان بن عبدالعزيز لعقد قمة عربية طارئة إدراك من قبل القيادة السعودية حول خطورة المرحلة التي تمر بها المنطقة. وأضاف ل»الأخبار» أن القمة تهدف لتبيان الموقف العربي بلا لبس، ولإرسال رسالة لإيران ولغيرها من الدول حول تضامن الدول العربية، لأنه في نهاية المطاف أمن منطقة الخليج هو جزء رئيسي من منظومة الأمن القومي العربي، بل أنه علي ارتباط وثيق بالأمن العالمي لما لمنطقة الخليج من أهمية إقتصادية وإستراتيجية.
كيف تري دعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لعقد قمة عربية طارئة ؟
أتت هذه الدعوة المهمة لعقد قمة عربية إضافة للقمة الإسلامية وقمة مجلس التعاون كادراك من قبل القيادة السعودية حول خطورة المرحلة التي تمر بها المنطقة، وبالتالي في تصوري أن اجتماع القمة العربية الطارئ الذي سوف تستضيفه المملكة العربية السعودية يوم 30 من الشهر الحالي سوف يرتب أويهدف إلي التشاور والتنسيق وتبادل وجهات النظر بين القادة العرب حيال التأزم الذي تشهده منطقة الخليج مؤخرا، جراء الاعتداءين اللذين تما علي ناقلات النفط في الخليج قبالة الامارات والاعتداء علي مضخات النفط في السعودية، ودور أذرع إيران في المنطقة في ذلك، والتي تشكل جميعها تهديدا خطيرا للسلم والأمن والاستقرار في المنطقة.
اتخاذ موقف عربي جماعي حازم من هذه الأعمال التي تهدد وتزعزع الاستقرار الإقليمي يعتبر أيضا هدفا من انعقاد هذه القمة، لتبيان الموقف العربي بلا لبس، ولإرسال رسالة لإيران ولغيرها من الدول حول تضامن الدول العربية، لأنه في نهاية المطاف أمن منطقة الخليج هو جزء رئيسي من منظومة الأمن القومي العربي، بل أنه علي ارتباط وثيق بالأمن العالمي لما لمنطقة الخليج من أهمية إقتصادية وإستراتيجية.
هل ستكون الجامعة العربية هي المسئولة عن الترتيب للقمة العربية أم ستكون المملكة العربية السعودية هي المخولة بالترتيب؟
القمة سوف تستضيفها المملكة العربية السعودية، وسوف يتم التحضير لها بالتعاون مع جامعة الدول العربية التي هي »‬الوعاء الفني »‬، كما جرت العادة لترتيب الاجتماعات والفعاليات التي تخص العمل العربي المشترك، سواء علي مستوي القمة أوغيره، وبالتالي سوف يكون هناك تنسيق وثيق بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والدولة المضيفة.
كيف تري مسألة مستوي التمثيل وهل تتوقع أن يكون مستوي عاليا؟
من المتوقع أن يكون مستوي التمثيل عاليا، وهذا يخضع للدول نفسها، لكن لما للمملكة من أهمية ولما للظرف الذي تمر به المنطقة من أهمية، ولوجود أيضا قمم أخري، فعوامل النجاح لهذه القمة متوفرة وأن يكون الحضور من جانب القادة العرب رفيع المستوي كما كانت دائما والقمة العربية التي عقدت في الظهران بالمملكة العربية السعودية العام الماضي.
ماذا عن القرارات التي ستخرج من القمة؟
من السابق لأوانه الحكم علي هذا، فيجب أ ن يجتمع القادة ويتبادلون وجهات النظر ومن ثم نتطلع لمعرفة النتيجة بإذن الله.
• أحمد أبوهارون
في آخر تقرير للمعهد الدولي للدراسات الإيرانية
مضيق »‬هرمز».. هل يكون شرارة اشتعال الحرب في الخليج ؟
أكد تقرير حديث علي استمرار الولايات المتحدة في تكثيف ضغوطها علي إيران، حيث أعلنت تسمية الحرس الثوري منظمة إرهابية في أول إجراء من نوعه تجاه قوة عسكرية نظامية لدولة ما، كما أعلنت إلغاء الإعفاءات علي الصادرات النفطية في إطار الرغبة في الوصول بصادرات النفط الإيراني إلي الصفر.
واوضح التقرير الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الإيرانيَّة (رصانة)، في تقريره لشهر أبريل 2019،
أن إيقاف تصدير النفط الإيراني سيزيد من الضغوط المماَرسة عليه، وبالتالي قد تتراجع قوته ونفوذه داخل إيران وخارجها. هذه المخاوف قادت الحرس الثوري إلي إطلاق سلسلة من التهديدات بإغلاق مضيق هرمز في وجه الملاحة البحرية، منهم قائد القوات البحرية بالحرس الثوري العميد علي رضا تنكسيري الذي هدد بأن قواته سوف تغلق هذا الممر المائي في حال منعت إيران من استخدامه لتصدير نفطها.
وحول أهمية هذا المضيق بالنسبة إلي دول العالم، ذكر التقرير أن توظيف إيران لهذه الورقة من اجل ممارسة الضغط علي الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط ربما يفتح الباب علي مصراعيه أمام السيناريو الأسوأ الذي تخشاه إيران، وهو الدخول في مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة، لأن أي مغامرة أو تهور إيراني بإغلاق هذ المضيق الحيوي والمهم قد يشعل شرارة الحرب، وقد يكون ذريعة مناسبة لإدارة ترامب للتحول من مرحلة العقوبات إلي مرحلة المواجهة المباشرة مع إيران. كما أن الاقتصاد الإيراني يعتمد بشكل أساسي علي تدفق التجارة عبر هذا المضيق، وفي ظل العقوبات النفطية التي فرضتها الولايات المتحدة علي إيران، فإن حاجة إيران إلي نقل منتجاتها غير النفطية سوف تزيد خلال الفترة القادمة.
ورصد التقرير أبرز التطوُّرات علي الساحة الإيرانيَّة، أربعة ملفات رئيسة: الآيديولوجي، والسياسي، والاقتصادي، والعسكريّ. يتناول الملفّ الآيديولوجي، العلاقة المشبوهة التي كشفها أحد قادة الحرس الثوري السابقين بين إيران وتنظيم القاعدة في الفترة التي كان فيها الهلال الأحمر الإيراني ينفّذ عمليات إغاثية في البوسنة والهرسك، أظهرت نوعًا من التقارب الحركيّ بين إيران والقاعدة علي الرغم من الاختلاف الآيديولوجي الظاهر بينهما.
وتَطرَّق الملف السياسي إلي ردّ فعل الحكومة الإيرانية علي إلغاء الإعفاء من العقوبات للدول الثماني المستوردة للنفط الإيراني، واستمرار المحاولات الأمريكية لإحكام الحصار الاقتصادي علي إيران.
وناقش الملفّ الاقتصادي قضيتَي التضخُّم والبطالة، إذ لوحظ أن معدَّلات التضخم قد ارتفعت بشكل ملحوظ خلال شهر أبريل تحديدًا في قطاع المواد الغذائية، نظرًا إلي ما عانته إيران من كارثة السيول التي أضرت علي نحو كبير بالإنتاج الزراعي الإيراني، فبات المواطن الإيراني بين فكَّي العقوبات وكارثة السيول، ونظام حاكم يتجاهل معاناة الشعب في سبيل تحقيق أهدافه المذهبية والسياسية التوسعية. أما الملفّ العسكريّ فتناول التقرير التغيير الذي أحدثه المرشد علي خامنئي في الحرس الثوري بتعيين اللواء حسين سلامي قائدًا للحرس بدلًا من محمد علي جعفري، الخطوة التي فُسِّرت علي عدة أوجه، وإن كانت جميعها أكّدَت مدي هيمنة المرشد علي الحرس وسيطرته علي مقاليد الأمور. واضاف التقرير رفض الولايات المتحدة تمديد الاستثناءات التي كانت قد منحتها في نوفمبر 2018م لثماني دول لاستيراد النفط من إيران، أظهر رغبة الإدارة الأمريكية في فرض أقصي أنواع الضغوط والعقوبات علي النظام الإيراني خلال الفترة القادمة، وذلك لإرغامه علي التراجع عن سياساته الإقليمية، وإجباره علي الجلوس إلي طاولة الحوار للتوصل إلي تفاهمات حول مختلف القضايا العالقة بين البلدين، وفي مقدمتها التوصل إلي اتفاق جديد حول المشروع النووي الإيراني.
في القمة الخليجية..
عودة العلاقات مع قطر بعيدة عن قمم مكة
تشهد المملكة العربية السعودية آواخر شهر مايو الجاري حراكاً سياسياً ودبلوماسياً بامتياز، عربياً وإسلامياً، حيث تستضيف مدينة مكة المكرمة في 30 مايو الجاري قمتين طارئتين إحداهما خليجية والأخري عربية، دعا إليهما خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لبحث الاعتداء علي محطتي ضخ نفط تابعتين لشركة أرامكو السعودية، وكذلك الاعتداء علي سفن قرب سواحل الإمارات، وتداعيات ذلك علي المنطقة، في ضوء سياسات إيران العدوانية التي تمارسها في منطقة الشرق الأوسط.. كما تستضيف مكة المكرمة في 31 مايو الدورة العادية ال 14 للقمة الإسلامية الدورية لمنظمة التعاون الإسلامي.
ويعد ذلك الحراك هو الأول من نوعه، الذي يشهد عقد ثلاث قمم متتالية (خليجية وعربية وإسلامية)، تستهدف السعودية منه بالأساس حشد خليجي عربي ثم إسلامي ضد سياسات طهران العدائية في المنطقة.. وتأتي دعوة الملك سلمان للقمة الخليجية أولاً لإحاطة دول الخليج بالخطر الإيراني الذي هدد ويهدد المنطقة وخاصة دول الخليج، التي عانت وتعاني من سياسات طهران، سواء بالتخريب الأخير الذي مس السعودية والإمارات، أو تهديد إيران بغلق مضيق هرمز والتأثير علي 40٪ من النفط العالمي الذي يمر عبر المضيق معظمه من دول الخليج، وذلك بعد تصعيد العقوبات الأمريكية علي طهران مؤخراً.. ثم تأتي القمة العربية الطارئة لكسب المزيد من الحشد العربي للقرارات السعودية والخليجية ضد سياسات إيران.
وفي ضوء ماسبق، نطرح عدة تساؤلات عن الموقف القطري، أبرزها ما هو موقف قطر من هذا الحراك؟، وهل سيحضر أمير قطر تميم بن حمد لتلك القمم؟، أم ستشارك الدوحة بمستوي اقل كما كان عليه الحال في القمة الخليجية بالرياض في ديسمبر الماضي وقد توقف المراقبون عند سيناريوهين ستكشف الأيام القادمة عنهما والامر لدي القيادة القطرية وعليها ان تختار.
السيناريو الأول ونسب تحقيقه علي الارض محدود وبسيط، توقع في بعض المحللين أن تصطف الدوحة مع الحراك الخليجي والعربي ضد طهران، ويكون ذلك بوادر انفراجة أزمة قطر مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية ومصر والإمارات والبحرين)، بل أن بعضهم تكهن بانتهاء موقف دول الرباعي العربي من قطر قريباً، واستشهدوا علي ذلك بمساعدة قطر للإمارات في إمدادات الغاز بعد تعطل خط الأنابيب الرئيسي دولفين الذي ينقل الغاز من قطر إلي الإمارات الشهر الماضي.. ونري هنا أن تلك المساعدة لم تصب في مصلحة الإمارات فقط، وإنما كانت بالأساس للمصلحة القطرية.
كما استشهد أولئك المحللون، بزيارة أمير قطر منذ أيام إلي الكويت وإجرائه مباحثات مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، قبل أيام قليلة من القمم التي تشهدها السعودية.. ونعتقد أن زيارة تميم تلك لم تكن إلا لأخذ المشورة من الشيخ صباح في ماذا يفعل، هل يحضر القمم في ظل استمرار الأزمة مع بلاده؟، أم يعتذر عن أي مواجهة، ويتنصل من أي دور خليجي عربي للحشد ضد طهران؟، وقد قادت الكويت وعلي رأسها الشيخ صباح الأحمد عدة جولات لحل الخلافات بين دول الرباعي العربي وقطر منذ بدء قطع العلاقات مع الدوحة في يونيو 2017. يضاف إلي ذلك مشاركة قطر لكل الفعاليات التي تقوم بها دول الخليج علي المستوي العسكري وآخره تسيير دوريات بحرية مشتركة
والسيناريو الثاني، يشير إلي أن الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب، لن تتراجع عن موقفها من قطع العلاقات مع قطر، إلا بتغيير الدوحة لسياساتها-هي الأخري-في المنطقة ووقف دعمها للإرهاب وتمويلها للتنظيمات الإرهابية، وتنفيذ المطالب ال 13 التي كانت الدول الأربع طلبتها من الدوحة منذ عامين لإنهاء قطع العلاقات.. وفِي هذه الحالة ستكون قمم مكة المكرمة بعيدة كل البعد عن عودة العلاقات مع قطر، أو بوادر لانفراجة في الأزمة كما يظن البعض.. وهذا السيناريو الأقرب للواقع ، وستوضح الساعات القليلة القادمة، وتمثيل قطر في القمم، موقف الدوحة.
• نادر غازي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.