لا أحد ينكر أن الاقتصاد المصري ينتعش، معدلات النمو تزيد عاماً تلو الآخر، عجز الموازنة يتراجع، سعر الدولار ينخفض، حجم الاستثمارات يزيد سواء كانت محلية أو عربية أو أجنبية، مساحات الصحراء تتقلص، والأفدنة الزراعية تزيد. مصر تتغير إلي الأفضل في كل مناحي الحياة: الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والصحية والتعليمية، حدث ذلك في سنوات معدودات لا تزيد علي عدد أصابع اليدين، ولولا فضل الله علينا ما وصلت مصر إلي ما هي فيه الآن، فقد حباها بشعب واع ورئيس يقودها ويتقي الله في كل قراراته، وكل الخطط التي يرسمها لبناء مصر الحديثة. فرياح الربيع العربي ومكائد الاحتلال الإخواني كادت تعصف بنا وتدمرنا، كما فعلت- ولاتزال- ببلدان أخري.
هذه الحقائق أذكّر بها نفسي وإياكم دائماً، حتي نعرف أن مصر مازالت في مرمي أحقاد ومؤامرات الآخرين، وأقصد بالآخرين الإخوان ومن هم علي شاكلتهم.. فشعارهم ومبدؤهم كما قال مرشدهم السابع مهدي عاكف: »طظ في مصر وأبو مصر واللي في مصر».. وهؤلاء لا يتركون فرصة إلا وانتهزوها للتخريب أو التدمير أو القتل، ولا يتركون عدواً لمصر إلا وأتخذوه حليفاً لتنفيذ مخططهم. إذاً فلا يجب عندما نبني بلدنا أن نغفل حقد هؤلاء علينا ولابد أن نحذرهم، لنتفادي مكائدهم، وأنا هنا لا أدعو لأن يحمل كل مصري سلاحاً ليدافع به، فهذه مهمة أبطالنا في الجيش والشرطة الوطنية، ولكني أدعو إلي عدم الانسياق وراء الإشاعات المغرضة التي يطلقونها عبر كتاباتهم في وسائل الاتصال الاجتماعي، أو من خلال المنصات الإعلامية في الدول المعادية كتركيا وقطر، ووسائل الإعلام المؤجرة كال»BB»» فالإشاعات التي يبثونها أمضي من الرصاص والقنابل لأنها لا تقتل الجسد ولكنها تقتل الروح المعنوية وتثِّبط الهمم والعزائم، فتتوقف عجلة المستقبل، وتتراجع معدلات النمو.
الرئيس السيسي كان معه كل الحق عندما راهن علي وعي ووطنية وانتماء المصريين لبلدهم، وأطلق مسيرة الإصلاح الاقتصادي، دون أن يخشي أي عواقب، فقد كان يعلم أن هذا الشعب الذي وصفه بأنه شعب قادر علي التغيير مرة ثالثة ورابعة.. يملك من الوعي أن يتحمل ويستكمل الإصلاح الاقتصادي لأنه يشعر بأن خطة الإصلاح مخلصة وأمينة، وتستهدف صالح البلد في المقام الأول، وطالما يثق في منفذي هذه الخطة، وطالما يري بشائر الإصلاح نمواً وازدهاراً ومشروعات وعمارا وطاقة وتغييراً للأفضل في كل المجالات. دلائل الوعي كثيرة، فحجم المشاركة في الاستفتاء علي تعديل الدستور وتنوع الناخبين وعي.. صبر المصريين علي قسوة الإصلاح وعي. إنجاز الشركات المصرية للمشروعات القومية العملاقة في أوقات قياسية وعي. المشاركة المجتمعية، وإن كانت لم تكتمل، وعي. صور المحبة بين كل المصريين علي اختلاف دياناتهم، وعي. تماسك وصلابة أُسر الشهداء بعد فقد ذويهم وعي. زيادة تحويلات العملات الأجنبية للمصريين في الخارج وعي. عدم تصديق الإشاعات المغرضة والهدامة وعي. الحفاظ علي السلام والتمسك به كخيار استراتيجي وعي.
التجربة التي يقوم بها المصريون حاليا في بناء مصر الحديثة بقيادة الرئيس السيسي، ستجعل العالم يتوقف أمامها كثيراً، تماماً كما كانوا يتابعون، بناء ألمانيا وبريطانيا واليابان بعد الحرب العالمية. نعم نحن لم نتعرض لحرب بمفهومها الدارج، ولكننا تعرضنا- ومازلنا- لحرب غير نظامية من الإرهاب والحاقدين والكارهين والطامعين في مصر.. والنصر لنا إن شاء الله. الوعي هو كلمة سر بناء مصر الحديثة. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وشرطتها ورئيسها. آخر كلمة قال رسولنا الكريم محمد (صلي الله وعليه وسلم) : »الْمُؤْمِنُ كَيِّسٌ فَطِنٌ» صدق رسول الله (صلي الله وعليه وسلم)