استقبل المصريون عيد الاضحي هذا العام كعادتهم بشراء الاضاحي التي تتنوع ما بين الخراف والماشية وفقا لظروفهم المادية.. ولكن عيد الاضحي يختلف قليلا هذا العام حيث يعاني الكثير من المصريين من ارتفاع الاسعار والظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.. وفي جولة »للأخبار« بمنطقة مدبح زينهم القديم حيث يكمن تجار اللحوم والماشية وجدناها كعادتها كل عام تعاني من الزحام الشديد نظرا لتوافد مئات المواطنين يوميا لشراء احتياجاتهم من اللحوم سواء كانت الاضحية التي سيقومون بذبحها او لحوم العيد لمن لا يقدر علي ثمن الاضحية. التجار يدافعون يقيم بعض الجزارين الشوادر لبيع اللحوم والبعض الآخر لديه محلات قائمة بالفعل بالمنطقة لخدمة جميع شرائح المجتمع حيث تتراوح اسعار لحوم الاضاحي ما بين 13: 43 جنيها للخراف »صاحي« و62: 82 للعجول »قائم«.. التقيت بأحد اصحاب شوادر تجارة الاضاحي ويقول الحاج- محمد السقا- انه علي الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الجميع الا ان مصر مازالت بخير.. فهذا الموسم حققنا ارباح تقارب معدلات الموسم الماضي.. فنحن نقوم بجلب الاضاحي »العجول- الخراف« من محافظات الصعيد الي القاهرة ونقوم ببيعها الي المواطنين الذين يحضرون من مختلف المناطق لشراء اضحية العيد فمازالت مصر بخير »بأهلها الطيبين« ولم نعاني من قطاع الطرق »علي الرغم من انتشار شائعات عنهم«. الا اننا ذهبنا واحضرنا اضاحي العيد في أمن وأمان. ويضيف الحاج سيد أكا »جزار شادر« ان الاقبال علي الشراء هذا العام مرضي الي حد ما نظرا للظروف التي نعاني منها جميعا.. ويقوم »أكا« بذبح العجول والخراف وبيعها »الضأن والبتلو« بالكيلو للمواطنين باسعار التكلفة دون هامش ربح داخل الشادر حيث جرت العادة ان تكون شوادر بيع اللحوم لاصحاب الدخول الضعيفة ومحدودي الدخل. وتتراوح اسعار اللحوم المذبوحة ما بين 06: 56 جنيه للضأن والبتلو والكندوز بدلا من الاسعار الخيالية التي يرفعها بعض التجار الذين وصفهم »أكا« بالجشع. وعلي صعيد آخر لم يجد الحاج محمد ابوحباجة وسيلة لتنشيط تجارته سوي احضار »دي جي« بمكبرات صوت وسماعات ضخمة لتشغيل الادعية الدينية وتكبيرات العيد تارة والترويج وعرض الاسعار عبر السماعات تارة اخري.. وبالفعل لاقت وسيلة الدعاية المبتكرة استحسان المواطنين وتجمعوا امام ابواب المحل للشراء. المواطنون منقسمون تباينت اراء المواطنين ما بين مستنكر لارتفاع الاسعار وما بين الرضا بالامر الواقع.. والاكتفاء بقول »الحمد لله« ربنا يدمها نعمة في جولة داخل محال اللحوم، اعرب احد المواطنين ويدعي محمد علي طه 94 سنة عن استيائه من ارتفاع الاسعار المستمر في كل موسم وان الارتفاع ملحوظ جدا هذا العيد وكنا نأمل غير ذلك في ظل العدالة الاجتماعية ومراعاة اصحاب الدخول البسيطة والتي تكاد معدومة. ويشاركه في الرأي احمد محمد علي 53 سنة انه في ظل ارتفاع اسعار اللحوم هذا العام جعلني اشتري من اللحوم احتياجاتي الضرورية فقط التي تكفي بالكاد لاول ايام العيد فقط. وتقول الحاجة فاطمة محمد ربة منزل: العيشة بقت نار »والدنيا مولعة«.. وما فيش فرق بين قبل الثورة وبعد الثورة فبعدها يبقي الحال كما هو عليه برغم من ان الفاسدين محبوسين في طرة ولكن بواقيها لسه موجودة.. ونتمني ان يكون في عدالة عند الجزارين وضمير وخوف من الله. وقال مؤنس السيد 57 عام علي المعاش »معاشي لا يكفي حالة الغلاء خاصة اسعار اللحوم والفراخ فماذا سنأكل، كل عام ارتفاع الاسعار ملاحظ بشكل كبير«. اما محمد سعيد فدائما يردد جملة »الحمد لله، اهي ماشية« راضيا بأمر الله، ويؤكد انه علي الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الجميع الا ان مصر مازالت بخير. المرأة نصف المجتمع وطالما وقفت المرأة المصرية بجانب زوجها في العديد من المواقف لمساندته في كل المهن بل ومنافسته في بعض الاحيان في كثيرا من المهن حتي في مجال الجزارة حيث انتشرت النساء »الجزارات« بمنطقة مدبح زينهم القديم لبيع اللحوم وتقطيعها لمئات المواطنين وشاركوا الرجال في هذه المهنة.. حيث تجد الرجل يقوم بتقطيع اللحمة وتقوم هي بوزنها واعطاءها للمواطنين وفي كثير من الاحيان يتبادلون الادوار دون تبرم او ضيق، فالمرأة المصرية حقا نصف المجتمع وتساند زوجها دائما وابدا.. مهن موسمية وعلي جانب آخر هناك المهن الموسمية التي تنشط في الفترة قبل العيد مثل بيع »السكاكين والسواطير« حيث انتشرت شوادر ومحلات بيع السكاكين بمنطقة السيدة زينب وزينهم استعدادا لموسم عيد الاضحي الذي تلقي هذه المهنة رواجا كثيرا في مثل هذا الوقت من العام، التقت الأخبار بالحاج صلاح السنان احد اصحاب شوادر بيع »مستلزمات العيد« كما يطلق عليه ويبيعونها للجزارين والمواطنين علي حد سواء حيث تقوم عائلة الحاج صلاح بأكملها بتصنيع هذه السواطير والاسلحة وعرضها للبيع من خلال هذا الشادر ولكنهم يشكون من غزو »السلاح الصيني« لمصر باسعار منافسة لمثيلها المصري ولكن »المصري يكسب« علي الرغم من ارتفاع سعره نظرا لثقة المصريين في بضاعتنا. ويؤكد نجله كريم ان مبيعات هذا العام تقل قليلا عن العام الماضي حيث ان المصريين بعد الثورة يعانون من ارتفاع كبير في الاسعار وقله في الموارد.. ولكن نحمد الله علي ان بضاعتنا تلقي رواجا كبيرا نظرا لاهميتها في هذا الموسم. كما انتشر بائعو »الرقاق« في الاسواق المختلفة ويلاقي اقبال شديد رغم ارتفاع سعره نظرا لانه الوجبة الاساسية في عيد الاضحي المبارك ووصل سعره الي 01 جنيهات للكيلو.