تواجه الطبيعة الآن مشكلة أكثر من أي وقت مضي في تاريخ البشرية، حيث يهدد خطر الانقراض أكثر من مليون نوع من النباتات والحيوانات. هذا ما اكده أول تقرير شامل للأمم المتحدة عن التنوع البيولوجي.ويحذرالخبراء من مخاطر هذا الانقراض علي الأجيال المقبلة، وهي أجيال قد تعاني من المجاعة في حال نقص موارد الماء والغذاء،حيث اكد العلماء أن اختفاء التنوع الحيوي علي كوكبنا راجع بالدرجة الأولي للسلوك البشري والتغير المناخي واستنزاف الموارد الطبيعية، ما بات يهدد أمن الطبيعة. واكد التقرير أن فقدان الأنواع يتسارع إلي معدل عشرات أو مئات المرات أسرع من الماضي. وأن أكثر من نصف مليون نوع علي الأرض »ليس لديها موارد كافية للبقاء علي المدي الطويل» ومن المحتمل أن تنقرض، خلال عقود،. المحيطات ليست أفضل حالا..لقد انقرض بالفعل ما لا يقل عن 680 نوعاً من الفقاريات منذ عام 1600. وقال التقرير إن 559 سلالة من الثدييات المستخدمة في الغذاء قد اختفت. وأكثر من 40 في المائة من أنواع البرمائيات في العالم، وأكثر من ثلث الثدييات البحرية وحوالي ثلث أسماك القرش والسمك مهددة بالانقراض. وقال روبرت واتسون، الخبير السابق في وكالة ناسا والعالم البريطاني الذي اشرف علي التقرير، إن النتائج لا تتعلق فقط بإنقاذ النباتات والحيوانات، بل تتعلق بالحفاظ علي عالم أصبح من الصعب علي البشر أن يعيشوا فيه. وأضاف، »هناك تهديد بالفعل للأمن الغذائي، والأمن المائي، وصحة الإنسان والنسيج الاجتماعي» للإنسانية. مضيفا أن الفقراء في الدول الأقل نمواً يتحملون العبء الأكبر. وسلط التقرير الضوء علي خمسة أسباب للحد من التنوع البيولوجي: تحويل الغابات والأراضي العشبية وغيرها من المناطق إلي مزارع ومدن ومنشآت أخري. وبذلك اصبحت النباتات والحيوانات بلا مأوي. وقال التقرير إن نحو ثلاثة أرباع اليابسة وثلثي محيطاتها و85% من الأراضي الرطبة الحيوية، قد تم تغييرها أو فقدها بشدة، مما يجعل من الصعب علي الأنواع البقاء علي قيد الحياة، وما هذا إلا مثال علي السلوك البشري المدمر للطبيعة. الصيد الجائر في محيطات العالم. يعاني ثلث مخزون الأسماك في العالم من الصيد المفرط. السماح بتغير المناخ الناتج عن استهلاك الوقود، الذي يجعل المناخ حارّاً جدًا أو رطبًا أو جافًا، بطريقة تمنع بعض الأنواع من البقاء علي قيد الحياة. تلوث الأرض والمياه. كل عام، حيث يتم إلقاء 300 إلي 400 مليون طن من المعادن الثقيلة والمذيبات والعوادم السامة في مياه العالم. السماح للطفيليات والبكتيريا الغريبة بالقضاء علي النباتات والحيوانات المحلية. ارتفع عدد أنواع الطفيليات الغريبة في كل بلد بنسبة 70% منذ عام 1970، حيث يهدد نوع واحد من البكتيريا حوالي 400 نوع من البرمائيات. وقال التقرير إن مكافحة تغير المناخ وإنقاذ الأنواع لهما نفس القدر من الأهمية، وأن العمل علي حل المشاكل البيئية يجب أن يسير جنبا إلي جنب. وتعد الشعاب المرجانية في العالم مثالًا مثاليًا لتغير المناخ وفقدان الأنواع. وقال التقرير إنه إذا ارتفعت حرارة العالم 0.5 درجة مئوية أخري، فمن المرجح أن تتضاءل الشعاب المرجانية بنسبة تتراوح بين 70 و90 %.. ويعتمد التقرير اعتماداً كبيراً علي الأبحاث التي أجراها الاتحاد العالمي للحفاظ علي الطبيعة ومواردها الذي يضم علماء الأحياء الذين يحتفظون بقائمة تضم جميع الأنواع المهددة. وحسب القائمة التي صدرت في مارس، أن 27.159 نوع مهددا بالانقراض أو منقرضاً بالفعل في البرية، من بين ما يقرب من 100.000 نوع من الأحياء التي تم فحصها بدقة. ويشمل ذلك 1.223 نوع من الثدييات، و1.492 نوع من الطيور، و2.341 نوع من الأسماك. ما يقرب من نصف الأنواع المهددة هي النباتات. واكد، عالم البيئة جوزيف سيتيل من مركز هيلمهولتز للبحوث البيئية في ألمانيا، والمشارك في التقرير إنه يمكن للأفراد المساعدة في إجراء تغييرات بسيطة علي طريقة تناولهم للطاقة واستخدامهم. من خلال تحقيق التوازن بين اللحوم والخضراوات والفواكه والمشي وركوب الدراجات أكثر.