بالرغم من أن شهر رمضان المبارك هو شهر الخير والبركات وشهر الرحمة والمودة إلا أنه من الغريب أن نسبة الخلافات والخناقات بين الزوجين غالبا ماتتزايد في بيوتنا في هذا الشهر الكريم، وهذا يرجع لأسباب كثيرة من أهمها أن طقوس الموائد أصبحت تطغي علي العبادات في رمضان خاصة في ظل ثبات الدخول والارتفاع الجنوني في أسعار السلع والخضراوات واللحوم وتزايد الخلاف علي نوعية الطعام والشراب والياميش ومعايرة الكثير من الزوجات للزوج بأنها كانت تعيش في رغد ونعيم في منزل أبيها مما يجعله يشتاط غيظا لأنه يبذل قصاري جهده ليوفر لها ولأسرته حياة كريمة فهذا في حد ذاته عيب وحرام ولذا نطالب الزوجات ألا يثقلن أزواجهن بما لايطيقون وليس في وسعهم إحضاره وعلي الجانب الآخر نجد أن من أسباب الخلافات الزوجية غياب الوعي وافتقاد الترابط العائلي وعمل المرأة ساعات طويلة مما يؤدي إلي إهمالها للمنزل، وقد يحدث استخدام ألفاظ غير لائقة أمام الأبناء فيتطور النقاش إلي عراك لشعور الطرفين بالحرج ويمكننا بالطبع تجنب ذلك بأن نعود أنفسنا علي عفة اللسان والتوقف عن السباب والشتائم ونعرف كيف نتعامل مع ضغوطنا في شهر رمضان فنحصد الثواب ونقلل قدر الإمكان من السلبيات الناجمة عن الضغوط، كما يجب ألا يغيب عنا أيضا أن من أهم أسباب الخلافات الزوجية في الشهر الكريم هي الندية والتدخين، ومعروف أن الانقطاع عن التدخين في شهر رمضان يزيد من عصبية بعض الأزواج ويربك حالتهم المزاجية مما يسبب الكثير من المشكلات وهو مايوجب علي المرأة الانتباه لهذه المسألة، وهنا يجب تحمل الزوج والزوجة المسئولية الكاملة ونطالبهما بعدم اتباع سياسة الندية والعناد حتي لا تتفاقم الأمور، مع مراعاة الحالة الاقتصادية للزوج مرات ومرات وعدم مطالبته بما لايتناسب مع دخله ولذا بات مطلوبا أهمية نشر الجو الديني والترفيهي داخل المنزل وأن تعرف الزوجة كيف تواجه عصبية الزوج الزائدة بالصبر والهدوء وتتعلم كيفية مواجهة المشاكل بعقلانية ولا غرابة في النهاية أنه يجب الإشارة إلي أن غالبية السيدات ينصحن بأن تتفنن الزوجة في إعداد الأطعمة وتقديمها علي أكمل وجه حتي يعود الزوج إلي حالته الطبيعية بعد الإفطار وينبغي علي الزوجة أيضا أن تحضر الجانب الديني لدي الزوج والأبناء عن طريق المحافظة علي الشعائر الدينية وتخصيص ساعة قبل الإفطار لقراءة القرآن الكريم لجميع أفراد الأسرة وتدبر معانيه.