بعد ساعات من استضافة مصر لقمتين أفريقيتين ناجحتين حول السودان وليبيا، كان رئيس مصر يستقل الطائرة شرقا في رحلة الساعات التسع إلي العاصمة الصينيةبكين.. وبعد ساعات من وصوله جمعته بالزعيم الصيني تشي جين بينج القمة السابعة بينهما، قمة أكدت أن علاقات البلدين تشهد تقدما مع مرور كل يوم في إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تجمعهما. 11 لقاء قمة جمعت زعماء الدولتين منذ بدء علاقات العصر الحديث في أبريل 1955 وحتي 2012، ومنذ وصول الرئيس السيسي للحكم شهدت العلاقات زخما وتقاربا غير مسبوق، لتنعقد بالأمس القمة السابعة خلال أقل من 5 سنوات، ليستكمل قطار العلاقات انطلاقته بدون توقف علي كل المسارات، اقتصاديا وسياسيا وثقافيا، فالصين هي الشريك التجاري الأول لمصر بحجم تبادل اقترب من 14 مليار دولار العام الماضي، و1500 شركة صينية تعمل بمصر في كل المجالات وهي المستثمر الأكبر بمحور قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة، وفي إطار الشراكة الشاملة يتم التنسيق بشكل غير مسبوق حول كل القضايا السياسية والاقتصادية عالميا وإقليميا. ولهذا كان طبيعيا أن تبدأ زيارة الرئيس السيسي الحالية للصين بالشق الثنائي ليستكمل الزعيمان التشاور حول كل القضايا، ومنح دفعة قوية جديدة لعلاقات لم تكن أبدا من قبل بمثل هذه القوة. زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للصين هذه المرة تختلف عن الزيارات الخمس السابقة، فهي أول زيارة خارجية بعد الاستفتاء علي تعديل الدستور، الذي شهد مشاركة شعبية تاريخية وغير مسبوقة، وأول زيارة بعد تسلم مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي.. وبعد قطع خطوات واسعة علي طريق بناء الدولة الحديثة القوية ونجاح خطة الإصلاح الاقتصادي، وهو ما يمنح الزيارة أهمية كبري ويفتح آفاقا جديدة للتعاون بين بكينوالقاهرة، وبين بكين وأفريقيا عبر طريق القاهرة. واليوم يستكمل الرئيس الشق الثاني للزيارة بالمشاركة في النسخة الثانية لمنتدي أعمال الحزام والطريق، حيث يتواجد 40 من رؤساء الدول والحكومات وممثلون ل 100 دولة ومنظمة عالمية، النسخة الأولي للمنتدي قبل عامين شهدت نجاحا كبيرا ليصل حجم التبادل التجاري بين الصين ودول الحزام والطريق إلي تريليون و300 مليار دولار، وكان بينج حريصا علي دعوة زعيم مصر للمشاركة في المنتدي.. فمصر من أهم شركاء الصين ودولة محورية بالمنطقة العربية والأفريقية، كما أن موقعها الجغرافي ووجود قناة السويس بها يجعلانها من أهم الدول المؤثرة والمحركة لنجاح مبادرة الحزام والطريق. الزيارة ستشهد اليوم وغدا لقاءات مهمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعدد من قادة دول المبادرة ورؤساء كبري الشركات الصينية، وكان اللقاء الأول أمس مع الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي نائب رئيس الإمارات بمقر إقامة زعيم مصر، والذي كان حريصا علي تهنئة الرئيس وشعب مصر علي نجاح الاستفتاء والمشاركة الشعبية الواسعة. منذ وصولنا إلي بكين وهناك شعور عام بعمق وقوة العلاقات، ومظاهر الحفاوة بزعيم مصر نراها في كل مكان وعلي وجوه كبار المسئولين ورجال المال والأعمال، والحقيقة أن علاقات البلدين تحولت إلي نموذج يحتذي للتعاون في إطار الاحترام المتبادل وتحقيق مصالح الشعوب دون أي محاولة للتدخل في الشئون الداخلية لكل دولة. علي طريق الحرير تسير علاقات مصر والصين، مصر القوة الإقليمية التي استعادت الدور والريادة.. والصين القوة التي تنافس علي زعامة العالم، والتفاهم بين الزعيمين السيسي وبينج وضع أساسا راسخا لعلاقات تنمو في كل يوم بما يعود بالخير والنفع علي البلدين والشعبين.