الحريق الذي شب في كاتدرائية نوتردام، تلك التحفة المعمارية القابعة علي ضفاف نهر السين في قلب العاصمة الفرنسية باريس علي مدي أكثر من 8 قرون لم يكن مجرد مأساة فجع بها الشعب الفرنسي فحسب بل أضحي هذا اليوم الذي احترقت فيه الكاتدرائية يوما أسود في تاريخ البشرية. كاتدرائية نوتردام كانت دائما وأبدا رمزا شامخا للعاصمة الفرنسية وهي المزار السياحي الأول بفرنسا من حيث توافد 18 مليون زائر سنويا عليها وحتي هؤلاء الذين لم يتسن لهم زيارة باريس كانوا يحلمون بزيارتها ويعيشون علي أمل رؤية هذا العمل الفني المعماري العظيم الذي يجمع في جنباته العديد من الأعمال الفنية الرائعة من تماثيل وأبراج ونقوش ورسومات وأجراس تلك الكاتدرائية التي خلدها فيكتور هوجو في رائعته الأدبية »أحدب نوتردام» وبالتالي فإن رؤية هذا الإبداع الإنساني يحترق لهو يوم سيئ في تاريخ الإبداع الفني والمعماري الذي لن تعوضه الإنسانية ولن يعود كما كان في صورته الإبداعية الأولي.. وبقدر فزع البشرية من هول هذه المأساة كانت الاستجابة سريعة للجانب الفرنسي ولمنظمة اليونسكو تلك المنظمة الدولية التي تعد حارثة للتراث الإنساني أينما وجد علي وجه البسيطة فانهالت التبرعات بملايين الدولارات واليورو لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أجل عودة نوتردام بوجهها الأنيق المشرق وعزاء الإنسانية الوحيد أن الحريق لم يلتهم التماثيل الرئيسية في مبني الكاتدرائية التي تم نقلها لإعادة الترميم وتم الحفاظ علي واجهة الكاتدرائية بزجاجها الملون العتيق وكذلك الأجراس والأورج الرئيسي الذي يعد تحفة فنية وكان الله في عون الفرنسيين وليكن التوفيق حليفهم في رحلتهم الشاقة لإعادة هذا الرمز الفرنسي إلي سابق عهده بقدر الإمكان.