ربما تكون انتخابات نقابة الصحفيين بداية لإصلاح مهنة البحث عن المتاعب.. وأتمني ان يضع النقيب الجديد ممدوح الولي ومجلس النقابة الموقر نصب أعينهم في أولي الاولويات اعادة الكرامة للصحافة والصحفيين.. والتي بها نبدأ الاصلاح.. ونسير علي الخطي الواثقة في الطريق الصحيح لقد أهينت المهنة علي مدي عقود من الزمن. لا اتهم أحدا بعينه.. لكن الواقع ان الصحافة فسدت.. وهناك من تعمد افساد الصحفيين.. وهناك من تعمد إفلاس المؤسسات الصحفية القومية.. كما ان هناك من رجال الاعمال من تعمد شراء الذمم الصحفية بأبخس الأثمان! لقد ظهرت في الآونة الاخيرة مؤسسات اعلامية- للاسف لا يعرف وزير الاعلام مصدر تمويلها- بهدف تلميع أشخاص تافهة في المجتمع.. واستغل بعض رجال الاعمال قنوات فضائية في غسل أموال تجارتهم المحرمة! لقد نجحت الثورة.. وتسير الآن من نجاح الي نجاح.. صحيح ان بطء المجلس العسكري والحكومة لا يتجاوب مع سرعة المطالب الثورية.. لكنها نجحت ومستمرة في النجاح.. والدليل انها خرجت اول أمس الجمعة.. ولا يهم العدد هل تخطي المليون ام استقر عند مئات الآلاف.. المهم ان نبض الثورة مستمر.. وان المطالب واضحة المعالم.. وواجبة التنفيذ.. لأنه لا يصح ان يعود الي مجلسي الشعب والشوري من أفسد أو شارك في إفساد الحياة السياسية.. هل نسيت الحكومة والمجلس العسكري مؤتمرات الحزب الوطني الديمقراطي.. الذي كانت تغلق من أجله الشوارع الرئيسية والخلفية؟! هل نسيتم كلمة الجهبذ القانوني الكبير رئيس مجلس الشعب الموافق علي.. يرفع يده.. موافقة!؟ هل نسيتم فيلسوف الاعلام والريادة والسموات المفتوحة.. وما كان يحدث في مجلس الشوري.. والمجلس الاعلي للصحافة.. للأسف الحكومة نائمة.. وينطبق عليها المثل »الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها«! .. لقد دمر المجلس الاعلي للصحافة الذي كان يرأسه صفوت الشريف مهنة الصحافة.. وأفسد المؤسسات.. وجعل علي رأسها قيادات فاشلة.. ساعدت في خسارة المؤسسات.. هل يمكن ان تعلن أرقام توزيع الصحف والمجلات في مصر.. سواء القومية أو الحكومية او الخاصة.. لقد عزف القراء عن الصحف.. لماذا؟! لأنه ليس فيها ما يهمه باختصار هي نظرية علم الصحافة.. ان تصدر جريدة.. للقراء.. إذن يجب ان يجد فيها القارئ ما يهمه.. لا أن يجد بيانات واملاءات الرئيس والحكومة كما كان سالفا.. أو يجد ما تمليه الحكومة الحالية وما يفعله المجلس الاعلي الحاكم للبلاد من أوامر علي الشعب ان يطيعها.. لقد بعدت الصحافة عن الناس.. فهجرها الناس.. يكفي ان اقول لكم ان افضل صحيفة توزع الآن نصف ما كانت توزعه منذ 53 سنة! لقد تضاعفنا كبشر.. لكن الصحافة تنقرض. لقد بات علي الحكومة والمجلس الاعلي ان يعملا علي اصلاح هياكل المؤسسات الصحفية.. وان يختارا بعناية قياداتها من ذوي الخبرة وليس من اهل الحظوة والثقة.. وان يطلق إيديهما في اصلاح جذري لانتشالها من الفشل والخسارة.. وان تصبح مؤسسات رابحة.. وايضا تؤدي مهمتها القومية ورسالتها الشعبية.. لم يعد من المقبول ان تتحمل الحكومة خسائر مؤسسات يجب ان تكون رابحة.. لم يعد من المقبول ان تتحمل الحكومة خسائر اتحاد الاذاعة والتليفزيون.. لم يعد من المقبول ان يستمر المجلس الأعلي للصحافة وصيا علي مهنة الصحافة.. لابد ان يكون للنقابة الدور الاكبر في اصلاح المهنة.. وهي تضم رواد المهنة الي جانب مجلس النقابة المحترم والنقيب ممدوح الولي الشاب النابه المتوهج نشاطا والمنظم علميا والخبير الاقتصادي الذي يصلح لمرحلة اصلاح المهنة واعادتها الي الطريق السليم يدا بيد مع منافسه الشريف الذي يتميز بشفافية عالية وروح نقابية وثابة الصديق يحيي قلاش.. لقد تأثر المجلس السابق يوم انسحب منه قلاش وانسحب من بعده مكرم محمد أحمد.. عشنا أسوأ انقسامات نقابية ومهنية.. أخشي ان تتكرر التجربة السيئة بسبب أهواء شخصية يجب ان نضع النقابة والمهنة فوق مصالحنا الخاصة.. وان نتوافق علي تشكيل هيئة مكتب فاعلة نفتخر بها وبكل اعضاء المجلس.. ونثق في قدرتهم علي تحمل مهمة اصلاح المهنة والنقابة. لقد انهارت المهنة يوم انهارت النقابة وانشغلت بهموم ثانوية.. وسيطر المجلس الاعلي للصحافة بعواجيزه علي المؤسسات.. واستمرت القيادات الصحفية المقربة من السلطة في مواقعها.. وابتعدت الخبرات والمؤهلات.. او تم تحجميها طيلة 03 سنة مضت. آن الأوان لأن تعود الامور الي نصابها.. وان يتولي المؤهلون قيادة مؤسساتهم.. وانتشالها من الخسران المبين.. الخسارة المادية.. والخسارة المعنوية.. وفقدان القراء يوما بعد الآخر..! ليست هذه أمنية شخصية فقط.. انما هي مطلب رفعه الثوار لتطهير المؤسسات واستبعاد فلول الوطني.. ونادي به مجددا المتظاهرون أول أمس من القاهرة الي الاسكندرية والسويس.. لكن الحكومة والمجلس العسكري في واد آخر! قانون العزل السياسي أو »الغدر« ليس بدعة.. لقد سبق وطبقه النظام السابق بأحكام قضائية.. كما سبق وطبقه نظام عبدالناصر.. وكان مطبقا علي حزب الوفد وزعيمه فؤاد سراج الدين ولم يخرج حزب الوفد الي النور الا بحكم قضائي شهير.. اعتبره من القضايا المهمة التي قمت بتغطيتها الصحفية عندما كنت محررا قضائيا في الثمانينيات والتسعينيات. اذن لا أري مبررا لبطء الحكومة في اتخاذ ما يلزم حيال الذين أفسدوا الحياة السياسية قبل ثورة يناير.. والبرئ بحكم القضاء.. يكون أمر انتخابه الي الشعب.. صحيح ان الشعب مازال فيه من القوي الغريبة والشاذة عن المنطق والعقل.. ويصعب تحقيق الانتخاب الديمقراطي الحر هذه الايام.. منها الرشوة الانتخابية.. والعصبية القبلية.. والذين يبحثون عن مزايا مادية لانتخاب من يتقدم بها.. لقد نجح زميلي المحقق الصحفي حازم بدر في اقتحام معقل من يعطون أصواتهم لمن يملأ بطونهم!! وكأن شيئا لم يحدث في مصر.