عاد الفنان صلاح المليجي الي قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة رئيسا هذه المرة بعد أن شغل منصب رئيس الإدارة المركزية للمعارض والمتاحف بالقطاع اثناء رئاسة الفنان محسن شعلان للقطاع، ونهر الفن قد هنأه عندما تولي هذا المنصب، وكاتب المقال توقع خيرا للمتاحف والمعارض ولكن لأسباب غير معلنة لم يستطع الفنان صلاح المليجي إضافة طفرة ملموسة للمتاحف والمعارض.. وكان حديثه لي دائما إنه يحاول مع رئيس القطاع لكن كان واضحا عدم التوافق وخاصة فيما يتعلق بإعادة إحياء بعض الأنشطة الدولية التي كان القطاع يقيمها وينظمها باستمرار اثناء رئاسة كاتب المقال للقطاع، وايضا لأسباب غير معلومة قام الفنان محسن شعلان بالاستغناء عن الفنان الدكتور صلاح المليجي، وعاد المليجي أستاذا بقسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، وجاء قرار الوزير الدكتور عماد بدر الدين أبو غازي باختيار المليجي رئيسا لقطاع الفنون التشكيلية بعد ما قدم الاستاذ الدكتور أشرف رضا استقالته لضعف الامكانيات والموارد المالية، وجاء قرار وزير الثقافة لينص علي قيام المليجي برئاسة القطاع في أوقات العمل غير الرسمية، وأبلغني المليجي بذلك وكان بناء علي طلبه، فكان ردي أن قطاع الفنون مؤسسة فنية كبيرة تحتاج الي الوقت الوفير للقيام بالمهام المنوطة به، فحرص المليجي وشدد علي انه سيبذل جهدا كبيرا من أجل القيام بهذه المسئولية القومية بجانب عمله كأستاذ بالكلية، هذه المقدمة واجبة لأن مصر تمر بمرحلة انتقالية في عهد ثورة جديدة تستوجب اعادة النظر في كثير من النظم الادارية والسياسات حتي تتوافق مع أهداف الثورة من خلال المشاركة الحقيقية لجموع الفنانين وبديمقراطية وحرية، ولم يتأت تحقيق ذلك الا من خلال رؤية شاملة لا تقبل التجزئة، والفنان صلاح المليجي فنان متيمز وأستاذ له عطاؤه المؤثر لدي الأجيال، فهذه الحقبة التاريخية تضع مسئوليات كبيرة علي عاتق قطاع الفنون التشكيلية وخاصة بعد ان اصابه الترهل والتردي، وكانت سرقة لوحة »آنية وزهور« للفنان الهولندي العالمي »فان جوخ« من متحف محمد محمود خليل وحرمه خير شاهد علي ذلك، أعلم بأن كبري المتاحف في العالم تسرق، ولكن ما حدث في مصر كان مهزلة وكارثة راح ضحيتها الفنان محسن شعلان المظلوم في هذه القضية، فهل المليجي بإرادة الفنان يعيد لمصر زهو القطاع وإعادة الاهتمام بالمتاحف وطباعة أدلة لها وميكنة التوثيق التاريخي والتوصيف الفني للمتاحف، وايضا تفعيل دور المتاحف بالمجتمع والتوسع في التربية المتحفية للنشء وفق برنامج معد بالتنسيق مع التربية والتعليم، هل المليجي سيعيد بينالي القاهرة الدولي للخزف الذي توقف منذ اكثر سبع سنوات الي النور بعد اقامة خمس دورات ناجحة، وايضا ترينالي مصر الدولي لفن الجرافيك الذي استمر 51 عاما وتوقف ايضا بدون أسباب، وهل المليجي سيعيد المعارض التي توقفت منها معرض الفنانين الفطريين والمعارض النوعية كالنحت والرسم والجرافيك وغيرها التي كانت تقام كل ثلاث سنوات، ومعرض الأعمال الفنية الصغيرة الذي كان يقام كل عام، هل سيعيد المليجي هيكلة الإدارات وخاصة الفنية من خلال اختيار قيادات قادرة علي إحداث نقلة استثنائية للقطاع في عهد الثورة، هل سيزور المليجي مجمع 51 مايو ويشاهد ما حدث لمتحف الخزف الدولي الذي أنشيء من أجل عرض أعمال الفنانين الأجانب التي حصلت علي جوائز بينالي الخزف الدولي والاهتمام به والإعلان عنه، بدون شك الأحلام كثيرة والأمال كبيرة وبدون حدود.