ربما لم تعطك الحياة كل ما كنت ترغب فيه، سواء بإعاقة منحك الله إياها ليعوضك بأشياء أخري أو في حادث يغير مجري حياتك، ولكن يبقي الإصرار علي استكمال رحلتك في الحياة الدافع الأهم لكي تحقق ما قد يفشل فيه الأصحاء.. وهذا هو السر في النجاح ولذا قررت »ليلة القدر» دعم أصحاب الإرادة ومتحدي الإعاقة. فطاف فريق »ليلة القدر» الإسكندرية شرقًا وغربا لدعم نماذج للتحدي والإصرار والرضا بقضاء الله..وتم اختيار 5 حالات وتقرر صرف 100 ألف جنيه لهم بما يعادل 20 ألفا لكل حالة .. القصص أبطالها رجال ساق لهم القدر بعض الأحداث المؤسفة التي سببت لهم إعاقة في الحركة إلا أنهم رفضوا الاستسلام وأصروا علي المقاومة والبحث عن فرصة أخري للنجاح.. وحلموا بتوفير موتوسكيل لتسهيل تنقلهم وإعانتهم علي التحرك بدون مساعدة أحد..»ليلة القدر» توجهت إليهم لدعمهم في رحلة كفاحهم وانتصارهم علي ظروف الإعاقة. في لحظة تحولت حياة رفيق أحمد »47سنة».. من رجل رياضي قوي البنيان إلي قعيد بسبب سيارة طائشة ،أدت إلي إصابة بالغة في قدمه وبترها بعد تأخر علاجها بالطريقة المناسبة..وأدي تغيبه المتكرر عن العمل نتيجة المرض إلي فصله من عمله ليفقد مصدر دخله وتزداد الهموم،إلا أنه لم ييأس وتمسك بالأمل وحلم أن يستطيع التنقل مرة أخري والخروج من شقته،وأن يتمكن من دفع نفقات أسرته وأطفاله الأربعة،فكان حلم »موتوسكيل » يمكنه من التنقل والعمل. تحدي شلل الأطفال أما أنور عثمان، فكانت حكايته مختلفة ولكن المعاناة واحدة فها هو الرجل الذي ينحدر من أصول صعيدية يقبل التحدث بقلب صعيدي شجاع. أصيب » عثمان» في طفولته بمرض شلل الأطفال ولكنه لم يستسلم وقرر التحدي ومواجهة الحياة ورفض نظرات الشفقة والعطف والإحسان. قرر أن يحول نقطة ضعفه لقوة لكي يصبح نموذجا للاعتماد علي النفس والاستقلالية والنجاح فمن قلب أسيوط توجه إلي الإسكندرية وشد الرحال طلبا الرزق القادم من عرق الجبين،رافضا أن يتحول الشلل لكارثة. يقول »عثمان» :» أرفض أن يكون يتوجه إلي أحد بإحسان حتي معاش الضمان الاجتماعي ويبلغ 350 جنيها تقريبا أرفضه لن أعيش جباية أو عالة علي الدولة ولا أحد، فكرامتي عندي أهم من أي شئ ودمي حر»، مشيرا إلي أنه تعلم عددا من الحرف مثل الاستورجي والجزارة والبيع والشراء. ويضيف :» أحب التحدي والنجاح حتي في زواجي رفضت أي مساعدة حتي من أهلي وقررت تحمل المسئولية وحدي ونجحت في ذلك ورزقنا الله بطفلين وأنتظر الثالث»، موضحا أنه يعمل طوال اليوم ويستريح ساعة فقط أو ساعتين وهدفه هو أن يحقق أحلامه. ويتابع :» بيصعب عليا نظرة الشفقة للمعاقين وحرمانهم من فرصتهم في الحياة وأن يتم معاملتهم برقي كأشخاص طبيعيين وأرفض استغلال البعض لإعاقته ورفضه العمل»، لافتا إلي أنه لو اعتمد علي المساعدات من الناس والحكومة سيصبح إنسانا ميتا من وجهة نظره. العائل الوحيد في منطقة الكيلو 21 غربي الإسكندرية، يعيش هاني غريب بصحبة زوجته ووالدته وطفلين رزقه الله بهما في شقة دور أرضي استأجرها لتؤوي أسرته. »غريب» الذي يبلغ من العمر 42 يعمل في إحدي الشركات بمنطقة برج العرب براتب شهري 1200 جنيه، ووالدته مريضة وتحتاج إلي علاج باستمرار.. بابتسامة رضا يروي » هاني غريب» حكايته مع إعاقته ومحاولته الحصول علي أي عمل أو حتي فتح كشك يتمكن من خلال توفير رزق أولاده، لافتا إلي أنه تقدم لحي العجمي لعمل كشك ولكن طلبه قوبل بالرفض بعد رفض الموظف المسئول جميع الأماكن التي اقترحها. قرر » غريب» أن يبحث عن عمل في المنطقة الصناعية ببرج العرب وبالفعل حصل علي وظيفة ولكنه يحتاج إلي الخروج في ساعة مبكرة من الصباح والعودة مع غروب الشمس مقابل 1200 جنيه في الشهر.. يتمني غريب الحصول علي » تروسيكل » يستطيع من خلاله التحرك وقضاء متطلبات بيته لأنه العائل الوحيد لهم ووالدته طريحة الفراش لا تستطيع التحرك من غرفتها. 11 عملية في قدمه »كان قرار الوالد أن ننتقل إلي العيش في منطقة برج العرب القديمة قبل أكثر من 11 عاما بعد خروجه علي المعاش، فكنا نسكن في الورديان بالقرب من عمله».. بهذه الكلمات بدأ مصطفي أحمد حديثه، بينما كان يستند علي عكازه وتلتف حوله أسرته. يشير إلي أنه كان يعمل كهربائيا وأصيب خلال عمله في قدمه مما تسبب في تركه للمهنة والجلوس في المنزل، لافتا إلي أنه متزوج ولديه 4 أولاد..يتذكر »مصطفي أحمد» إصابته وكيف أجري أكثر من 11 عملية جراحية حتي يتمكن من الوقوف مرة أخري ولكن ليس كالماضي فهو يسير حاليا بصعوبة. يقول إنه يخرج مع جاره الذي يعمل »فرارجي» في السوق ليساعده في عمله ويتحصل علي راتب يعينه علي الوفاء بتكاليف الحياة له ولأسرته. يجلس بجواره والده الرجل السبعيني ويقول:» أساعده في المصاريف بمعاشي لأنه مش بيقدر يشتغل دلوقتي ومتعرفش التروسيكل هيعينا قد إيه إننا نشتغل ونوفر رزقنا». التف حوله أولاده الأربعة » مريم وهاجر ويوسف ومحمد» للتخفيف عليه بعدما أصبحت حركته بحساب وفقد عمله ويبحث عن عمل يواجه به ظروف الحياة.. يتمني مصطفي أن يتم توفير تروسيكل يمكنه من الذهاب إلي السوق في منطقة برج العرب القديمة لكسب لقمه عيشه. فقد رجله اليمني في منطقة العوايد وبالتحديد في عزبة محسن، يعيش السيد سليمان الباروجي، 40 سنة، في شقة بالطابق الأرضي، بصحبة زوجته وأولاده، بعدما بترت قدمه اليمني ولكن ذلك لم يمنعه من الخروج والعمل بحثا عن رزق لأسرته. يعمل »الباروجي» بمنطقة كرموز ويضطر يوميا لدفع 30 جنيها مواصلات للوصل لعمله حيث يعمل براتب 1500 جنيه، حيث يقول :» كل يوم بخرج من البيت واركب » توك توك» لحد العوايد ثم استقل ميكروباص إلي كرموز واستقل توك توك آخر حتي مقر الشركة ما يكلفني 30 جنيها يوميا في المواصلات. يضيف :نفس الوضع بالنسبة لأولادي يحتاجون إلي الذهاب يوميا للدراسة واستقلال مواصلات»، متابعا:» كما تري أنا لا أستطيع السير وأحتاج إلي وسيلة مواصلات». يحتاج » الباروجي » إلي موتوسيكل مجهز يمكنه من الذهاب إلي عمله توفيرا للمجهود والأموال حتي يتمكن من الإنفاق علي أولاده وزوجته، حيث يوضح أن لديه ولدين أحدهما يبلغ 15 عاما والثاني 13 عاما وأنه تعرض لحادث منذ 10 سنوات تسبب في بتر قدمه اليمني وتم تعيينه في شركة الكهرباء بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير. ومع كل هذه الآلام والتحديات قررت »ليلة القدر» دعم متحدي الإعاقة ليحصلوا علي فرصة ثانية في تحسين حياتهم؟ وقررت دعمهم ب 100ألف جنيه لشراء موتوسيكلات طبية مجهزة.