يتوجه الإسرائيليون اليوم إلي صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية التي تنطوي علي رهانات كبيرة في قرارهم بشأن تمديد بقاء رئيس الوزراء »بنيامين نتنياهو» لولاية خامسة في السلطة رغم مواجهته تهديدا مزدوجا يتمثل في اتهامات بالفساد والمنافسة الشرسة من قبل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق »بيني جانتس». وأعلن جيش الاحتلال فرض طوق أمني شامل علي الضفة الغربيةالمحتلة وإغلاق المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة تزامنا مع إجراء الانتخابات. ويبلغ عدد الناخبين في إسرائيل نحو 6٫3 مليون شخص إذ تتنافس 41 قائمة أو حزب للفوز بأصواتهم والحصول علي أكبر عدد من المقاعد في البرلمان الإسرائيلي »الكنيست» المكون من 120 مقعدا. وتوزع مقاعد الكنيست ال120 بنظام التمثيل النسبي علي قوائم الأحزاب. ويجب أن يتخطي أي حزب نسبة 3.25 % علي الأقل من مجموع أصوات الناخبين أي ما يعادل أربعة مقاعد. وقد بدأ جنود جيش الاحتلال بالإدلاء بأصواتهم في الانتخابات منذ أمس الأول. وتشير آخر استطلاعات الرأي إلي أن المنافسة تشدد بين حزب الليكود اليميني بزعامة نتنياهو وتحالف يسار الوسط الجديد »أزرق أبيض» بقيادة جانتس الذي ظهر كمنافس خطير يهدد مستقبل رئيس وزراء أكبر حكومة يمنية في تاريخ الدولة العبرية. ومن المتوقع أن يحصل كلاهما علي ثلاثين مقعدا أي أقل بكثير من الغالبية المطلقة، مما يتطلب تشكيل حكومة ائتلافية. فيما يبتعد حزب العمل اليساري الذي هيمن علي الحياة السياسية لفترة طويلة في إسرائيل عن المنافسة مع توقع حصوله علي 10 مقاعد فقط من 18 مقعدا في الوقت الراهن. كما أظهرت استطلاعات الرأي حصول حزب »اليمين الجديد» المتطرف بزعامة نفتالي بينيت وزير التعليم وايليت شاكد وزيرة العدل علي 6 مقاعد بينما يتوقع أن يحصل تحالف الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة علي 7 أو 8 مقاعد في حين قد تحصد القائمة العربية الموحدة والتجمع الوطني الديمقراطي علي 4 مقاعد. وقد دعا نتنياهو لهذه الانتخابات المبكرة في ديسمبر الماضي في خطوة وصفها المحللون بأنها تكتيك لمواجهة اتهامات بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة في 3 قضايا فساد. ولكن ظهور جانتس وتحالفه مع قادة عسكريين سابقين ووزير المالية السابق يائير لابيد من أجل هزيمة نتنياهو، ضاعف التهديدات التي يواجهها الأخير. وخلال الحملة الانتخابية، أطلق نتنياهو عدة وعود لاجتذاب أصوات الناخبين اليمنيين وكان آخرها ضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربيةالمحتلة حال فوزه بالاقتراع. كما نقلت وسائل إعلام عبرية عنه قوله إنه أطلع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول نيته ضم المستوطنات. فيما قدم منافسه الرئيسي جانتس نفسه كرجل يستطيع معالجة الانقسامات التي تفاقمت في ولاية نتنياهو. وتجنب جانتس خلال حملته، ذكر حل الدولتين في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ونفي الانسحاب، أحادي الجانب، من الضفة متعهدا بتعزيز بناء المستوطنات بالضفة.