آخر تحديث لسعر الذهب الآن في الأسواق ومحال الصاغة    قبل تفعيله الثلاثاء المقبل.. ننشر المستندات المطلوبة للتصالح على مخالفات البناء    «العمل»: التواصل مع المصريين بالخارج أهم ملفات الوزارة في «الجمهورية الجديدة»    «القاهرة الإخبارية»: جيش الاحتلال يطالب سكان شرق رفح الفلسطينية بمغادرة المنطقة    الرئيس الصيني شي يلتقي ماكرون وفون دير لاين في باريس    تحذير: احتمالية حدوث زلازل قوية في الأيام المقبلة    مفاجأة بشأن مستقبل ثنائي الأهلي    «الأرصاد» تكشف تفاصيل حالة الطقس في شم النسيم    في يوم شم النسيم.. رفع درجة الاستعداد في مستشفيات شمال سيناء    فيلم السرب يواصل تصدر شباك التذاكر.. حقق 4 ملايين جنيه في 24 ساعة    تحذير من خطورة تناول الأسماك المملحة ودعوة لاتباع الاحتياطات الصحية    محمد صلاح يُحمل جوزيه جوميز نتيجة خسارة الزمالك أمام سموحة    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الاثنين 6 مايو    تزامنا مع بدء الإخلاء.. تحذير من جيش الاحتلال إلى الفلسطينيين في رفح    موعد وقفة عرفات 1445 ه وعيد الأضحى 2024 وعدد أيام الإجازة في مصر    عاجل.. أوكرانيا تعلن تدمير 12 مسيرة روسية    وسيم السيسي يعلق علي موجة الانتقادات التي تعرض لها "زاهي حواس".. قصة انشقاق البحر لسيدنا موسى "غير صحيحة"    نيرمين رشاد ل«بين السطور»: ابنة مجدي يعقوب كان لها دور كبير في خروج مذكرات والدها للنور    تراجع سعر الفراخ البيضاء؟.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية الإثنين 6 مايو 2024    أخبار التكنولوجيا| أفضل موبايل سامسونج للفئة المتوسطة بسعر مناسب وإمكانيات هتبهرك تسريبات حول أحدث هواتف من Oppo وOnePlus Nord CE 4 Lite    البحوث الفلكية تكشف موعد غرة شهر ذي القعدة    سعر التذكرة 20 جنيها.. إقبال كبير على الحديقة الدولية في شم النسيم    طبيب يكشف عن العادات الضارة أثناء الاحتفال بشم النسيم    موعد مباراة نابولي ضد أودينيزي اليوم الإثنين 6-5-2024 والقنوات الناقلة    فرج عامر: سموحة استحق الفوز ضد الزمالك    أحوال جوية غير مستقرة في شمال سيناء وسقوط أمطار خفيفة    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    حمادة هلال يكشف كواليس أغنية «لقيناك حابس» في المداح: صاحبتها مش موجودة    «القاهرة الإخبارية»: 20 شهيدا وإصابات إثر قصف إسرائيلي ل11 منزلا برفح الفلسطينية    أول شهادةٍ تاريخية للنور المقدس تعود للقديس غريغوريوس المنير    إلهام الكردوسي تكشف ل«بين السطور» عن أول قصة حب في حياة الدكتور مجدي يعقوب    محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان    من بلد واحدة.. أسماء مصابي حادث سيارة عمال اليومية بالصف    أقباط الأقصر يحتفلون بعيد القيامة المجيد على كورنيش النيل (فيديو)    خالد مرتجي: مريم متولي لن تعود للأهلي نهائياً    مدحت شلبي يكشف تطورات جديدة في أزمة افشة مع كولر في الأهلي    بعد ارتفاعها.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 6 مايو 2024 في المصانع والأسواق    تزامنا مع شم النسيم.. افتتاح ميدان "سينما ريكس" بالمنشية عقب تطويره    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    قادة الدول الإسلامية يدعون العالم لوقف الإبادة ضد الفلسطينيين    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟.. أمين الفتوى يُجيب -(فيديو)    تخفيضات على التذاكر وشهادات المعاش بالدولار.. "الهجرة" تعلن مفاجأة سارة للمصريين بالخارج    ما المحذوفات التي أقرتها التعليم لطلاب الثانوية في مادتي التاريخ والجغرافيا؟    برنامج مكثف لقوافل الدعوة المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء في محافظات الجمهورية    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    حظك اليوم برج الحوت الاثنين 6-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    يمن الحماقي ل قصواء الخلالي: مشروع رأس الحكمة قبلة حياة للاقتصاد المصري    الأوقاف: تعليمات بعدم وضع اي صندوق تبرع بالمساجد دون علم الوزارة    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    عاجل - انفجار ضخم يهز مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية.. ماذا يحدث في فلسطين الآن؟    كشف ملابسات العثور على جثة مجهولة الهوية بمصرف فى القناطر الخيرية    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    تؤدي إلى الفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم.. الصحة تحذر من تناول الأسماك المملحة    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    المدينة الشبابية ببورسعيد تستضيف معسكر منتخب مصر الشابات لكرة اليد مواليد 2004    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمين إسكندر وكيل مؤسسي حزب الكرامة : عيب الثورة أنها بلا قيادة ولم تتسلم السلطة
نشر في الأخبار يوم 25 - 10 - 2011

أجرت الأخبار حوارا ساخنا مع المفكر أمين إسكندر والذي تناول فيه مجموعة من القضايا المهمة.. فأدلي برأيه حول عدم استخدام المجلس العسكري الأعلي سلطة الشرعية الثورية حتي الآن.. والذي أدي إلي سبعة عشر حادث توتر طائفي شديد في مصر.. وأشار إلي أن ثورة يناير ولدت بعيبين خلقيين انها بلا قيادة.. ولم تستلم سلطة.
وأكد أن المجلس العسكري انحاز للثورة.. ولكن كجزء من النظام ولم يغير شيئا في طريقته في صناعة القرار فقد كان مبارك يحيل أخطر القضايا إلي أجهزة الأمن حتي السياسة الخارجية، كان يعطيها إلي أجهزة المخابرات.. وكذلك فعل المجلس العسكري الأعلي الذي أحال للقضاء كل المشكلات.. ولم يخلق وقائع سياسية.
كما أكد علي ضرورة إصدار قانون العزل السياسي قبل اجراء الانتخابات البرلمانية.. حتي لا نفاجأ بفلول الحزب الوطني في المجلس النيابي القادم.
وأشار إلي أن مشكلة الفتنة الطائفية مشكلة خطيرة ويجب ان تكون من أولويات اهتمام الرئيس القادم لمصر..
وأكد.. أن هناك تمييزا وأن الأقباط مواطنون درجة ثانية.. وأشار إلي أن مبارك الرئيس السابقة.. قزم من دور مصر واهان كل المصريين.. فأصبح العدو صديقا.. والصديق عدوا وأشار إلي أن حكومة د. عصام شرف ليس لها رؤية أو انجاز.. وأكد.. أنه ليس ضد التيارات الإسلامية بجميع اتجاهاتها.. وان في رأيه أن القطب يظهر علي السطح أفضل من ان يظل تحت الأرض.. وأكد انه يفضل الانتخابات البرلمانية بالقائمة النسبية.. وأكد انه منحاز إلي صديقه وزميل كفاحه حمدين صباحي المرشح الحالي لرئاسة الجمهورية..
طرحت الأخبار مجموعة من التساؤلات علي المفكر أمين إسكندر فماذا أجاب؟
شرعية الثورة
أحداث ماسبيرو والتي راح ضحيتها 42 شخصا واصابة الكثيرين..كيف تري الخطأ الذي وقعت فيه الأطراف المختلفة في التعامل مع الأحداث؟
فأشار قائلا.. أن المجلس العسكري لم يفترض للمرحلة القادمة رؤية واضحة.. ولم ينفذ شرعية الثورة رغم امتلاكه سلطات ثلاث هامة.. فقد استخدم سلطتين فقط التنفيذية والتشريعية ولم يستخدم سلطة شرعية الثورة.. الذي تعطيه الحق في اتخاذ قوانين واجراءات ولارجاع الأموال المهربة والأراضي التي تم الاستيلاء عليها وتفويت فرصة بث الفتن التي مارستها كل القوي المضادة للثورة.. من رجال أعمال وبعض أفراد الشرطة بعد ان شعروا ان نفوذهم ومصالحهم اهتزت.. فلو كان المجلس العسكري تمسك بشرعية الثورة.. لاستطاع التطهير.. وارجاع الثروات واتخاذ اجراءات حاسمة وسريعة في مقاومة البلطجة.. المسألة في مفهوم الثورة.. لو كانت هناك شرعية ثورة.. لاستطعنا ان نقاوم تقاعس رجال الشرطة وكنا نعالج البلطجة معتمدين علي الشعب وعلي اللجان الشعبية.. وأيضا علي ضباط الدرجات الأدني إلي الأعلي.. وندب كوادر من خريجي الحقوق لسد الثغرات.. كذلك خروج أحزاب من بطن الحزب الوطني.. تم ذلك بالقانون الذي تم به حل الحزب الوطني.. وايضا كون أحزابا من فلول الحزب الوطني.. إذن مامعني كلمة ثورة، المجلس العسكري ذاته وجوده مرتبط بشرعية الثورة.. لأنه جاء استثنائيا والدستور يقول: إذا لم يكن هناك مجلس شعب يكون رئيس محكمة دستورية.. وأنا باعتبر ان المجلس العسكري مسئولا مسئولية مباشرة فيما حدث من أحداث ماسبيرو وأحداث العباسية وأحداث أخري.. فما معني ان يكون بين يدي شرعية ثورية.. واعتمد علي شرعية القبائل في حل التوتر الطائفي الموجود في بعض المناطق.. فقد حدث في مصر منذ بداية الثورة وحتي الآن 71 حادث توتر طائفي شديد في مصر.. ومنذ عام 27 وحتي الآن وقع 081 حادث توتر طائفي.
إذن لماذا المجلس العسكري لم يقم بدوره كما ينبغي؟
في تقديري انه لم يكن أحد يتوقع انهيار النظام السابق ويتولي المجلس العسكري السلطة..
والمجلس العسكري أخذ موقفا ايجابيا لصالح النظام الجمهوري فرفض التوريث وانحاز للثورة.. ولكنه انحاز كجزء من النظام وبمزاج النظام إلي نفس بيئة النظام وصناعة القرار وبطريقته.. لم يغير شيئا.. ولم يستوعب ان بين يديه شرعية ثورية خطيرة.. وهناك أمثلة علي ذلك.. كل القرارات التي اتخذت بعد ثورة 52 يناير سواء كان حل جهاز أمن الدولة.. أو حل الحزب الوطني أو احالة القضايا اعتمد فيها المجلس العسكري طريقة مبارك الرئيس السابق في حل المشكلات.. فقد كان مبارك يحيل اخطر القضايا إلي أجهزة الأمن حتي السياسة الخارجية كان يعطيها إلي أجهزة المخابرات.. أيضا المجلس العسكري أحال للقضاء كل المشكلات.. ولم يخلق وقائع سياسية.. فالقضاء يقنن وقائع سياسية وهنا المشكلة.. فالقضاء أحيا الحزب الوطني بنصوص القانون.. وبالنسبة لقانون العزل لقد سمعت من أعضاء المجلس العسكري الأعلي انه لا عزل سياسي إلا بأمر قضائي.. نحن أمام أناس نهبوا ثروة البلاد.. واهانوا الوطن واهانوا كل المصريين.. فاليوم من الضروري.. ان يصدر قرار عزلهم عن ممارسة حياتهم السياسية بشرعية الثورة.. وليس بالقضاء.. أكثر من 3 ملايين انتموا إلي الحزب الوطني.. أي انهم انتموا إلي حزب الدولة.. ولهذا استطيع ان اعزل أعضاء الأمانة العامة للحزب الوطني واعزل لجنة السياسات واعزل أمانات المحافظات واعزل أعضاء مجلسي الشعب والشوري 0102 واعزل اعضاء الهيئة العليا للحزب الوطني.. خاصة الذين قبلوا تزوير الانتخابات وان يدخلوا البرلمان بالتزوير.. نحن أمام مستويات واضحة ولن يزيدوا عن خمسة آلاف شخص.. هؤلاء لابد ان يعزلوا سياسيا علي الأقل لمدة خمس سوات..
ويضيف قائلا.. ونتيجة لعدم استخدام الشرعية الثورية سنجد أنفسنا أمام مشهد خطير في مجلس الشعب القادم أغلبهم إسلام سياسي.. والقوي الثانية فلول الحزب الوطني والقوي الثالثة الأضعف.. المتناثرون من القوي الوطنية وهذا المشهد سيؤكد ان ثورة 52يناير تم القضاء عليها قبل ان تبدأ وتحقق مطالبها بالشرعية الثورية.
ما رأيك في المجلس العسكري الأعلي؟ طرحت تساؤلا
فأجاب مؤكدا بقوله.. أهم وأخطر عيب في المجلس العسكري انه لم ينفذ شرعية الثورة.. ثانيهما أنه لا يملك رؤية للمرحلة الانتقالية الحالية ولا للمرحلة القادمة. ثالثهما.. أنه استخدم كل الأساليب التقليدية بما فيها ان ينزل سلفيون للمصالحة في فتنة طائفية.. لم يطبق قانونا.. وهذه أخطر مشكلة في مصر.. حالة التوتر الطائفي.
لا قيادة لثورة 52 يناير
مارأيك في ثورة 52 يناير؟ سألت
فأكد قائلا.. إن ثورة يناير ولدت بعيبين خلقيين ومازالت مصابة بهما.. فبعد مرور 9 شهور لا توجد قيادة لهذه الثورة.. كما أنها لم تستلم السلطة ولهذا تم اللعب علي فكرة الشباب الذين قاموا بالثورة وفصلوا بين الشباب والشعب مما نتج عنه اختراق أجهزة الأمن لائتلافات الشباب.. بل ان هناك ائتلافات شكلتها أجهزة الأمن بالفعل.. ولقد تحدثت مع الفريق سامي عنان.. حول الفتنة الطائفية.. وذكرت ان الفتنة الطائفية مشكلة كبيرة جدا.. وانها من الضروري ان تكون احدي المهام الرئيسية التي لابد ان توجد في أجندة رئيس الجمهورية، ويكفي ان اقول انه لا يوجد في جهاز المخابرات قبطي واحد..
هل توجد فتنة طائفية في مصر؟ طرحت سؤالا
فأشار قائلا.. يوجد تمييز.. بمعني ان الأقباط مواطنون درجة ثانية.
وكيف وضح ذلك من وجهة نظرك؟ سألته
ظهر هذا منذ تفكيك مشروع النهضة الذي وضعه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.. الذي لم يلغ فيه القانون الهمايوني الخاص ببناء الكنائس.. لكن عبدالناصر عمل شيئين ساوي فيهما بين المواطنين علي مستوي القاعدة.. الجميع متساوون.. الطلاب أمام مكتب التنسيق متساوون سواء كان مسيحيا أو مسلما.. التعيين في الوظائف يتم للمسيحي والمسلم بموجب القوي العاملة.. لم يستخدم عبدالناصر تعبير »أنا مسلم ورئيس دولة مسلمة« الذي استخدمه السادات.. عندما أراد البابا كيرلس بناء أكثر من كنيسة لم يعترض، عرف كيفية استخدام »القوي الناعمة« وكان احد أدواتها الكنيسة الأرثوذكسية.. كما استخدم الأزهر ايضا كقوي ناعمة في فتح افريقيا.. واستخدم الفن أم كلثوم وعبدالحليم.. واستخدم المدرس المصري في تعليم كل العرب.
كوارث حقيقية
إذن ما رأيك في نظام مبارك؟ طرحت سؤالا
مبارك أساء لمصر وللمصريين لقد دمر نظام مبارك مصر.. بعد ان كانت لها مكانة كبيرة قزم دورها.. أهان كرامة المواطن المصري.. الذي كان يعلق كالذبائح في أقسام الشرطة.. ولذلك كان انفجار الناس رهيبا.. وعندما اتحدث عن مبارك.. اقول انه الجمهورية الثانية من عصر السادات.. الذي أحل الخراب علي البلاد.. فأصبح العدو صديقا.. والصديق عدوا.. في أيام الزعيم عبدالناصر.. كنا نصنع »طائرة 0002« بالاشتراك مع الهند.. الهند صنعت جسم الطائرة ومصر قامت بصنع موتور الطائرة.. وبشهادة المعهد الألماني للطيران وهو أهم معهد في العالم.. الذي قرر جودة الطائرة وان محركها أفضل محرك نفاثة في هذه المرحلة، وسوف تجدين هذه الشهادة في كتاب العالم »بهي الدين عجور« استاذ هندسة الفضاء في جامعة القاهرة..
ويضيف قائلا: أما الآن.. فنحن قمنا ببيع تصميم الطائرة.. كما قمنا ببيع شركة المراجل البخارية وكل الشركات التي بناها الشعب المصري.. نظام مبارك هزم الدور المصري وقطع علاقاتنا بدول عدم الانحياز وبيننا وبين العرب وفتح علي اسرائيل وأمريكا.. لتحقيق مصالحه الخاصة.. جمهورية مبارك.. أدت إلي كوارث حقيقية في مصر.. أما الجمهورية الثالثة.. المفروض ان تبدأ بثورة 52 يناير ولكن علي أرض الواقع.. سنري مجلسا من أغلبية تيارات سياسية وفلول حزب وطني وأقلية من القوي الوطنية.. هذا المشهد يؤكد ان ثورة 52 يناير قد تم سرقتها..
أين قضايا العدل الاجتماعي في هذه الثورة.. أين الحد الأدني والأعلي للأجور هل يعقل ان بلدا مثل مصر 04٪ من سكانها تحت خط الفقر.. وعند خط الفقر 05٪، وهناك01٪ من يعيشون في رفاهية ويتاجرون بأرزاق وأقوات الناس.
وأنا أري أن الثورة لم تكتمل حلقاتها فالقادم من ثورة الغضب المصرية.. سيكون فيها دمار ودماء.. وأحداث ماسبيرو مشهد من المشاهد القادمة.. بلطجة بدون ردع.. فكيف أفهم ان أجهزة الأمن المصرية لا تستطيع ان تتحكم في ظاهرة البلطجة في مصر.
هيكل للدولة المدنية
هل يمكن عبور الانتخابات البرلمانية القادمة بنجاح؟ سألته
انا قلق من معركة الانتخابات البرلمانية خاصة وان قانون العزل السياسي لم يصدر بعد.. فنحن امام معركة انتخابات بها بقايا نظام سابق.. وبها أصحاب المصلحة.. لعمل انقلاب علي الثورة.. اصحاب رؤوس الأموال.. ايضا تيارات إسلامية.. وانا لست ضد التيارات الاسلامية، ويجب عمل هيكل صحيح للدولة المدنية والذي يحدث تهديد لأن الأمن غير موجود.. نحن الآن امام أحداث يومية من العنف تستخدم فيها الأسلحة وأتمني رغم ذلك ان تعبر الانتخابات البرلمانية القادمة من عنق الزجاجة.. ولكن في رأيي لا توجد تهيئة مناخ حقيقي لهذه الانتخابات حتي لا نري برلمان وأد الثورة..
باعتبارك وكيل مؤسسي حزب الكرامة الناصري وعضو المكتب السياسي.. ما هو دور الأحزاب السياسية في مصر؟
لا ديمقراطية بدون أحزاب قوية.. والمشهد الحزبي يؤكد ان فيه أحزابا قديمة وضعيفة مثل حزب السلام، حزب الخضر وحزب الجيل وتوجد أيضا أحزاب لها تاريخ مثل حزب الوفد وحزب التجمع.. ودور الأحزاب في غاية الأهمية..
وان كان في عصر مبارك وفي فترة حكمه تم تقييد حركتها بقانون الطوارئ ولم يعط الفرصة لأن يحدث في الشارع المصري أي عمل سياسي للأحزاب.. بالإضافة إلي وجود أحزاب جديدة.. لابد من اعطائها الوقت الكافي.. للحكم علي أدائها.
ما هي توقعاتك بالنسبة لحزب الكرامة في الانتخابات البرلمانية القادمة؟
أتوقع ان يحصل حزب الكرامة علي عشرة مقاعد وهو يستحق أكثر من ذلك..
وهل يقوم حزب الكرامة بدوره السياسي بحق في مصر؟
قيادات حزب الكرامة، أول من اخرجت أول نقابة مستقلة.. المناضل كمال أبوعيطة الذي عمل نقابة الضرائب العقارية وهو عضو المكتب السياسي لحزب الكرامة.. وهو الآن رئيس الاتحاد المصري للنقابات المستقلة.. كنت أنا أحد مؤسسي حركة كفاية.. .. ياسر اللحامي الذي اسقط يوسف والي في دائرته بالفيوم. وقام سعد عبود بعمل معركة مع وزارة الداخلية ومع وزارة الدفاع.. ومع رئيس الجمهورية حول موضوع الحج وموضوع »العبارة«.
الفقراء وحقهم بالحياة
ما هو رأيك في المرشحين الحاليين لرئاسة مصر؟
أنا منحاز لحمدين صباحي صديق عمري ورفيق كفاحي.. الذي أراه جديرا بهذا المنصب ومصر تفرح بابنها ابن الصيادين وابن الفلاحين الغلابة في هذا الوطن الفقراء لابد ان تنصفهم الحياة.. وينصفهم الحاكم.. كما أنصف عبدالناصر الفقراء.. وسيحدث هذا لو أخذنا رئيسا لمصر.. منحازا للفقراء والمصريين..
قرارات ثورية
لك مؤلفات عديدة وجهد فكري متميز.. حيث اصدرت العديد من الأبحاث والدراسات والكتب مثل كتاب عبور الهزيمة وعصر القهر والفوضي.. والزلزال.. فكيف تعبر مصر من الفوضي والتسيب وانتشار البلطجة بالشارع المصري..؟ وكيف يستعيد المجتمع المصري قيمه ومبادئه المتعارف عليها؟ طرحت سؤالا
ليس أمامنا سوي خيار وحيد.. إذا كانت الجمهورية الأولي التي قادتها ثورة 32 يوليو وقامت بها القوات المسلحة وايدها الشعب المصري.. فثورة 52 يناير قام بها المصريون وانحازت لها القوات المسلحة وعلينا ان نستثمر تلك اللحظات المجيدة في حياة الشعب المصري ونأخذ قرارات ثورية.. وهنا اخاطب المجلس العسكري واقول.. لكي تعود لمصر مكانتها لابد ان يدخل علي أجندة الثورة قضية العدل الاجتماعي وقضية الاستقلال.. لا ثورة.. إذا لم يحدث تغير اقتصادي في علاقة الانتاج بأدوات الانتاج.. لا ثورة بدون ان نفهم مكانة مصر بين العالم.. لا ثورة ونحن مقيدون بكامب ديفيد وعلاقات التبعية للولايات المتحدة الأمريكية.. والاستمرار في كامب ديفيد يعني عدم القدرة علي الدفاع عن سيناء واستمرارنا في كامب ديفيد يعني علاقات حرام بيننا وبين الكيان الصهيوني..
نريد وطنا
وكيف نواجه ذلك؟
يجب ان نفهم ان إلغاء كامب ديفيد لا يعني الحرب.. نحن لا نريد الحرب.. ولكن نريد وطنا نريد مشروع نهضة لوطننا ومن أجل إلغاء كامب ديفيد.. لابد من عمل استفتاء شعبي علي هذا.
بدأت نشاطك السياسي منذ كنت طالبا بالتعليم الثانوي وشاركت في المظاهرات عام 8691 تأييدا للمقاومة الفلسطينية.. وكنت واحدا من الكوادر الناصرية الشابة.. كيف تري شباب مصر الآن؟ وهل هم ممارسون جيدون للسياسة.. أما ان النظام السابق حرمهم من هذا الحق.. والتظاهر والتعبير عن الرأي؟ وكيفية مواجهة ذلك في شباب المستقبل؟
في يوم 42 يناير هذا العام قبل الثورة بيوم واحد.. استضافني برنامج تليفزيوني وسألتني المذيعة ماذا تتوقع غدا.. ولم أكن اعرف اننا نقوم بثورة.. وقدت يوم 52 يناير مظاهرة في منطقة دوران شبرا وتم القاء القبض علي يوم 52 يناير وتم نقلي إلي معسكر الأمن المركزي بطريق مصر اسماعيلية الصحراوي ويطلق عليه »معسكر السلام«.. وهناك رأيت 0001 شاب منهم 52 إخوان مسلمين، 21 حزب الكرامة، 2 من حزب اليسار والباقي شباب زي الورد.. لقد ظلمنا شباب مصر كثيرا ولكن ثبت باليقين انهم شباب في منتهي الشراسة.. وان وطنيتهم عفوية.. ورغم ان اللائحة الطلابية 97 التي منعت طلاب الجامعة من التظاهر داخل الجامعات.. والتي مازالت موجودة ولم يتم إلغاؤها فإني أري شباب مصر لديهم موقف سياسي.. في حب الوطن ولكن بعشوائية وبدون رؤية محددة..
ويضيف قائلا.. ولهذا أقول إنه من الضروري أن ينضم هؤلاء الشباب إلي أحزاب سياسية.. حيث توجد الرؤية وإطار للعمل السياسي.. فهؤلاء الشباب ينقصهم الخبرة السياسية.. والرؤية تأتي من النظريات التي يوجد بها انحياز اجتماعي للمواطنين أو برامج سياسية قائمة علي فكرة اللعبة السياسية فيبدأ الشباب علي مستوي قاعدي.. ثم يترقي ليصبح في مستوي أعلي.. ويتم ترشيحه وهكذا.
توتر طائفي
باعتبارك مفكرا قبطيا.. كيف نستطيع ان نواجه الهوة التي يعاني منها الآن المسلمون والأقباط؟ وكيف نواجه محاولات اشعال الفتنة الطائفية في مصر من بعض المتآمرين والجهات الأمنية؟
أنا لا أحب تعبير مفكر قبطي.. ولكن أحب ان يقال مفكر مصري قومي عربي..
»ديانتي مسيحية«
فأنا انحيازي للوطن الاجتماعي والسياسي..
ويضيف قائلا.. لا استطيع ان أصدق ان هناك اكثر من سبعة عشر حادث توتر طائفي بعد ثورة 52 يناير ولم يحدث في فترة الزعيم جمال عبدالناصر حادث واحد..
لماذا؟.. لان عبدالناصر عمل مشروعا لنهضة مصر جمع كل المواطنين حوله.. ودخلنا معا معركة السد العالي ولم يكن يوجد ما يسمي بمسلم أو مسيحي.. فكان عدونا جميعا هو إسرائيل.
ولكن الآن.. هل نستطيع القول ماذا نريد؟ وماذا نستهدف؟ لقد أصبحنا في متاهة ولحل كل مشكلاتنا لابد من عمل مشروع نهضة لتحقيق المساواة والعدالة ولكي تصبح مصر دولة القانون.. وليست دولة القبائل والطوائف.. ومواطنين يعني تطبيق القانون علي الكبير والصغير.
لا شئ مناسبا.
هل نري ان الفترة الانتقالية للمجلس العسكري الأعلي.. مناسب لها ان تنتهي في شهر مارس.. أم أن هذا يشكل خطرا علي المواطن؟ سألته
لا أري أي شئ مناسبا الآن.. لا أري اجراء انتخابات برلمانية الآن مناسبا.. ولا أري مجلس عسكري مناسبا الآن ولكني أري إذا ظل حال مصر علي ما هو عليه الآن.. فعلي المجلس العسكري ان يرحل فهذا أفضل بكثير.. فعندما أجد المجلس العسكري يحدد ميعادا معينا سنة أو أكثر.. يلتزم من خلالها بتحقيق وعوده.. فأنا احترم ذلك.. ان يبني أساسا للقانون.. واساسا لتحقيق العدالة الاجتماعية، ثم يتفضل بعد ذلك بأخذ ثكناته والرحيل..
إذن هل.. ترفض إجراء انتخابات برلمانية الآن؟
طبعا.. نعم.. وحتي يستقر الأمن ويطبق العزل السياسي.
الفوز الأكبر للتيارات الإسلامية
ما تأثير تكوين الإخوان المسلمين حزبا سياسيا علي الانتخابات البرلمانية القادمة؟ وهل سيؤدي هذا إلي مفاجآت في نتائج تلك الانتخابات؟
الإخوان المسلمين حلقة سياسية موجودة علي أرض الواقع.. صحيح كانت تسمي المحظورة ولكنها موجودة بالفعل وكان لهم 88 مقعدا في مجلس الشعب.. والحديث علي انها محظورة كلام فارغ واخفاء للحقائق الموجودة علي أرض الواقع بطريقة أمنية.. فقد كان النظام السابق يحل كل المشكلات بطريقة أمنية.
وأنا مع الإخوان المسلمين ان يدخلوا الانتخابات.. ولسنا فقط أمام الإخوان المسلمين بل وهناك السلفيون والصوفيون وجماعات إسلامية أخري.. وأنا في اعتقادي وأنا اتأمل المشهد استطيع أن أقول.. ان التيارات الإسلامية ستحصل علي أكثر من 05٪ من مقاعد مجلس الشعب.
قضية العدل الاجتماعي
وهل سيؤثر هذا علي الفترة القادمة في تاريخ مصر؟
طبعا.. سيؤثر بالسلب علي الدستور وعلي قضية العدل الاجتماعي لان قضية المسلمين في قضية العدل الاجتماعي غير جذرية.. أقرب إلي جمعيات الخير اكثر منها إلي التغيير في علاقات الانتاج فالإسلاميون مع الاقتصاد الحر..
كما سيؤثر هذا علي مشهد السياحة في مصر فالإسلاميون مع السياحة الأخلاقية.. واتمني ان يكونوا استفادوا من التجارب التاريخية وان يتفهموا ثقافة المجتمع المصري.. فالمجتمع المصري يشكل ويضفي طابعه علي أي تيار سياسي.. وعلي أي ايدلوجية والتعامل مع مفرداته.. ولابد ان يؤمنوا بالتعددية.. وان يعلموا ان هناك أخوة لهم في هذا الوطن عقيدتهم مختلفة عنهم.. ولهم حقوق المواطنين كاملة..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.