من لا يدرك بحق قيمة الوطن، وأهمية ان نتعامل مع أمنه واستقراره علي أنه أمر مقدس، أدعوه إلي سماع هذه القصة القصيرة التي وقعت تفاصيلها في أقصي شمال القارة الأوروبية وتحديدا في أوسلو، عاصمة النرويج. كنت أسير بمحازاة شاطئ أوسلو، أفتح عيني وأذني وكل حواسي، لكي احقق أقصي استمتاع بما أشاهد من مناظر بديعة تتكامل فيها كل معاني الجمال والحضارة، مع الطبيعة السخية الخلابة.. كل هذا الإبداع يتكامل مع مشهد طيور النورس التي تحط في أمان تلتقط طعامها في دعة وتطير.. كنت استمتع بكل هذا الجمال، وأدعو الله ان يأتي اليوم الذي يري فيه أولادي وأحفادي مثل هذا الجمال، والحضارة في مصر.. أثناء ذلك لفت نظري شخص يجلس بمفرده، بشرته تقول أنه من أبناء القارة السمراء، تعرفت عليه. اسمه علي عبدالرحمن من الصومال، أعطي ظهره لكل هذا الجمال، وراح يجتر الأيام الخوالي التي ذهبت إلي غير رجعة في »مقديشو« لم يجد في الجنسية النرويجية التي تمتع بها، وفي التأمين الصحي الذي يكفل علاجه هو وأولاده، ولا حتي في التعليم المجاني أية ميزة.. هو لا يريد كل هذا.. يريد وطنه الذي نشأ وترعرع فيه.. وقال بلغة عربية سليمة فقد تعلم علي يد شيخ أزهري، لا أريد جنة أوسلو أريد وطني. هل نعي درس الصومالي علي عبدالرحمن؟ الوطن نعمة.. لا يجب أن تضيع من أيدينا حتي نعرف قيمتها!