يشهد التاريخ للنادي الأهلي طوال مشواره في مسابقة الدوري العام لكرة القدم علي أنه الفريق الوحيد القادر علي العودة إلي الصدارة مهما كان المنافس وأيا كان الفارق... والأهلي خلال سيرته الذاتية لا يقف علي نتيجة مباراة خصوصا وأن هذه المباراة جاءت في المشاهد الأولي للموسم الكروي. ولم يكن التعادل مع بتروجت بملعبه بالسويس نتيجة صادمة لطموحات الأهلي الباحث عن الفوز والتتويج باللقب للعام الثامن علي التوالي ليقترب من رقمه القياسي الخالد بالفوز بالدوري 9 مواسم متتالية من عام - وفقدان نقطتين في بداية رحلة الدفاع عن اللقب في ظل المنافسة الشرسة المتوقعة هذا العام من عدة أندية وفي مقدمتها طبعا الزمالك الذي يتولي مسئولية تدريبه المعلم حسن شحاتة. الهاجس الذي يؤرق جماهير الأهلي تولد بسبب الحالة الفنية المتردية للفريق بشكل عام وبعض النجوم بشكل خاص في الفترة الأخيرة وهي الحالة التي تسببت في ضياع بطولتين خلال الفترة الأخيرة بعد الفشل في التأهل للدور قبل النهائي لدوري الأبطال الأفريقي وبعده بأيام قليلة خرج الأهلي من دور الثمانية لكأس مصر علي يد فريق إنبي الذي فاز بالبطولة. وتتمثل المشكلة الأكبر في فقدان معظم اللاعبين للعزيمة القتالية العالية التي يتمتع بها لاعبو الأهلي منذ زمن طويل وافتقدوا لروح الفانلة الحمراء، وقد يكون للفوز الدائم بالبطولات المحلية والأفريقية علي فترات قد منح اللاعبين شعورا بالاسترخاء بعد أن ضعف حافز الفوز المتكرر بالبطولة ولكنه غالبا ما يعود في الأوقات الحرجة أضف إلي ذلك حالة الإرهاق التي يعاني منها بعض اللاعبين بسبب اعتماد مانويل جوزيه عليهم في معظم المباريات رغم أن قائمة الأهلي تضم مجموعة كبيرة من اللاعبين وهو ما ينذر بشعور البعض منهم بالاحباط وبالتالي فإنه يفقد حساسية ولياقة المباريات تدريجيا ويصبح غير مفيد للفريق. ومع الاعتراف الكامل بقوة الصفقات الجديدة التي أبرمها النادي لتدعيم صفوف الفريق وتجديد دمائه بعد التعاقد مع ستة لاعبين هم وليد سليمان من إنبي وعبد الله السعيد من الإسماعيلي ومحمد نجيب من اتحاد الشرطة وأحمد شديد قناوي من المصري والسيد حمدي من بتروجت والبرازيلي فابيو جونيور القادم من البرتغال، إلا أن جميع هذه العناصر لم تقدم شيئا ملموسا للفريق حتي الآن ولم تنجح في سد فراغ لاعب مثل محمد بركات الذي تعرض لإصابة غريبة في ذراعه والأغرب أنها احتاجت إلي وقت طويل جدا للعلاج بعد اقترابه من نهاية الشهر الثالث علي الإصابة ومايزال يحتاج لأسبوعين آخرين قبل الحكم عليه فنيا للدفع به في الوقت المناسب. جوزيه من جانبه حرص علي تعنيف لاعبيه أكثر من مرة بعد المباراة مهددا باستبعاد أي لاعب يقصر في أداء دوره مع الفريق مهما كان اسمه أو مكانته. كان بعض من جماهير الأهلي قد ألقت باللوم علي المدير الفني بسبب مجاملته لعدد من اللاعبين علي حساب لاعبين آخرين يستحقون الفرصة ويقدرون مسئولية المشاركة الأساسية. ويسعي الجهاز الفني مع المران الرئيسي الذي يجريه اليوم استعدادا لمباراة الجونة بعد غد الأحد باستاد القاهرة في الأسبوع الثالث للدوري.. وهي المباراة التي حذر منها الجهاز الفني خصوصا أن الأهلي سيواجه فريقا منتشيا بفوز عريض حققه علي دراويش الإسماعيلية برباعية. ويكاد يكون التشكيل الأساسي هاجسا يؤرق جوزيه قبل هذه المواجهة خصوصا أن المدير الفني حاول في المباريات الودية والمباريات الرسمية الأخيرة الدفع بلاعبيه الجدد لاكتساب الثقة والتجانس مع الفريق غير أنه فشل في توظيف اللاعبين بشكل يفيد الفريق خصوصا مع الدفع بلاعب مثل أحمد شديد قناوي في مركز الارتكاز خلف رأسي الحربة للاستفادة بمهارته في التسديد لكنه لا يظهر بالمستوي الذي يلعب به في الجهة اليسري التي اعتاد اللعب فيها منذ فترة طويلة.