فجاءه ننتبه حين تغادرنا الاشياء العادية، لنكتشف انها لم تكن يوما عادية.. وأن عمر الحريري الذي لم يكن نجما ساطعا يسكن الادوار الثانية او الثانوية، كان صاحب اداء خاص ومميز من الصعب تصنيفه، هو »بالضبط العادي الذي لم يكن عاديا!!«.. وان الشاعر الطبيب يسري خميس صاحب الوجه الطفولي الضاحك، هو من قام بكتابة وابتكار شخصيات »بوجي وطمطم« وانه واحد من علماء الطب البيطري، وأنه من اوائل الشعراء الذين كتبوا قصيدة النثر، وأن ترجماته عن الالمانية أحدثت تأثيرا هائلا علي الثقافة العربية خاصة المسرحية.. ترجم العديد من مسرحيات »بريخت« و»دورينمات« و»كافكا«.. وهو اول من قدم المسرحي الالماني »بيترفايس« الي العربية بعد ان قام بترجمة مسرحيتيه الشهيرتين »مارا صاد« و»انشودة الفول لوزيتانيا« والتي قام باخراجها احمد زكي في الستينات في واحدة من علامات المسرح المصري. »مارا صاد« اخرجها ايضا احمد زكي، واخرجها محمد عبدالهادي اوائل الثمانينيات.. وهي المرة الاولي التي شاهدت فيها محمود حميدة علي المسرح، أو هي المرة الاولي الذي شاهدته كممثل، كان حميدة يلعب دور »المركيز دي صاد« وكانت المسرحية اعلانا عن حضوره اللافت كممثل. ترجم يسري خميس »المسرح السياسي« لبيسكاتور.. لم تكن الترجمة مجرد اختيارات مسرحية، ولكن كانت جزءا من موقف واضح لكاتب صاحب رؤية تقدمية مستنيرة ومتمردة علي الجماليات السائدة.