هكذا أصبح أقصي أمانينا وأماني جميع الصحفيين في عرس انتخابات نقابة الصحفيين يوم الجمعة القادم، وهو زيادة البدل الذي يطلق عليه في العلن »بدل تكنولوجيا».. ولكنه في حقيقة الأمر احتفظ بالنصف الأول من الاسم وهو البدل وتغير النصف الثاني من الكلمة تكنولوجيا لتتحول إلي »بدل إعانة أو بدل بطالة» خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة وارتفاع الأسعار بشكل متسارع، وكذا ظروف مهنة الصحافة التي تلاحقها المشاكل من كل جانب. والشيء الغريب في انتخابات نقابة الصحفيين الحالية أن جميع المرشحين يتحدثون بلغة واحدة إلا وهي لغة التهويل من الخطر القادم علي المهنة.. وأن الصحف الورقية في محنة وتمر بمنعطف خطير ويجب أن نتكاتف لحلها، وأن المؤسسات الصحفية مكبلة بالديون، وأسعار الورق والأحبار مرتفعة جدا، وأن سوق الإعلانات يكاد يكون متوقفا، وأن هناك تهديدات من قبل الدولة بدمج المؤسسات الصحفية الحكومية، وإلغاء بعض الإصدارات.. بالإضافة إلي كوارث »بالزوفة» علي المهنة، وكأن هذا المرشح الزميل هو الذي سينقذ بانتخابه الصحافة المصرية من عثرتها وسيعيدها إلي سابق عهدها.. إلي أن خرج علينا تصريح رئيس الوزراء في لقائه مع الأستاذ كرم جبر بأنه لا نية لدمج المؤسسات الصحفية ولا لإلغاء أي صحف ليقضي بذلك علي كل هواجس هؤلاء المرشحين. والملاحظ أيضا أن جميع برامج المرشحين متشابهة ومكررة وأغلبها لا يمكن تحقيقها علي أرض الواقع ومنها علي سبيل المثال لا الحصر.. وضع لائحة أجور عادلة للصحفيين، وإنشاء صندوق طوارئ لدعم الصحفيين المفصولين، والعمل علي حل المشاكل المالية لمؤسسات الصحافة القومية والتفكير في إنشاء مصنع للورق وهو أمر بعيد المنال لعدة أسباب.. وإنشاء مستوصف وصيدلية بالنقابة.. وما إلي ذلك من الخطب الرنانة التي نسمعها دائما وأبدا.