فارق كبير جدا بين مجموعات الشباب اصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة والشباب اصحاب المبادرات الشبابية فالاولي حققوا نجاحات بمشروعاتهم التي اسعدتنا وبعثت فينا الأمل بما يمكن ان تقدمه هذه المشروعات من تحقيق عدة فوائد لا تقدر بالمال فهذه المشروعات رغم انها حققت مكاسب وأرباحا مالية واتاحت فرص عمل حقيقية منتجة لآلاف من الشباب واطلقت قدرات ومواهب كانت تبحث عن شعاع أمل لكي تحقق اهدافها.. قصص النجاح كما رواها اصحابها من الشباب دون تزويق أو مبالغة أو استخدام مصطلحات اجنبية كنوع من التعالي، لكن احاديثهم بلا استثناء كانت قمة في التواضع رغم النجاح الذي حققوه بعد المعاناة والجهد للوصول للنجاح. علي العكس من ذلك نجد شباب المبادرات التي اصبحت لا تعد ولا تحصي فإن مبادراتهم المتعددة تظهر فجأة وتتنقل بين البرامج الفضائية والاذاعية وربما الصحف، وسرعان ما تختفي، واصحاب تلك المبادرات غالبا ما يتحدثون بلغة »الفرانكواراب» وهي حشر المصطلحات الاجنبية مع الكلمات العربية ويسمع ويشاهد من يتابعهم مصطلحات »ترند وترجت وايفنت والاتش أر والسي في والماركتينج» وغيرها من كلمات قد لا يعرفها الملايين وفي نفس الوقت نستمع إلي نطق العديد من الكلمات العربية بطريقة خاطئة وكأنهم ليسوا مصريين وطريقة حديثهم مع المذيعين فيها نوع من التمثيل باعتبارهم أصحاب مبادرات وكأنهم توصلوا إلي »الفيمتو ثانية»، أو أنهم خبراء وعلماء باعتبارهم حصلوا علي دورة تدريبية في مجال من المجالات المختلفة وفي النهاية لا نجد أي مردود لتلك المبادرات بعد كل المساهمات المؤسسية لكن يبدو ان الهدف هو التلميع الاعلامي فقط!