ستة شهور كانت كفيلة بتبديل حال معهد القلب الذي تحول لمنارة ومزار ونموذج تتباهي به وزارة الصحة ! غيَّر طبيب الغلابة جمال شعبان نظام التعامل وطريقة المعاملة وحول المعهد لبقعة ضوء وصرح طبي بخدمات طبية يشهد بها الجميع. لا أظن أن الغلابة أجبرهم جمال شعبان علي إنصافه والتغني بإنسانيته وكسر الروتين. من حق وزيرة الصحة هالة زايد إقالة الدكتور جمال ومن حقها معالجة القصور ومحاسبة المقصرين، لكن ما حدث في معهد القلب كان يمكن علاجه بهدوء. فإذا ارتأت الوزيرة بحكم منصبها أنها بيدها الإقالة والمحاسبة فكان بإمكانها التروي وفحص الموقف بتأنٍ خاصة وأن معهد القلب شهد له القاصي والداني حتي الوزيرة ووزارتها بالتحول الإيجابي المذهل والطفرة التي غيرت حياة مرضي القلب الذين كانوا يعانون العذاب. بدلت إدارة جمال شعبان وإنسانيته حالة التردي والتراجع وحولت معهد القلب إلي منظومة عالمية تنتهج أسلوبا مختلفا سمح للكثيرين بتلقي العلاج وإجراء جراحات القلب بيسر وسهولة. نجح مدير معهد القلب في تشغيل غرف العمليات لمدة 16 ساعة يوميًا، وأنهي قوائم الانتظار طبقًا لمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورفض أن يكون استكمال أوراق العلاج أولًا، وانتهج شعار »العلاج أولًا»، لحين استكمال الأوراق من أجل إنقاذ حياة المريض. قرار غير صائب يا معالي الوزيرة، وأضر بالمرضي وما كان يجب أن يكون الانفعال سببا في عقاب مرضي القلب. ليت هناك ملايين المستشفيات تطبق معايير جمال شعبان وإنسانيته وتبسيطه للأمور، خسارة كبيرة بإبعاد الكفاءات، خسر المرضي وخسرت منظومة الصحة وخسر معهد القلب وسنري حجم الانهيار قريبا وسيعود المعهد لصورته القديمة والضحية دوما المريض. سيتفرغ د.جمال شعبان لعلمه وعمله وأبحاثه ومؤتمراته وحياته وسنخسر إنسانا بدرجة طبيب حاول واجتهد وأنجز وتكفيه دعوات الغلابة. ما حدث مع د.جمال شعبان تصرف لا يليق يستوجب الاعتذار للرجل وهو ليس في حاجة للاعتذار لإجماع الناس علي حبه ونقائه والالتفاف حوله وما شهدته مواقع التواصل وحديث الناس عن سيرته ومسيرته وما قدمه للغلابة يكفيه. هناك من يوغر صدر مسئول والنتيجة ضرر للناس، قلبي مع مرضي معهد القلب الذين سيعانون الصعاب وتعود ريمة لأسوأ من عوايدها القديمة وكأننا ابتلينا بالعذاب في المستشفيات والمعاناة وافتقاد الرحمة، وكأننا ناقصين وجع قلب! نموذج د.جمال شعبان قليلا ما يتكرر، بمهنيته وإنسانيته وخلقه، أكثر الله من أمثاله وعوضنا وعوض مرضي معهد القلب خيرا. اللهم اشف مرضانا ومرضي المسلمين.