أقر حلفاء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالهزيمة في الانتخابات البرلمانية التي جرت أمس الأول في أكبر ولاية ألمانية. وقال الحلفاء إن تلك الخسارة تعد بمثابة "طلقة تحذير" بعث بها الناخبون احتجاجا علي سياسات التحالف الحاكم، فيما اعتبر محللون النتيجة عقابا لميركل علي دعم اليونان. وأخفق الائتلاف الحاكم الذي تقوده المستشارة ميركل في الاحتفاظ بأغلبيته في الانتخابات البرلمانية بولاية شمال الراين فستفاليا، التي تعد أكبر ولاية ألمانية من حيث عدد السكان الذين يقدرون ب18 مليونا. وأشارت النتائج إلي أن الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه ميركل خسر أكثر من 10٪ من الأصوات التي كان قد حصل عليها في الانتخابات السابقة التي أجريت عام 2005. وقال وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله عقب الإعلان عن تلك النتائج "هذه طبعا طلقة تحذيرية للأحزاب الحاكمة، وينبغي أن يعرف الشعب أنه جري سماع صوتها". وأضاف فيسترفيله وهو نائب المستشارة وحليفها الرئيسي وزعيم الحزب الديمقراطي الحر "ينبغي أن نبذل جهودا لاستعادة تلك الثقة المفقودة". أما هيرمان جروهيه السكرتير العام لحزب المستشارة ميركل، فقد أقر بمخاوف الناخبين الاقتصادية خصوصا بشأن استقرار اليورو والأوضاع في اليونان. وتمثل الخسارة في ولاية شمال الراين وستفاليا ضربة لميركل بعد مضي شهور علي ولايتها الثانية، كما تعني أنها ستضطر للاعتماد علي أحزاب المعارضة لتنفيذ برنامجها السياسي الذي يشمل تخفيضات ضريبية. واعتبر محللون هذه النتائج عقابا لميركل حيث حرمها الناخبون من الأغلبية في المجلس الأعلي للبرلمان، بعد أن أغضبت الكثيرين بموافقتها علي تقديم المساعدة لليونان. وقال المحلل الاقتصادي الشهير اندرو بوسومورث "أن هذه النتيجة تعد بمثابة اشارة تحذيرية لرأس المال الاجنبي بأن ليس كل شيء علي ما يرام في اوروبا." واعتبرت الانتخابات علي نطاق واسع استفتاء علي حكومة ميركل وجاءت بعد يومين فقط من تصويت ائتلافها في البرلمان علي تقديم مساعدات بمليارات اليورو لمساعدة اليونان المثقلة بالديون وهي خطوة لا تحظي بالقبول الشعبي. وتضعف النتيجة ميركل في وقت يشعر فيه المستثمرون بالقلق بشأن القيادة السياسية في بريطانيا صاحبة أحد أبرز الاقتصادات الاوروبية بعد المانيا اثر انتخابات برلمانية لم تسفر عن فوز حزب واحد بأغلبية ساحقة لتشكيل الحكومة بمفرده. وقال جيرد لانجوث الخبير السياسي بجامعة بون وكاتب سيرة ميركل "هذه هزيمة مريرة للحزب الديمقراطي المسيحي في الولاية وعلي المستوي القومي.". وأضاف ان النتيجة أيضا درس لاداء الحكومة الاتحادية وخصوصا الحزب الديمقراطي الحر، موضحا "أن برنامج مساعدة اليونان كان له تأثير أيضا. الناس لا يشعرون بالسعادة لان تكون المانيا صراف اوروبا العام".