ما أصعب اللحظات التي تتسبب فيها الفرحة لأكبر صدمة.. فربما كانت فرحة لاعبي الزمالك قبل مباراة انبي في نهائي كأس مصر وشعورهم بالفوز بالبطولة قبل ان يبدأ اللقاء هو السبب الحقيقي في خسارته للمباراة وخروج جماهيره الغفيرة التي زحفت خلفه لتملأ المدرجات علي أخرها من أجل الإحتفال بحصول فريقها علي أول بطولة بعد غياب دام طويلاً. وربما كان الكابتن حسن شحاتة المدير الفني للزمالك بخبراته الكبيرة في حصد البطولات قد علم بوصول شعور الفرحة لنفوس لاعبيه منذ فوز الزمالك علي حرس الحدود في الدور قبل النهائي ، وحاول كثيراً منذ تلك اللحظة إزالة هذا الشعور من داخلهم وهو ما نبه عليه كثيراً للاعبيه وطلب من وسائل الإعلام عدم الإفراط في الفرحة إلا بعد إنتهاء المباراة والحصول علي البطولة وذلك نظراً لخبراته الكبيرة كمدرب للمنتخب الوطني استطاع ان يحصل علي الكثير من البطولات الافريقية "الأصعب" فكان شحاتة شديد الحرص علي إيقاف تيار الفرحة لدي اللاعبين أولا والإعلام ثانياً ، لكن لم يسمعه أحد في ذلك الوقت وظل الجميع يهنئ الزمالك بالفوز ببطولة الكأس حتي قبل ان تبدأ المباراة ، وفي المقابل صدر هذا الشعور دفعة معنوية كبيرة لفريق انبي ولاعبيه الذي يلعب بدون أي ضغوط علي عكس الزمالك ، فهو ليس له جمهور يحضر اللقاء ليشجعه مثل جمهور الزمالك أو ان الإدارة ستلقي عليهم اللوم في حالة الخسارة ، خاصة ان الجهاز الفني وقتها كان سيؤكد علي ان الفريق نجح في الصعود للمباراة النهائية بعد ان أخرج فرق الأهلي والشرطة والمقاولون وهذا في حد ذاته إنجاز بالنسبة لفرق الشركات ، الا انهم استطاعوا ان يتفوقوا علي انفسهم وفازوا بالبطولة للمرة الثانية في تاريخهم. وقد حاول شحاتة إيقاف شعور الفرحة لدي لاعبي الزمالك قبل المباراة وإخبارهم بوجود فريق كبير يرغب هو الأخر في الفوز بالبطولة بعد ان استشعر الخطر علي فريقه، فقام بإبعاد جميع اللاعبين عن وسائل الإعلام المختلفة من خلال فرض غرامة مالية كبيرة علي أي لاعب يصرح في الإعلام قبل المباراة وقام بعزل اللاعبين عن بعضهم البعض خلال المعسكر المغلق فطلب من إدارة الفندق الذي كان يعسكر فيه الفريق ان يحل كل لاعب في الزمالك في غرفة منفصلة بدلاً من الغرف المزدوجة وذلك حتي يبعد لاعبيه عن أي شئ يشتت تركيزهم قبل المباراة. وكنت قد أشرت قبل المباراة في مقالي الاسبوعي عن تخوفي من خسارة الزمالك للبطولة رغم امتلاكه كل مقومات الفوز، وكان سبب تحليلي لذلك والذي وافقني فيه الكابتن ابراهيم يوسف نجم الزمالك الكبير وعضو مجلس الإدارة السابق هو انني قلت ان الكابتن حسن شحاتة دائماً ينجح في الفوز بالبطولات التي يلعبها بدون أي ضغوط جماهيرية أو إعلاميه علي لاعبيه وذلك مثلما حدث عندما كان مدرباً للمقاولون العرب ونجح في الفوز بالبطولة أمام الأهلي ونفس الحال تكرر في كأس الأمم الافريقية 2006 مع المنتخب بالقاهرة ثم 2008 بأنجولا، ولكن عندما ضغط الإعلام والجماهير علي لاعبيه من أجل الصعود لكأس العالم خرج من التصفيات علي يد الجزائر، ثم عاد بعد ان زالت تلك الضغوط الجماهيرية علي لاعبيه ليحصل علي بطولة أمم افريقيا بأنجولا 2010. أزمة عمرو زكي حاول شحاته إبعاد لاعبيه عن تلك الضغوط الجماهيرية والإعلامية لكنه لم يستطع هذه المرة، فكانت أهم مظاهر إحتفالات اللاعبين قبل المباراة واضحة بشكل كبير فنزل عمرو زكي المباراة ب "نيولوك" جديد وظهر عليه اهتمامه بتصفيف شعره بشكل جديد تمهيداً لإحتفاله بعد المباراة ، وظل يداعب الجماهير قبل بدء المباراة بمجموعة من الإشارات من أجل الشو الإعلامي بدلاً من أن يصب كل تركيزه في اللقاء. وقد ترك عمرو زكي زملاؤه والجهاز الفني عقب المباراة وخرج ليرحل منفرداً عن الفريق وهو ما أغضب الكابتن حسن شحاته وطلب منه العودة لغرفة خلع الملابس بعد ان رفض الأمن رحيله منفرداً من الاستاد. وكان زكي قد غاب عن مران أمس بعد حصوله علي اذن من الجهاز الفني نظراً لمرض ابنه منذ مباراة الجونة ونفي الجهاز توقيع غرامة علي اللاعب بسبب غيابه عن مران أمس.. وكان الجهاز الفني قد قرر توقيع غرامة مالية علي مجموعة من اللاعبين لم ينفذوا تعليمات الجهاز الفني في المباراة لكنه رفض الإعلان عن أسماء هؤلاء اللاعبين، كما أجل حسن شحاتة جلسته مع اللاعبين الي اليوم بعد صلاة الجمعة. ولا أنسي عندما أكد لي الكابتن اسماعيل يوسف المدرب العام للفريق علي رفض الجهاز الفني واللاعبين حتي الإستفسار عن مكافآت الفوز بالبطولة لأن هدفهم فقط هو إسعاد الجماهير وليس الحصول علي مكافآت الفوز. عدم التفاؤل "بالفانلة" الجديدة وقد حاول شحاته بكل الطرق إبعاد اللاعبين عن أي شئ يشتت تركيزهم أو يأخذ من وقتهم فرفض اللعب "بالفانلة" الجديدة للفريق والذي تعاقد عليها الزمالك ووصلت قبل اللقاء بأيام وذلك حتي لا ينشغل اللاعبون بالحديث عن تصميمه الجديد سواء بالإيجاب أو بالسلب ، وهو ما فسر البعض بانه رفض اللعب بها من باب التفاؤل والتشاؤم ، وذلك علي الرغم من ان مسئولي إدارة التسويق في النادي كانوا يرغبون في إرتداء الزي الجديد في نهائي الكأس حتي يستطيعون تسويقه خاصة ان النادي سيحصل علي نسبة من بيع الفانلة الجديدة.وتعد مشاركة حازم امام رغم إصابته أحد أسباب خسارة المباراة، حيث تعرض اللاعب للإصابة في المران الأخير الذي سبق المباراة وقام طبيب الفريق بإعطائه حقنة مسكنة من أجل المشاركة في اللقاء، وذلك بدلاً من ان يبدأ الجهاز الفني بمشاركة أحمد سمير صاحب الخبرة الكبيرة في نفس المركز والذي لم يستفد الزمالك منه حتي الآن نظراً لعدم مشاركته مع الفريق. وقد خرج حازم من المباراة بعد ان تم تبديله بنزول عمر جابر والذي لم يقدم المستوي المطلوب منه هو الآخر علي الرغم من تألقه خلال مباراة المنتخب أمام النيجر الأخيرة وكان سبباً في إحراز الأهداف. غيرة الميرغني وصلاح وربما تكون الغيرة الشديدة بين كل من ابراهيم صلاح وأحمد الميرغني لاعبي خط الوسط هي سبب خسارة الزمالك للمباراة حيث انه من المباراة الأولي لحسن شحاتة مع الفريق لم يتفق اللاعبان داخل الملعب نهائياً ولم يكن بينهما أي نوع من أنواع التفاهم ، وتشعر عندما تشاهد أي مباراة يشارك فيها اللاعبان ان كلا منهما يحاول اثبات انه الأفضل في مركزه علي الرغم من ان التعاون فيما بينهما سوف يدفع الزمالك لتحقيق الفوز والسيطرة علي منطقة وسط الملعب، وربما تكون مباراة حرس الحدود التي غاب عنها ابراهيم صلاح للإيقاف أكبر دليل علي ذلك فقد ظهر خط وسط الزمالك في تلك المباراة في حالة من الإتزان والقوة بعدما لعب عمر جابر في خط الوسط بجوار أحمد الميرغني فلم نجد فريق الحرس سيطر علي تلك المنطقة مثلما كان يحدث في مباراتي وادي دجلة والجونة الذي استطاع فيها الفريقان إحراز أهداف عن طريق حسن مصطفي وعاشور الأدهم لاعب خط الوسط من خلال التسديد من خارج منطقة الجزاء بسبب عدم وجود أي رقابة. ورغم ان الكابتن حسن شحاتة نبه كثيراً قبل المباراة علي ان الفريق الذي سيمتلك خط الوسط الأقوي هو من سيفوز بالمباراة الا ان اللاعبين تناسا ذلك تماما واهتم كل منهما بالظهور بشكل جيد دون أي تعاون واضح فيما بينهما فأنفصل خط الوسط عن التواجد الدفاعي أو الهجومي وظهر اللعب العشوائي والفردي لكل من الميرغني وابراهيم صلاح وذلك كان أهم أسباب خسارة الزمالك، لذلك علي حسن شحاتة ان يحسن العلاقة بين اللاعبين من أجل التعاون فيما بينهما داخل الملعب أو يدفع بعمر جابر في وسط الملعب بدلاً من ابراهيم صلاح ليحل تلك الأزمة. منصف أضعف عبد الواحد وربما كشفت تلك المباراة لحسن شحاتة ضرورة التعاقد مع حارس مرمي جديد خاصة بعد الحالة السيئة التي ظهر عليها عبد الواحد السيد خلال المباريات الأخيرة بضعف مستواه كثيراً ، وذلك رغم تواجد مدرب معه علي أعلي مستوي وهو الكابتن أحمد سليمان مدرب حراس المرمي ، الا ان مستوي عبد الواحد ضعف كثيراً منذ أن رحل عن النادي الحارس محمد عبد المنصف وذلك بسبب شعوره بأنه سيظل الحارس الأساسي وليس هناك من ينافسه في الزمالك علي الرغم من وجود محمود عبد الرحيم جنش الا ان قلة خبرته لا تجعله ينافس عبد الواحد. ورغم انه كان سبباً في رحيل الحضري عن الفريق بسبب الغيرة الكبيرة بينهما الا انه منذ ذلك الوقت لم يرتق مستواه لمستوي الحراس الكبار ، وأصبح يتحمل الكثير من الأهداف التي تدخل مرماه كما انه يتحمل مسئولية كبيرة في هزيمة الزمالك من انبي. وربما أيقن الجهاز الفني علي ضرورة التعاقد مع حارس جديد بداية من يناير المقبل ليحرس عرين الزمالك في الفترة القادمة أو الدفع بالحارس جنش من أجل إعطائه الخبرة اللازمة لحراسة مرمي الزمالك. أزمة الحكام الأجانب وقد كشف لي أحد أعضاء الجهاز الفني عن غضب الكابتن حسن شحاتة من مجلس الإدارة قبل المباراة بسبب التصريحات التي خرجت منهم برغبة الزمالك في تولي حكام أجانب مهمة إدارة المباراة، حيث جاء هذا التصريح علي عكس رغبة الجهاز الفني خاصة أن الزمالك يلاعب فريق غير جماهيري وان أي حكم مصري كان سيفكر ألف مرة قبل أن يحتسب خطأ ضد الزمالك خلال المباراة في ظل الحضور الجماهيري الكبير، وانه لو كان حكم المباراة مصريا لما احتسب ضربة الجزاء التي حصل عليها انبي. ميدو يكتفي بالترجمة يأتي هذا في ظل الإختفاء الكبير للمهاجم أحمد حسام ميدو الذي يحصل علي سبعة ملايين جنيه في الموسم ولم يقدم حتي الأن أوراق إعتماده في الفريق رغم الضجة الكبيرة التي صاحبت إنضمامه للزمالك، ورغم ذلك لم يستطع إنقاص وزنه من أجل المشاركة مع الفريق منذ أكثر من ثلاثة أشهر وهو السبب في إبعاد حسن شحاتة له من المشاركة في المباريات حتي الآن، خاصة ان اللاعب لم يستطع إنقاص وزنه منذ ان كان في معسكر إعداد الفريق في النمسا. وربما أكتفي ميدو بدور المترجم في الفترة الأخيرة لكل من المهاجم البنيني رزاق والمدافع الغاني كريم الحسن لينقل لهما تعليمات الكابتن حسن شحاتة خلال المحاضرات الفنية التي تسبق التدريبات ، وهو الدور الذي لا يحتاج منه لمجهود كبير مثل خفض وزنه!!.