بقلم : جميل چورچ gamil 2008 @ yahoo.com بدأت حرائق موسم الصيف هذا العام مبكرا، قبل موعدها بشهر تمشياً مع ظاهرة التغيرات المناخية.. في اسبوع واحد شب حريق في مصنعين كبيرين في مدينة السادس من أكتوبر ومخزن للكاوتشوك في مصر الجديدة وآخر لشركة مرسيدس بابو رواش .. وكانت النكتة التي حزنت لسماعها عندما أعرب بعض رجال الأعمال عن مخاوفهم علي رأس مالهم، وهم الذين يؤمْنون علي مشروعاتهم بأقل من قيمتها، ويبخلون علي تأمين مصانعهم بأجهزة الانذار المبكر والإطفاء والاهتمام بالأمن الصناعي بل ان العاملين في هذا الشأن هم مجرد ديكور، وهنا السؤال ماذا يضير أصحاب المصانع المجتمعين في مكان واحد لو انشأوا وحدة اسعاف ومطافيء خاصة، أسوة بتجربة مدينة العاشر من رمضان. إن علي رجال الأعمال المساهمة بدور ايجابي للتخفيف عن الدولة التي تعاني عجزا كبيرا في الموازنة، والمديونية الداخلية والخارجية، ورغم ذلك تقدم لهم الحوافز لزيادة الانتاج وتشجيعهم علي التصدير . وكلنا يتذكر عندما شب حريق مجلس الشوري، وقتها أعلنت الحكومة عن انشاء لجنة دائمة لتأمين المنشآت الحكومية، وتطهير كل اسطح ومخازن المصالح من المخلفات، وتكوين صندوق تساهم فيه المنشآت لدعم اجهزة الوقاية والاطفاء وعددها 861 ألف منشأة.. وانطفأ حريق مجلس الشوري، وانطفأت التصريحات مثل تصريحات كثيرة سابقة تحدثت عن طائرات الاطفاء والتفتيش الدوري علي المنشآت للتأكد من سلامة الأمن الصناعي ضد الحرائق والحوادث.. ويبدو اننا حصلنا علي »ڤاكسين« ضد تصريحات المسئولين في وزارة البيئة والمحليات. وتشير التقارير الرسمية ان المنشآت شهدت خلال عام واحد 83 ألف حريق، ودفعت شركات التأمين 007 مليون جنيه! والغريب ما كشفت عنه تقارير المتابعة التي أكدت ان ليس من حق أي منشأة قطاع عاما التأمين علي نفسها إلا بموافقة الوزير المختص بنص القانون! كما انه لا تزال هناك مواقع حيوية وترفيهية وتاريخية لا تزال غير مؤمنة ضد الحرائق والسرقات التي امتدت لمطبعة البكنوت الخاصة بالبنك المركزي ! .. وتزداد الخطورة لتواجد مخازن الكاوتشوك والبطاريات والجلود والكيماويات وسط عمارات شاهقة، وفي مناطق سكنية كثيفة بالسكان وخير نموذج عمارة رمسيس منذ شهور. والطريف عندما تقع الكارثة تظهر التقاريرالمحبوسة بالادراج لتؤكد انه سبق إنذار اصحابها لكنهم لم يلتزموا، لذلك استحقوا ما لحق بهم ، وجيرانهم الذين لم يبلغوا! بينما قد يكون جيرانهم قد أبلغوا لكنهم جعلوا اذنا من طين واخري من عجين، ان هناك الكثير من المنازل التي حولت الطوابق الأولي إلي محلات ومخازن للاسفنج والمشمعات دون اجراءات حمائية أو تفتيشية إلي ان تحدث الكارثة لان الاحياء مشغولة باشياء اخري اما وزارة البيئة فهي مهتمة بالتغيرات المناخية. ان اطفاء الحرائق قبل نشوبها هو مسئوليتنا جميعا.