Medhat [email protected] هناك ساعات من العمر نتمني لو لم نعشها.. وهكذا كانت الساعات التي قضيتها أمام شاشة التليفزيون أنتقل من قناة إلي أخري أتابع في ذهول والحزن يكاد يقتلني وأنا أري ما يحدث أمام ماسبيرو.. حرب شوارع ودماء مصرية تسيل وجنون مطبق.. مصر تضيع أمام عيني.. يا ليتني مت قبل هذا اليوم.. كيف حدث ما حدث.. فلنتأمل ونتكلم ونحاول أن نفهم دون محاولة للوقيعة أو الإدانة أو إذكاء نار الفتنة بين جميع الأطراف.. لأن بصراحة المشرحة مش ناقصة قُتله. منذ نجاح الثورة حدثت وقائع شبيهة بما حدث في كنيسة ماريناب ولكن النتيجة لم تكن بتلك الفداحة.. الكشح.. ثم امبابة.. فماذا فعلنا.. هل حققنا وأمسكنا بالجناة وقدمناهم إلي المحكمة ونالوا ما يستحقون؟! لم نفعل.. شكلنا لجنة لتقصي الحقائق.. ومادامت هناك لجنة فتأكد أن الحقائق لن تظهر.. ستلتقط الصور وتذاع أغنيات عن الوحدة الوطنية ونتحدث عن المؤامرات الخارجية ثم ننسي كل شيء إلي أن تحدث كارثة أخري.. ما يميز الإنسان عن الحيوان.. أن الإنسان له ذاكرة.. أما نحن.. فلا. المانشتات تملأ الجرائد بعد حادث ماسبيرو..، إصدار قانون دور العبادة الموحد بعد أسبوعين.. يا سلام.. ولماذا لم يصدر منذ شهرين أو أسبوعين؟! لماذا دائماً رد فعلنا بطيء وأداؤنا مترهل وينتظر وقوع المصيبة ثم يبحث عن الحل؟! رئيس الوزراء د. عصام شرف.. ماذا تنتظر حتي تعود للميدان كما وعدت..؟! حتي البيان الذي ألقيته بعد كارثة ماسبيرو كان غاية في السطحية والكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.. ناهيك عن اللغة العربية الركيكة وأخطاء التشكيل القاتلة في نطق الكلمات. ألم تجد من يشكل لك الكلمات.. يا رجل أنت رئيس وزراء مصر وليس اليونان.. نرجوك ارحل ومعك وزير الداخلية.. فالرجل طيب ومريض والمسئولية أكبر منه. ننتظر من المجلس العسكري بياناً جامعاً مانعاً عما حدث.. الصمت أو الاختصار لا يفيد بل يؤدي إلي اتساع الفجوة بين الجيش والشعب وهذا ما لا يتمناه أحد.. يؤدي إلي ارتفاع نبرة هواة الوقيعة والصيد في الماء العكر وهم للأسف كثيرون.. الجيش خط أحمر..، والشعب أيضاً. أداء التليفزيون المصري كان مخجلاً ومزرياً يدعو للأسف والامتعاض.. ولكن أيضاً أداء الإعلام الخاص معظمه علي الأقل كان فاجعاً ويدعو لإذكاء نار الفتنة.. يرمون بمصلحة الوطن من أجل الإثارة والمنافسة وجلب الإعلانات.. ولأن الشيء بالشيء يذكر.. أين قانون من أين لك هذا.. ليسألوا أصحاب القنوات الخاصة التي انتشرت كالنار في الهشيم بعد الثورة وكلها بالمناسبة تخسر مصدر تلك الأموال الطائلة.. هناك رائحة عفن وفلول..، الغسيل عندما يظل في الظل.. يتعفن. ما معيار اختيار الوزراء والمحافظين..، هل هو الصداقة.. أم المصلحة أم ماذا.. وما سر وجود محافظ أسوان الذي أشعل فتيل الكارثة في منصبه من قبل الثورة إلي ما بعدها.. وهو علي أقل تقدير لا يملك أي حس سياسي. الاستجابة لتفعيل قانون الغدر وتعديل نظام الانتخابات.. بالتأكيد له علاقة بما حدث.. كيف لا يتم التحقيق مع فلول الحزب الوطني في الصعيد الذين هددوا بمليونية.. لقد أثاروا وهددوا السلام الاجتماعي.. وكان يجب اعتقالهم وإلا.. فأين هيبة الدولة؟! بالمناسبة تغيير محافظ قنا بعد أن قطع الناس خطوط السكك الحديدية كان أول مسمار في نعش تلك الهيبة. صرحت السيدة جيهان السادات أن زوجها مات مديناً بألف جنيه.. ولا تعليق.. غير أنه موسم ادعاءات البطولة والشرف.. وما وصلنا إليه بدأه أنور السادات.. حتي الفتنة الطائفية.. فهو أول من أسس الجماعات الإسلامية لضرب التيار الناصري.. وهو أول من قال استناداً للكاتب الصديق جمال الغيطاني: أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة ولست رئيساً مصرياً لدولة مصرية. أرجوكم اذكروا محاسن موتاكم.. وبالتأكيد حكاية الألف جنيه ليست من تلك المحاسن.