لم تركع مصر أبدا علي مدار تاريخها الضارب في أعماق التاريخ. لم يستطع مستعمر أن يكسر أنفها، أو يجبرها علي الاستسلام بالمعني المعروف، احتلها كثيرون، نهبوا ثرواتها لعقود لكنهم أبدا لم ينجحوا في نهب شخصيتها التي جعلتها تبقي عبر التاريخ شامخة، ليس هذا فحسب بل ان مستعمريها ذابوا في بوتقتها، نهلوا من حضارتها ورحلوا، وبقيت هي. اليوم أخشي ان تركع مصر، بما رأيت، وبما سمعت، حاولت ان أكذب نفسي، أغلقت شاش التليفزيون، وحطمت الراديو لا أريد ان اسمع ان مصر في طريقها للركوع بعد ان استهدفوا عمودها الفقري. كل شيء يمكن ان نصبر عليه، الأزمة الاقتصادية، تراجع التعليم، تراخي الشرطة، انعدام النظافة، انتشار الفساد والمحسوبية، لكننا أبدا لن نصبر علي »قسم« الظهر، أهلنا من الأقباط غاضبون، ولهم الحق، ولكن للغضب سقف. والحكومة التي جاءت بعد الثورة كتبت شهادة وفاتها مع أحداث ماسبيرو الأخيرة.. هي حكومة فاشلة، عاجزة، مترددة، لا تملك رؤية. اذهب يا شرف، بشرف، وتعالوا نبكي بحرقة علي اللي راح.. فالقادم أخشي أن يكون أسوأ. [email protected]