نقلة حضارية ونوعية شهدها معرض الكتاب هذا العام الاستثنائي الذي يواكب احتفاله باليوبيل الذهبي.. فكانت رائعة فكرة انتقاله لمركز المعارض الدولية بالتجمع.. المكان منظم مرتب نظيف.. والتجوال بين القاعات المختلفة يسير واضح.. تعرف مسارك بسهولة ويسر إلي دار النشر التي تبحث عنها.. عرض الكتب في حد ذاته من خلال منصات موحدة منتظمة متساوية الارفف والارتفاع.. وترتيب الكتب واصطفافها أضفي هيبة وجمالاً علي السلعة الثقافية الأهم »الكتاب المطبوع» والتي تصور البعض انه قد يعاني من انحسار في ظل الكتب الإلكترونية المنتشرة عبر النت.. غير أن الإقبال غير المسبوق من الزوار والذي تجاوز 2 مليون يؤكد عكس ذلك.. والرائع أيضا أننا لم نرَ هذا العام الشباب المتسكع الذي كان يرتاد المعرض بغرض التنزه والسمر وقضاء الوقت في الترفيه اللهم الا قليلا جدا.. بينما غالبية الزوار كانوا جادين ملتزمين بالنظام ينتظر كل منهم دوره في الدخول في هدوء بصورة حضارية رائعة.. لم نسمع أصواتا عالية ولا عن متمردين خارجين عن الطوابير الطويلة ولم نر من يرمي القمامة والمخلفات علي الارض.. ونخلص من ذلك ان المصريين عندما يجدون نظاما جادا يحترمونه ويلتزمون به.. لعل السلبية الوحيدة في معرض هذا العام هي سعر الكتاب الذي لا يزال يعاني من قفزة بصورة مستفزة مبالغ فيها. فلا افهم مثلا لماذا نجد روايات الأديب العالمي نجيب محفوظ في طبعات قديمة بينما سعر الكتاب تجاوز الأربعين جنيها!!.. وهي التي كانت تباع بخمسة جنيهات فقط لا غير وهناك كتب لمؤلفين مغمورين تجاوزت الخمسين والسبعين جنيها..!!.. بالاضافة إلي استمرار انتشار الكتب الصادرة باللغة العربية العامية.. اقصد اللهجة المصرية.. هل هو نوع من الاستسهال الذي سمح لكل من هب ودب بتأليف كتاب كده سلق بيض في نصف ساعة أم نتيجة للجهل بلغتنا العربية الفصحي الرصينة؟!