تحدثنا في مقالات سابقة عن زواج الملكة حتشبسوت من أخ لها غير شقيق وهو ابن من زوجة ثانوية للملك تحتمس الأول والد الملكة.. ولم يكن تحتمس الثاني له حق تولي الحكم لأنه من زوجة ثانوية لذلك قد يكون زواجه من حتشبسوت وتولي الحكم عام 1520 ق.م. قد يعطي له الحق الشرعي تحت اسم تحتمس الثاني أو اسم العرش »عا خر ان رع». وقد حكم مصر حوالي 15 عامًا ويعتقد أن هذا الزواج قد تم قبل وفاة الملك تحتمس الأول بوقت قصير وكانت الملكة تبلغ من العمر حوالي 15 عاما وكان زوجها أصغر منها سنا حوالي 3 سنوات.. وللأسف الشديد لا توجد لدينا أي تسجيل لمراسم الزواج الملكي الذي حدث بين هذين الزوجين. وقد توفي الملك تحتمس الأول بعد فترة قصيرة من هذا الزواج وقد قاموا بعمل المراسم الجنائزية لنقل جثمان الملك إلي مقبرته والتي بناها مهندسه »أنيني» وترك داخلها نصاً يقول »بنيت مقبرة ملكية ولا من شاف ولا من رأي» والحقيقة أن هذا النص قد جعل البعض يناقشه، ما معني لم يشاهد أحد وهو يبني مقبرة الملك - وماذا عن العمال الذين بنوا المقبرة. ونعرف أن هؤلاء العمال كانوا يعيشون داخل قرية دير المدينة ولدينا تسجيلات رائعة عن حياتهم وعن المقابر التي دفنوا فيها ويعتقد أن المهندس »أنيني» هو الذي بني المقبرة رقم 20 وذلك لدفن الملك تحتمس الأول وبعد ذلك جاءت الملكة حتشبسوت وقامت بتوسيع المقبرة ودفنت فيها أيضاً وخاصة لأن هيوارد كارتر الذي كشف عن هذه المقبرة قد عثر بالداخل علي تابوت الملك تحتمس الأول والذي يوجد حالياً بمتحف بوسطن للفنون الجميلة ويعتبر إبداعا فنيا غير عادي بالإضافة إلي تابوت الملكة حتشبسوت الموجود بالمتحف المصري حالياً. ولكن حفيده الملك تحتمس الثالث قد قام بنقل مومياء جده إلي المقبرة رقم 38 وهناك آراء أن هذه المقبرة قد أمر الملك تحتمس الثالث ببنائها، وفي هذه الحالة يمكن أن نقول أن أول مقبرة بنيت في وادي الملوك هي المقبرة رقم 20 والتي تخص الملكة حتشبسوت. وقد قام الملك تحتمس الثاني والملكة حتشبسوت بالإشراف علي بناء المقبرة والمعبد الجنائزي والذي بني بعيداً عن المقبرة وتم وضع الأواني الكانوبية داخل صندوق والتي تحتوي علي أحشاء الملك المتوفي وكذلك الأواني المرمرية الأربعة التي أهدياها لذكري أبيهما. وبعد ذلك أعلن في البلاد عن تولي الملك تحتمس الأول عرش البلاد بصفة رسمية بل ووصف بأنه الصقر في العش... إن ملك مصر العليا والسفلي (عا خران رع) يحكم الأرض السوداء ويحكم الأرض الحمراء، وتوج في احتفال مهيب وفي نفس الوقت أطلق علي الملكة حتشبسوت اسم زوجة الملك وسوف نري بعد ذلك كيف استطاعت هذه المرأة القوية أن تستغل ضعف زوجها وتصبح زوجة قوية تحكم البلاد رغم أنها لم تصبح ملكا علي مصر بعد.