دخلت احتجاجات حركة »السترات الصفراء» أمس أسبوعها السادس علي التوالي، علي خلفية المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها فرنسا، إلا أن هذه الاحتجاجات كانت أقل بشكل واضح من التي شهدتها العاصمة باريس وباقي المدن خلال الأسابيع الماضية. وسعي متظاهرو »السترات الصفراء» إلي تحقيق تعبئة جديدة لهم في جميع أنحاء فرنسا قبل ثلاثة أيام من عيد الميلاد، وطالب المتظاهرون السلطة التنفيذية والرئيس إيمانويل ماكرون باتخاذ إجراءات جذرية لتحسين الأوضاع الاجتماعية. وواصل المتظاهرون تعطيل حركة المرور أمس في إطار الاحتجاجات التي أجبرت ماكرون علي العدول عن سياسات لا تحظي بالشعبية وأثرت سلبا علي الاقتصاد الفرنسي. وعشية هذا اليوم الجديد من التعبئة أقر مجلس الشيوخ الفرنسي سلسلة إجراءات طارئة اقتصادية واجتماعية »لتهدئة» البلاد».وكانت السلطات الفرنسية قد استعدت لمواجهة الموجة السادسة من الاحتجاجات حيث أغلقت قصر فرساي أمام الزوار، بعدما ذكر مكتب جان جاك برو المسؤول في إدارة منطقة إيفلين في وقت سابق أن 1400 شخص أعلنوا علي موقع فيسبوك أنهم سيشاركون في تجمع أمام القصر، الذي يزوره سنويا ملايين السياح، لإسماع مطالبهم التي يرتبط معظمها بالقدرة الشرائية. ودعت الشرطة المحلات التجارية في باريس التي يفترض أن تكون مكتظة بمناسبة عيد الميلاد إلي »التزام الحذر». فيما أشارت وزارة الداخلية الفرنسية إلي نشر قوات أمنية »متكافئة وتم تكييفها» بدون أن تذكر عددها.وأعادت السلطات الفرنسية نشر حوالي 69 ألف رجل شرطة بينهم ثمانية آلاف في باريس تساندهم آليات مدرعة تابعة للدرك. وفي باريس أغلقت كل محطات المترو التي تؤدي إلي الشانزليزيه وكذلك محطة ميروميسنيل المؤدية إلي وزارة الداخلية ومقر الرئاسة قصر الاليزيه. وتأتي هذه التحركات غداة مصادقة البرلمان الفرنسي علي سلسلة من القوانين التي تشكل تنفيذا لقرارات أعلنها ماكرون مثل إعفاء الموظفين من الضرائب علي الساعات الإضافية ودفع مكافأة استثنائية معفاة من الضرائب للموظفين الذي يتقاضون حتي 3600 يورو سنويا. وأعلنت السلطات الفرنسية أمس مقتل شخص خلال احتجاج »السترات الصفراء» في حادث طريق ليرتفع بذلك عدد الوفيات المرتبطة بالاحتجاجات المناهضة للحكومة في فرنسا إلي عشرة أشخاص.