سامح عاشور قال جمال حمدان: ان كل مصري ناصري، وان الناصرية هي المصرية كما ينبغي ان تكون.. وقال انت مصري اذن انت ناصري.. وقال كلنا ناصريون حتي لو لم ندر او لم نقبل، كلنا جمال عبدالناصر حتي لو انفصلنا عن او رفضناه كشخص او كإنجاز، كل حاكم بعد عبدالناصر لا يملك ان يخرج عنه الناصرية إلا لو خرج عن مصريته.. وقال: يمكن لكل مصري ان يرفض جمال عبدالناصر ولكنه لا يستطيع ان يرفض الناصرية، والا كان رافضا لمصريته، فلا مهرب للمصري من الناصرية.. فهي قدر مصر ومستقبلها. بهذه الكلمات بدأ سامح عاشور رئيس الحزب الناصري كلماته عن جمال عبدالناصر.. قائلا: ان المصري الذي ولد قبل الناصرية او بعدها.. اختلف مع عبدالناصر او اتفق معه، فان الجميع لا يختلف ابدا علي مصداقية عبدالناصر وانحيازه للشعب ووطنيته. سألت سامح عاشور عن وجه الشبه »الذي يراه« بين ثورة يوليو 25 وثورة 52 يناير؟ قال: هناك اوجه للشبه كثيرة جدا بين الثورتين، ثورة يوليو قامت لتحارب الفساد.. وكذلك ثورة يناير قامت ضد الفساد.. ثورة يوليو قامت ضد قواعد اللعبة الاجتماعية القديمة التي كانت تقوم علي الاقطاع المهيمن علي كل الموارد والاقلية المتحكمة والاغلبية الكاسحة الجائعة، وثورة يناير قامت من اجل هؤلاء ايضا.. ثورة يوليو جاءت ضد توريث لمن لا يستحق.. ثورة يوليو قامت ضد تزييف ارادة الشعب المصري، فحزب الوفد مثلا والذي كان يمثل القاعدة العريضة للمصريين لم يحكم سوي ثلاث سنوات منذ نشأ حتي حله، وثورة يناير قامت من اجل محاربة الديمقراطية المزيفة، فلا يوجد حزب يحكم اكثر من ثلاثين عاما ويحصل علي 001٪ في الانتخابات.. ثورة يوليو ويناير قامتا بسبب انعدام قواعد المساواة وتكافؤ الفرص واختلال مبدأ المواطنة.. كما تشابها في محاربة تبعية مصر للاستعمار البريطاني، ومن بعده التبعية لأمريكا واسرائيل »مع اختلاف الايديولوجيات«. سألته: وهل تري وجه اختلاف؟ اجاب: ليس اختلافا جوهريا مؤثرا علي اسباب الثورة ونتائجها، لكن يمكن ان نقول ان ثورة يوليو قام بها الجيش وحماها الشعب وايدها، فحكم من قاد الثورة.. اما ثورة يناير فقد قام بها الشعب وحماها الجيش ويحكمها »حتي الان« من حماها.. مشيرا الي ان ذلك اختلاف ظاهري اما الحقيقة بالنسبة للثورتين فهي انهما ثورة شعبية لها اسباب واهداف متقاربة الي حد كبير. سألته: برأيك ماذا بقي من جمال عبدالناصر؟ قال: المشروع.. اليوم نحن ندافع عن مكتسبات ثورة يوليو.. فعبدالناصر ليس شخصا بل هو مشروع، وان كل ما يحدث هو عودة الي نظام عبدالناصر.. ليس طريقة الحكم ولكن عودة لمشروع عبدالناصر والذي يتلخص في: الحفاظ علي المال العام.. وقف تصدير الغاز لإسرائيل.. حصار السفارة الاسرائيلية.. طرد السفير الاسرائيلي.. كل هذا وغيره مشروع عبدالناصر. وهل تري ان هناك افكارا لعبدالناصر قابله للتنفيذ بعد مرور اكثر من اربعين عاما علي وفاته؟ قال: اري ان الوحدة العربية هي احد مشروعات عبدالناصر القابلة »جدا« للتنفيذ.. فمشروع الوحدة طبقته اوروبا واستفادت اقتصاديا بشكل واضح للجميع.. والمهم ان نبدأ سواء بالوحدة الاقتصادية او الثقافية او التعليمية او في مجال الزراعة او الصناعة، فمشروع الوحدة العربية سينفذ الأمة العربية كلها من ازماتها الاقتصادية الطاحنة. قلت: نعود مرة اخري الي ثورة يناير حيث رفع الثوار صورة عبدالناصر قائد ثورة يوليو.. ماذا تري في ذلك؟ قال: عبدالناصر ظلم عقب وفاته، لكن الشعب المصري أنصفه بعد مرور اكثر من 04 عاما علي وفاته، عندما رفع ثوار يناير صورة قائد ثورة يوليو، كانوا يوصلون رسالة ان شعارات يوليو ويناير واحدة وهي الحرية والعدالة الاجتماعية.. وهذا هو مفتاح شعبية عبدالناصر، فلا حرية بلا عدالة اجتماعية.. ولا ديمقراطية بين شعب لا يملك قوت يومه.. ولا قيمة لصندوق الانتخابات اذا كان الذي يدلي بصوته جائع ويصوت لمن يملك المال ويستطيع ان يسد جوعه.. واضاف عاشور رئيس الحزب الناصري ان الامة العربية نفسها انصفته في الشدة.. في ايام الانكسار والانتصار، فعندما ضربت غزة، وعندما احتلت العراق، وعندما عانت الكويت وقهرت الامة العربية.. رفعت الشعوب صور عبدالناصر، كأنها تستغيث به.. وعندما انتصر حزب الله في لبنان علي الصهاينة.. عبر الشعب اللبناني عن النصر برفع صورة عبدالناصر، فهي تستدعي عبدالناصر في النصر وعند الهزيمة. سألته هل تري لعبدالناصر مساويء او اخطاء؟ قال: كأي انسان، عبدالناصر ليس معصوما، فمثلا لم يضع عبدالناصر قيودا علي اجهزة الدولة للتعامل مع خصوم الثورة، فحدثت تجاوزات من البعض وهي تجاوزات تحدث في اي ثورة الا اننا لا نستطيع ان ننكر انها اخطاء وتجاوزات.. كما لم يهييء عبدالناصر الشعب لاستقبال حلوله او طموحاته.. ايضا دخل في اكثر من معركة في توقيت واحد مما سهلت لاعدائه ضربه في سنة 7691. هناك من يتهم الحزب الناصري بأنه يسيء لعبدالناصر فهل تري ذلك؟ اجاب: بالقطع هناك من يسيء لعبدالناصر داخل الحزب.. فلا يجب ان يكون في الحزب عميل للامن او للحكومة.. ولا يجب ان يكون داخل الحزب مخرب، ولا مهادن لأمريكا او اسرائيل.. لكن في النهاية هي حالات فردية وموجودة في كل التيارات السياسية والمؤسسات وفي النظام نفسه، حتي عبدالناصر كان معه خونة. سألته عن الانظمة التي حاولت ان تمحو عبدالناصر وسبب ذلك؟ قال: السادات حاول ذلك ومبارك قفز فوق الاحداث وكأنها لم تكن.. لكنهما في النهاية فشلا.. امريكا ايضا حاولت ان تمحو مشروع عبدالناصر، بالاضافة الي كثير من الحكام العرب.. الا ان عبدالناصر لم يكن شخصا بل مشروع، لذلك عندما قامت ثورة يناير تذكر الجميع مباديء ثورة يوليو ومشروع عبدالناصر. ما علاقة عبدالناصر بالاخوان المسلمين؟ اجاب: ان احدا لا يستطيع ان يقول ان عبدالناصر كان ضمن جماعة الاخوان المسلمين لكن كان مؤيدا من قبل الاخوان.. كان ناصر يمثل كل التيارات فهو امتداد من اليمين الي اليسار، هذا ما فعله عبدالناصر.. الا ان فكرة الثأر من عبدالناصر من بعض الذين تعرضوا للسجون »من الاخوان المسلمين« ايام عبدالناصر هي التي تسيطر علي افكارهم.. لكني اؤكد ان اي منصف منهم لا ينكر دور عبدالناصر. اخيرا ما هي الصفات التي يجب ان يتحلي بها المرشح رئيسا للجمهورية؟ قال: لن نقيس المرشحين بأحد او نقارن بينهم وبين اخرين؟ فهذا ظلم وافتئات عليهم.. لكن يمكن ان نقول ان الشعب المصري يريد ان يكون في الرئيس: مينا الوحدوي.. وعدل عمر بن الخطاب.. وجسارة صلاح الدين.. وصلابة عبدالناصر.