[email protected] سبق ان تصدر باب نهر الفن في عدة مقالات سابقة عن العدالة الإعلامية المفقودة، وتفضيل فئة عن فئة.. واعتبار الممثل.. والمطرب.. هما كل شيء علي الشاشة الفضية.. وتجاهل باقي الفئات كالفن التشكيلي والأدب والشعر والموسيقي.. إلخ بالرغم من وجود بعض البرامج ولكنها لا تكفي ولا تتوافق مع البرامج الأخري التي تقدم مطربين وممثلين ولعيبة كورة.. وانهم جميعا كل شيء في هذا المجتمع.. جاءتني رسالة اليكترونية من الصديق الدكتور مصطفي أحمد يقول فيها: »عزيزي الدكتور أحمد نوار.. خالص تحياتي، درجت كعادتك أو كما يقال علي اثارة بعض من جوانبنا الثقافية والفنية التي تخمد جذواها احيانا وتشتعل أحيانا اخري وذلك في محاولة لاستنفار أو ايقاظ لسبات دام طويلا.. لعل في ذلك تحريكا لمياه راكدة أو تغييرا لمفاهيم خاطئة سادت حياتنا باختلاف انماطها الفنية »فنون تشكيلية وتطبيقية سينمائية ومسرحية وتليفزيونية...إلخ« ان فنونا دون فنون استولت علي الساحة الإعلامية في مصر منذ عقود طويلة علي عكس دول كثيرة تعطي للفنون التشكيلية والتطبيقية مجالا أوسع وأرحب.. ولعل فرنسا وهي نبع نهل منه العديدون من فناني التصوير والنحت وغيرهم من أصحاب الفكر والثقافة الفنية إن الحياة الفنية هناك لا تفرق بين الفنون بأشكالها فكل منها له سطوته ومكانته في جميع المجالات الإعلامية.. فالمجلات والجرائد والبرامج الإذاعية والتليفزيون لا تسلط أضواءها علي نجوم السينما والرياضة فقط كما يحدث عندنا بشكل سافر ومستفز بل إنها تعطي أيضا للمفكرين والمثقفين والأدباء والفنانين حقهم من الإعلام مثل فرنسا التي أقامت متحفا »لمونيه« ولم تقم لموريس شيفاليه أو آلان ديلون مثلا وليدز التي أقامت متحفا »لهنري مور« ولم تقمه للورانس أوليفيه أو روجر مور.. »وجلاسجو« أقامت معرضا ومتحفا للفنان التطبيقي »ماكنتوش« ولم تقمه لستيوارت جرينجر أو كاترين زيتاجونز.. هكذا مدريد »بيكاسو« وإيطاليا بتجمعاتها المتحفية في أرجائها وروما.. وفينسيا.. بيزا.. إلاَّ هنا فإن الجميع يتواري خلف نجوم شاشتنا الفضية والبلاستيكية.. ودمتم مدافعاً عن حقوق فناني مصر نحاتين وشحا....!! عزيزي أحمد نوار علي فكرة في فرنسا متحف لعمر النجدي في ضاحية GIVERNI أما هنا!!! بدون شك رسالة بليغة وتتجه نحو هذه الغضبة المطروحة فالإعلام ظالم للعديد من الفنون.. وليس عادلاً في تقديم فناني مصر بما يرتقي بفنهم وقيمتهم.. وأستطيع أحياناً القول بأن التليفزيون والإذاعة لا يمتلكان ضمن كوادرهما متخصصين في هذه المجالات.. لا معدين ولا مقدمين.. وبالتالي أصحاب القرار يستبعدون هذه الفنون لعدم قدرتهم علي القيام بهذه المهمة.. في الوقت نفسه لا تسعي جميع أصناف الإعلام بأن تعد جيل قادرا علي القيام بهذه المهمة الثقافية، ومن العبث أن يبث التليفزيون برنامجا وحيدا إسمه »جاليري« عن الفنون التشكيلية.. أولاً الإسم ليس عربياً!؟ ثانياً ناهينا عن الإعداد والإخراج فإنه يبث في الثانية والنصف صباحاً!؟ برنامج أسبوعي. أما المتاحف فقد أنشأت وزارة الثقافة عدداً من المتاحف وطوَّرت البعض خلال ربع القرن الماضي ولكن معدلات الإنجاز لا تتوافق مع الكم المطلوب إنشاؤه بمصر، وقد سبق كاتب المقال بتقديم مشروع شامل لمتاحف مصر خلال القرن الواحد والعشرين كاملاً.. وكان تتضمن إنشاء حوالي 593 متحفاً خلال هذا القرن ووافق عليه المجلس الأعلي للآثار.. وبدأ بالفعل ولكن ببطء شديد، أما علي الجانب الآخر فيجري إنشاء متحفين كبيرين علي مستوي العالم وقد وضع فاروق حسني وزير الثقافة هذه المتاحف كأولوية وبالفعل سيكونان مفخرة لمصر، ولكن آمالنا كبيرة تصل إلي زراعة أرض مصر بالمتاحف.. لأن مصر، حباها الله بالإبداع الفني فهو متوافر.. فمن الطبيعي استثمار هذه الثروة.