اغتيال الرئيس الافغاني السابق برهان الدين رباني رئيس المجلس الاعلي للسلام ..الهيئةالمكلفة بملف المصالحة مع طالبان اشارة واضحة من طالبان برفضها التفاوض مع النظام العميل في افغانستان. وانذار لكل من تسول له نفسه التعاون مع حكومة قرضاي الموالية لامريكا بانهم سيلقون نفس المصير.. ومؤشر لفشل محادثات السلام التي كانت امريكا وقرضاي يأملان في التوصل لها مع طالبان.اغتيال رباني سلط الضوء علي تدهور الاوضاع الامنية في البلاد.المشكلة ان امريكا وقرضاي لا يدركان ان طالبان لن تتفاوض ابدا طالما بقي جندي اجنبي واحد علي الاراضي الافغانية.وانها ترفض الحكومة الافغانية التي تعتبرها عميلة.ثم ان اختيار رباني لرئاسة المجلس الاعلي للسلام كان استفزازا لطالبان ومؤشرا واضحا لعدم جدية امريكا وحكومة قرضاي للتفاوض من اجل السلام.معروف ان طالبان تحتقر بشدة رباني التي تعتبره من ألد اعدائها.وكانت طالبان قد اسقطت برهان الدين رباني عندما كان رئيسا لافغانستان في 1996 عندما اجتاحوا البلاد ووضعوا نهاية للقتال الدموي بين المجاهدين الافغان الذين نجحوا في تحرير بلادهم من القوات السوفيتية..ثم تقاتلوا في اطار الصراع علي السلطة.. كانت قوات رباني بقيادة احمد شاه مسعود هي اول من دخل كابول .. واعلن رباني نفسه رئيسا للبلاد في1992 ناقضا بذلك اتفاق مع الفصائل الست الاخري للمجاهدين بانشاءحكومة موحدة.. وانفرد بالحكم .. وكانت النتيجة حربا دموية بين الاخوة المجاهدين الاعداء مما ادي لسقوط 50 الف مدني..وتحويل كابول لانقاض. كان رجلان قد ادعيا انهما مبعوثان من طالبان للتفاوض مع برهان الدين رباني حول المصالحة ثم انحني احدهما علي كتف رباني وكان يضع متفجرات في عمامته مما ادي لانفجارها وقتل الرجل ورباني واربعة اخرون. كان رباني قد زعم اجراء محادثات مع طالبان في اكتوبر2010عبر طرف ثالث إلا ان طالبان كذبته. رباني كان قد اعلن في حديث للتايم ان رغبته في تدعيم المصالحة في افغانستان دفعته لقبول المنصب واضعا جانبا عداءه لطالبان. وألقي بالمسئولية علي المخابرات التابعة للجيش الباكستاني isi التي تسيطر علي طالبان وتوجهها . رباني ذهب لشمال البلاد بعد سيطرة طالبان علي البلاد واصبح زعيما للتحالف الشمالي بالاضافة لزعامته لحزب الجمعية الاسلامية ..ظل يحارب طالبان حتي الغزو الامريكي في 2001 بعد هجمات سبتمبر وهو ينتمي لعرقية الطاجيك ثاني اكبر عرقية في البلاد.. ومثل كثير من قيادات الجهاد في افغانستان برهان الدين رباني متهم بارتكاب انتهاكات ضد حقوق الانسان. تخرج رباني في كلية الشريعة الاسلامية في كابول ثم حصل علي الماجستير في فلسفة الاسلام من الازهر بالقاهرة ثم َدرَسَ في جامعة كابول وبسبب آرائه الداعمة للقضايا الاسلامية جرت محاولة للقبض عليه في 1974 احبطها طلبته . مع الغزو السوفيتي لافغانستان اتخذ له قاعدة في باكستان. وكان واحدا من7 جماعات جهادية حصلت علي دعم امريكا وباكستان.