بالفيديو.. أول تعليق من شقيق المفقود السعودي في القاهرة على آخر صور التقطت لشقيقه    مفاجأة أسعار الحديد والأسمنت اليوم 3 يونيو.. عز مزعل المقاولين    إعادة النظر في نظام استبدال نقاط الخبز المدعم    عودة نشاط قطاع التصنيع في اليابان إلى النمو    استطلاع: فوز مرشحة اليسار كلاوديا شينباوم بانتخابات الرئاسة فى المكسيك    الرئيس الأوكرانى يعلن افتتاح سفارة بلاده فى مانيلا خلال 2024    إعلام إسرائيلي: دوي صافرات الإنذار في الجليل الأعلى    حريق كبير إثر سقوط صواريخ في الجولان المحتل ومقتل مدنيين جنوب لبنان    ميدو يعلق على استدعائه للتحقيق بسبب ظهوره الإعلامي    موعد مباراة إنجلترا أمام البوسنة والهرسك الودية والقنوات الناقلة    حالة الطقس اليوم الاثنين 3-6-2024 في محافظة قنا    طلاب الثانوية الأزهرية يؤدون امتحان مادة القرآن الكريم.. فيديو    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 3-6-2024    سيدة تشنق نفسها بحبل لإصابتها بأزمة نفسية بسوهاج    حريق هائل يخلف خسائر كبيرة بمؤسسة اتصالات الجزائر جنوب شرق البلاد    كيفية حصول نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 بني سويف    ننشر أسعار الذهب في مستهل تعاملات الإثنين 3 يونيو    كلاوديا شينباوم.. في طريقها للفوز في انتخابات الرئاسة المكسيكية    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الاثنين 3 يونيو    تراجع أسعار النفط رغم تمديد أوبك+ خفض الإنتاج    متى تفتح العمرة بعد الحج ومدة صلاحية التأشيرة؟.. تفاصيل وخطوات التقديم    استشهاد 8 بينهم 3 أطفال فى قصف إسرائيلى على منزلين بخان يونس    ارتبط اسمه ب الأهلي.. من هو محمد كوناتيه؟    أفشة يكشف عن الهدف الذي غير حياته    الغموض يسيطر على مستقبل ثنائي الأهلي (تفاصيل)    التعليم: مصروفات المدارس الخاصة بأنواعها يتم متابعتها بآلية دقيقة    متحدث الوزراء: الاستعانة ب 50 ألف معلم سنويا لسد العجز    عماد الدين أديب: نتنياهو الأحمق حول إسرائيل من ضحية إلى مذنب    التصعيد مستمر.. غارة جوية على محيط مستشفى غزة الأوروبي    أمين سر خطة النواب: أرقام الموازنة العامة أظهرت عدم التزام واحد بمبدأ الشفافية    أحداث شهدها الوسط الفني خلال ال24 ساعة الماضية.. شائعة مرض وحريق وحادث    حماية المستهلك: ممارسات بعض التجار سبب ارتفاع الأسعار ونعمل على مواجهتهم    أفشة: هدف القاضية ظلمني.. وأمتلك الكثير من البطولات    خوسيلو: لا أعرف أين سألعب.. وبعض اللاعبين لم يحتفلوا ب أبطال أوروبا    أفشة ابن الناس الطيبين، 7 تصريحات لا تفوتك لنجم الأهلي (فيديو)    «زي النهارده».. وفاة النجم العالمي أنتوني كوين 3 يونيو 2001    أسامة القوصي ل«الشاهد»: الإخوان فشلوا وصدروا لنا مشروعا إسلاميا غير واقعي    محافظ بورسعيد يودع حجاج الجمعيات الأهلية.. ويوجه مشرفي الحج بتوفير سبل الراحة    فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وفقا لما جاء في الكتاب والسنة النبوية    «رئاسة الحرمين» توضح أهم الأعمال المستحبة للحجاج عند دخول المسجد الحرام    محمد الباز ل«بين السطور»: «المتحدة» لديها مهمة في عمق الأمن القومي المصري    وزير الصحة: تكليف مباشر من الرئيس السيسي لعلاج الأشقاء الفلسطينيين    تكات المحشي لطعم وريحة تجيب آخر الشارع.. مقدار الشوربة والأرز لكل كيلو    جهات التحقيق تستعلم عن الحالة الصحية لشخص أشعل النيران في جسده بكرداسة    إنفوجراف.. مشاركة وزير العمل في اجتماعِ المجموعةِ العربية لمؤتمر جنيف    الإفتاء تكشف عن تحذير النبي من استباحة أعراض الناس: من أشنع الذنوب إثمًا    دعاء في جوف الليل: اللهم افتح علينا من خزائن فضلك ورحمتك ما تثبت به الإيمان في قلوبنا    إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم دراجتين ناريتين بالوادي الجديد    تنخفض لأقل سعر.. أسعار الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الإثنين 3 يونيو بالصاغة    مصرع 5 أشخاص وإصابة 14 آخرين في حادث تصادم سيارتين بقنا    دراسة صادمة: الاضطرابات العقلية قد تنتقل بالعدوى بين المراهقين    محمد أحمد ماهر: لن أقبل بصفع والدى فى أى مشهد تمثيلى    إصابة أمير المصري أثناء تصوير فيلم «Giant» العالمي (تفاصيل)    الفنان أحمد ماهر ينهار من البكاء بسبب نجله محمد (فيديو)    رئيس الأمانة الفنية للحوار الوطني يعلق على تطوير «الثانوية العامة»    حالة عصبية نادرة.. سيدة تتذكر تفاصيل حياتها حتى وهي جنين في بطن أمها    وزير العمل يشارك في اجتماع المجموعة العربية استعدادا لمؤتمر العمل الدولي بجنيف    اللجنة العامة ل«النواب» توافق على موزانة المجلس للسنة المالية 2024 /2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس مبارك في خطاب مهم وشامل في عيد العمال:
المواطن البسيط المستفيد الأول من ثمار النمو.. ونواصل العمل لتحسين مستوي المعيشة
نشر في الأخبار يوم 06 - 05 - 2010

الرئيس مبارك اثناء خطابه فى عيد العمال أكد الرئيس حسني مبارك علي انحيازه التام ومساندته لحقوق العمال ومصالحهم.. مشددا علي الحفاظ علي تلك الحقوق والتصدي لمن يحاول النيل منها.
وجدد الرئيس مبارك خلال خطابه الشامل أمس في احتفال مصر بعيد العمال ثوابت العمل الوطني، مؤكدا ان المواطن البسيط هو المستفيد الاول من النمو والتطور الذي يتحقق في كل المجالات.
وأشار إلي أن العمل سيتواصل من أجل استعادة المعدلات الكبيرة للنمو بعد تجاوز تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية وبما يوفر المزيد من فرص العمل ويرتقي بمستوي معيشة المواطنين.
وأعلن الرئيس مبارك ان الاقتصاد المصري قوي، ويحظي بثقة كبيرة علي المستوي الدولي، وأن الجهود ستتواصل من أجل جذب المزيد من الاستثمارات العربية والاجنبية لتوفير أكثر من مليون فرصة عمل جديدة، بالاضافة الي تخصيص نصف مليار جنيه من أجل التدريب واعادة تأهيل العمال للارتقاء بقدراتهم التنافسية، مع اتخاذ اجراءات للسيطرة علي غلاء الاسعار الوافد الينا من الخارج.
وأكد مبارك انه يتابع التفاعل غير المسبوق في حركة المجتمع المصري، مشيرا الي ان هذا التفاعل جاء كثمرة للتعديلات الدستورية التي بادر اليها عامي 5002 و7002 وانه يعتبر هذا التفاعل ظاهرة صحية تؤكد حيوية المجتمع المصري.
وحذر الرئيس من ان ينزلق البعض بتفاعل المجتمع الي انفلات يعرض مصر وابناءها لمخاطر الانتكاس وانه لامجال في المرحلة الدقيقة المقبلة لمن يختلط عليه الفارق الساشع بين التغيير والفوضي.
وجدد الرئيس مبارك تمسكه باستكمال ما تعهد به خلال برنامجه الانتخابي من اصلاحات سياسية ترسخ دعائم الديمقراطية وتعزز استقلال القضاء وتنأي بالدين عن السياسة.. كما شدد علي ان الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة ستكون حرة ونزيهة.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس مبارك.
الإخوة والأبناء عمال مصر..
السيدات والسادة..
أتحدث إليكم في عيد العمال.. أتحدث لعمال مصر وعاملاتها .. ولأبناء الشعب بكافة محافظات الجمهورية. سيظل العمال - كعهدهم - في طليعة حركتنا نحو الحاضر والمستقبل الأفضل.. وإنني إذ أشاركهم احتفالنا السنوي بعيدهم.. أؤكد تطلعي لدورهم وإسهامهم في المرحلة المهمة المقبلة.. لننطلق معا بالعمل والإنتاج نحو آفاق جديدة.. لعمال مصر ومستقبل الوطن.
إننا مقبلون علي هذه المرحلة .. بثقة وعزم وأمل.. بعد أن وضعنا أقدامنا علي الطريق الصحيح.. نمضي في خطوات جديدة.. تحقق معدلات أعلي من الإنتاجية والإنتاج والصادرات.. ومعدلات أعلي من الاستثمار والنمو والتشغيل.. تتيح المزيد من فرص العمل.. تفتح أبواب الرزق للمصريين.. وترتقي بأوضاع العمال ومستوي معيشتهم.
إنني.. ونحن نتأهب لهذه الانطلاقة الجديدة.. أقول لعمال مصر.. سوف تجدونني دائما إلي جانبكم.. حافظا لعهدي معكم.. منحازا لقضاياكم وحقوقكم ومصالحكم.. ومتصديا لكل من يحاول الانتقاص من هذه الحقوق.
الإخوة والأخوات ..
أستعيد اليوم لقاءاتي العديدة بعمال مصر.. في احتفالنا السنوي بعيدهم.. وبشتي مواقع الإنتاج.. أستعيد ما حققناه خلال السنوات الماضية.. كيف كانت قاعدتنا الصناعية وأوضاع عمالنا؟.. وكيف صارت اليوم؟.
إن ما شهده قطاع الصناعة من تغير وتطور. هو جزء مما شهدته مصر.. الدولة والاقتصاد والمجتمع.. فانتقل بنا من معطيات الستينات.. لمتطلبات القرن الحادي والعشرين. واصلنا تشجيع الاستثمار المصري والعربي والأجنبي.. فصارت لدينا مدن صناعية متطورة.. قامت بأيديكم وعلي أكتافكم.. تأخذ بأحدث تقنيات العصر.. تتيح فرص العمل.. وتمتلك القدرة علي المنافسة في السوق المصري.. وأسواق العالم.
اصلاح أصول الدولة
كما قمنا في ذات الوقت باصلاح وتطوير الأصول المملوكة للدولة.. لدعم قدرة شركات قطاع الأعمال العام علي المنافسة.. بتطوير ادارتها.. وضخ استثمارات مباشرة للاحلال والتجديد والصيانة.. ولتقليص خسائر الشركات المتعثرة.. وتسوية مديونياتها. قمنا بذلك.. واضعين نصب أعيننا تحقيق استقرار أوضاع العاملين.. والنهوض بها.. وبرغم ما حققناه.. فلا تزال الحاجة قائمة لمراجعة دقيقة.. للتشريعات الحاكمة للعلاقة بين العمال وأرباب الأعمال.. بما يحقق عدالة وتوازن هذه العلاقة.. وتفعيل الرقابة عليها.. والتزام الشركات بمسئوليتها الاجتماعية.
زيادة الاستثمار وفرص العمل
إنني أطالب الحكومة والبرلمان.. بالعمل علي انجاز تعديلات القوانين ذات الصلة.. علي نحو يحقق الزيادة المطلوبة في النشاط الاقتصادي.. والمزيد من الاستثمار وفرص العمل.. ويسمح - في ذات الوقت - بتخارج الشركات في حالة اضطرارها لذلك.. مع توفير الضمانات القانونية للحفاظ علي حقوق العاملين.. بما في ذلك أولوية سداد مستحقاتهم المالية.. بضوابط تضمن الوفاء بهذه المستحقات دون مماطلة أو إبطاء.. ودون الإخلال بحماية مستحقات باقي الدائنين.
السيطرة علي الغلاء
لقد عملنا علي زيادة الأجور عاما بعد عام.. ليس من خلال قرارات ادارية تلتهمها زيادة الأسعار.. وانما بجهود مستمرة لرفع انتاجية العمال.. وجهود موازية للسيطرة علي غلاء الأسعار.. الوارد إلينا من الخارج. وتعلمون جميعا.. ان الأجور والمرتبات قد زادت خلال السنوات الخمس الماضية.. بأكثر مما وعد برنامجي الانتخابي بتحقيقه في ست سنوات.
وأقول لكم بكل الصدق.. ان أي مراجعة لهياكل الأجور.. لابد أن تعي العلاقة الأساسية بين الأجور والانتاجية.. وإلا فإن أي زيادة غير واقعية في الأجور.. لا تعكس مستوي الانتاجية.. ستؤدي إلي تراجع قدرتنا التنافسية.. وانحسار فرص العمل.. وزيادة التضخم.. فهل هذا ما نريده؟.. وهل هذا ما يعود بالنفع علي المجتمع بأكمله.. وبدعم قدرتنا علي زيادة الاستثمار والنمو والتشغيل؟.
برامج تدريب للعمال
إننا نولي أهمية قصوي لبرامج تدريب عمالنا وإعادة تأهيلهم للارتقاء بقدرتهم التنافسية.. ورفع إنتاجيتهم.. باعتبار ذلك الطريق الحقيقي والضروري.. لزيادة أجورهم والارتقاء بأوضاعهم. لقد كشفت السنوات الأخيرة حاجتنا للمزيد من العمالة الماهرة.. لتفي بالاحتياجات الجديدة لسوق العمل.. ونحن ماضون - للعام الثاني علي التوالي - في تخصيص نصف مليار جنيه من ميزانية الدولة.. لأغراض تدريب وإعادة تأهيل عمالنا بالقطاعين العام والخاص. نعزز قدراتهم ومهاراتهم وإنتاجيتهم. ونؤهلهم للحصول علي فرص عمل أفضل. وأجور أفضل ومستوي أفضل من الكسب والعيش الكريم.
اهتمام بزيادة المعاشات
إن اهتمامنا بزيادة الأجور.. يصاحبه اهتمام مماثل بزيادة المعاشات.. فمن يتقاعد بعد سنوات من العمل والعطاء.. لابد أن نحافظ علي حقوقه.. وأن نضمن الحياة الكريمة له ولأسرته. وقد سعينا لتطوير قانون التأمين والمعاشات.. بعد سنوات من الدراسة المتأنية.. والحوار المجتمعي المستفيض.. وطرحنا مشروع قانون مهما يحقق ذلك.. هو محل نقاش الآن من نواب الشعب.
وأقول.. إن اعتماد هذا القانون بالبرلمان.. سوف يؤدي لرفع معاشات 7ر2 مليون مواطن تقع معاشاتهم الحالية دون الحد الأدني الذي يحدده القانون الجديد وتزداد بنسب تصل إلي 300٪ لأدني معاش يصرف اليوم.. فور تطبيق القانون.
تأمين من البطالة
وفضلا عن ذلك.. فإن الارتقاء بإنتاجية العمال وأجورهم ومعاشاتهم يتعين أن تصاحبه جهود موازية لتأمينهم من البطالة. وقد راعينا ذلك في أحكام مشروع قانون التأمين والمعاشات من خلال صرف إعانة للبطالة وتبسيط شروطها في إطار (حساب شخصي).. يحمي العامل من البطالة.. ويؤول إليه رصيده غير المستخدم عند التقاعد.
إن هدفنا هو التطوير الحقيقي لأوضاع العمال.. وليس الحلول الوقتية.. هدفنا هو حصول العامل المصري علي أجور مجزية.. تشهد ارتفاعا حقيقيا عاما بعد عام.. ومعاشات تراعي التضخم وغلاء الأسعار عند التقاعد.. وتأمين من البطالة لحين عودته لسوق العمل.. وأقول لعمال مصر.. في عيد العمال.. هذا هو الهدف الذي نسعي من أجله.. وسوف أظل متمسكا به.. حريصا عليه.. مدافعا عنه.. باذلا كل الجهد من أجل تحقيقه علي أرض الواقع.
الإخوة والأخوات ..
إن عالم اليوم يشهد تحول موازين القوي الاقتصادية.. لصالح الاقتصادات الناشئة.. مثل الصين والهند والبرازيل.. بما حققته هذه الدول من ارتفاع في إنتاجية عمالها.. وقدرة صادراتها علي المنافسة في أسواق العالم.
مصر من الاقتصادات البازغة
لقد صارت مصر واحدة من هذه الاقتصادات البازغة.. وفق تصنيف مؤسسات التمويل الدولية المحايدة.. وأصبح هناك اعتراف دولي بأننا - بما حققناه من خطوات الإصلاح الاقتصادي - قد وضعنا أقدامنا علي طريق النمو المتواصل .. واستطعنا - ضمن قلة قليلة من الدول - أن نحافظ علي معدلات نمو إيجابية خلال الأزمة الأخيرة للاقتصاد العالمي.
تترأس مصر الآن.. إحدي أهم لجان السياسات المالية الدولية. تمارس دورا مؤثرا ضمن مجموعة الاقتصادات الناشئة.. ودورا مماثلا في إعادة هيكلة النظام الاقتصادي والمالي.. لعالم اليوم.
لقد اطلعت مؤخرا علي تقارير عديدة.. حول توقعات أداء الاقتصاد العالمي خلال العامين الحالي والمقبل.. أشارت في مجملها إلي توقع نمو دول الشرق الأوسط وأفريقيا.. بمعدلات تصل إلي 8ر4 ٪ .. في حين توقعت أن تحقق مصر معدلات للنمو تصل إلي 5ر5 ٪ خلال هذه الفترة. وأقول إن طموحنا يتجاوز هذه التوقعات.. واننا قادرون علي تحقيق هذا الطموح علي أرض الواقع.
إن هذا ليس من قبيل الطموح المشروع فحسب.. وليس من قبيل الأمل أو التمني.. فلقد جاء الإقبال علي الاكتتاب بالسندات الدولارية التي طرحناها مؤخرا ليضع مصر ضمن مجموعة محدودة من سبع دول نامية بالعالم. تستطيع أن تطرح سنداتها في الأسواق العالمية بآجال تصل إلي ثلاثين عاما. كما جاء هذا الإقبال كشهادة ثقة دولية جديدة في اقتصادنا وسياساتنا.
أهداف محددة للحكومة
لقد كلفت الحكومة بتحقيق أهداف محددة خلال الاثني عشر شهرا المقبلة.. تستكمل ما وعد به برنامجي الانتخابي.. وتضيف إليه.. سنشهد خلال الأشهر المقبلة.. تشغيل (200) مصنع جديد .. وإقامة (12) منطقة صناعية و(7) مناطق تجارية جديدة.. سنطرح حوافز جديدة لاستثمارات القطاع الخاص.. سنتيح مجالات جديدة لمشاركة الاستثمارات العامة والخاصة.. في إطار مشروع القانون المعروض أمام الدورة الحالية للبرلمان.. كما سندفع باستثمارات جديدة للدولة .. بمقدار ( 8 ) مليارات جنيه علي الأقل نوجهها لقطاعات الإنتاج والخدمات والبنية الأساسية.
لقد أثبت اقتصادنا قدرته علي النمو بقواه الذاتية.. في ظل الأزمة وبرغم ضغوطها كما أثبت قدرته علي جذب الاستثمار.. وزيادة الصادرات.. وإتاحة فرص العمل. وقد وجهت الحكومة للعمل علي اجتذاب استثمارات مصرية - خاصة وعامة - واستثمارات عربية وأجنبية لا تقل سنويا عن (24 ٪) من الناتج الإجمالي المحلي. توفر ما لا يقل عن مليون فرصة عمل جديدة عاما بعد عام. كما كلفتها بالمضي في تنفيذ خطة محددة لمضاعفة صادراتنا غير البترولية خلال السنوات الأربع المقبلة لتصل إلي (200) مليار جنيه عام 2013.
إننا مقبلون علي المرحلة القادمة بثقة وعزم وأمل.. لنحقق انطلاقة جديدة لاقتصادنا.. في الاستثمار والصادرات والنمو والتنمية وإتاحة فرص العمل.. ولكن.. هل هذا كاف في حد ذاته؟
المواطن والنمو الاقتصادي
الإخوة والأخوات..
إن المواطن المصري هو المستفيد الأول من النمو الاقتصادي.. ولابد أن تصل إليه ثماره وعوائده.. وأن تنعكس علي حياته ومستوي معيشته.. وأقول إن المدخل الرئيسي لذلك هو المزيد من الاستثمار.. والنمو.. والتشغيل.. وعدالة توزيع المناطق الصناعية والتجارية وفرص العمل.. بين محافظات الجمهورية وأبناء الوطن.
الوقوف بجانب الفقراء
يظل هدفنا.. الوقوف الي جانب الفقراء.. ليس بالإعانات أو الضمان الاجتماعي أو الدعم فحسب وإنما بمساعدتهم علي الارتقاء بأوضاعهم والخروج من دائرة الفقر. لابد أن يظل المواطن الفقير والأسرة محدودة ومتوسطة الدخل في قلب تحركنا نحو هذه الانطلاقة الجديدة. نواصل تطوير القري الأكثر فقرا والعشوائيات ونمضي في تعديل جوهري لقانون الضمان الاجتماعي يوسع شبكته لتغطي نصف مليون أسرة جديدة.
يعتمد نواب الشعب قانون التأمين والمعاشات المعروض علي الدورة الحالية للبرلمان.. فنرتقي علي الفور بأوضاع أرباب المعاشات.. ونضمن معاشا لمن لا معاش له.
تطوير الرعاية الصحية
نواصل تطوير خدمات الرعاية الصحية إلي أن نتفق علي صيغة لتدبير الموارد المطلوبة.. لمشروع قانون التأمين الصحي.. يتحملها القادرون.. لنرسي دعائم نظام متطور.. يتيح خدمات جيدة للرعاية الصحية.. ويغطي ملايين الأسر المصرية.. غير المشمولة بالتأمين حتي الآن.
كما نواصل في ذات الوقت ..تطوير التعليم بكافة مراحله. نعمل علي الانتهاء من تطوير التعليم الثانوي ونظام القبول بالجامعات بحلول عام 2014 ونسعي ببرامج عاجلة ومبتكرة لتطوير التعليم الفني بمشاركة القطاع الإنتاجي.
وصول الدعم لمستحقيه
نستمر في جهودنا لتصحيح الأسلوب الحالي للدعم كي يصل إلي مستحقيه بأساليب متطورة تتيح للأسرة المصرية اختيار السلع المدعومة وفقا لاحتياجاتها وتحمي دخل الأسرة من تقلبات الأسعار.
سيظل هذا التلازم بين النمو الاقتصادي والعدل الاجتماعي في قلب حركتنا نحو المستقبل هدفا يهدي خطواتنا.. والتزاما نتمسك به تجاه عمالنا وفلاحينا.. وتجاه الفقراء والكادحين ومتوسطي الحال.. من أبناء الشعب.
الإخوة المواطنون ..
إن مصر تشهد في الوقت الراهن تفاعلا غير مسبوق في حركة مجتمعها.. هو محصلة ما بادرت إليه بالتعديلات الدستورية عامي 2005 و2007 وإنني أؤكد مجددا تمسكي باستكمال ما وعدت به من إصلاحات سياسية ترسخ دعائم الديمقراطية. تدعم دور البرلمان والأحزاب. تعزز استقلال القضاء وتنأي بالدين عن السياسة.
أرحب بتفاعل قوي المجتمع
إنني أتابع ما تموج به مصر من تفاعل نشط لقوي المجتمع. وأرحب به باعتباره ظاهرة صحية ودليلا علي حيوية مجتمعنا. لكنني وقد قضيت عمرا في خدمة الوطن وشعبه أتحسب من أن ينزلق البعض بهذا التفاعل إلي انفلات يعرض مصر وأبناءها لمخاطر الانتكاس.
إننا وقد وضعنا أقدامنا علي الطريق الصحيح.. مقبلون علي انتخابات تشريعية العام الحالي.. ورئاسية العام المقبل.. وكلنا في خندق واحد كمصريين قبل أي شيء وكل شيء آخر.. لا مجال في هذه المرحلة الدقيقة.. لمن يختلط عليه الفارق الشاسع بين التغيير والفوضي.. وبين التحرك المدروس والهرولة غير محسوبة العواقب.. أو لمن يتجاهل ما اعتمده الشعب من تعديلات دستورية منذ عام 2005 وما يتعين أن يتوافر للدساتير من ثبات ورسوخ واستقرار.
انتخابات حرة ونزيهة
ستكون الانتخابات المقبلة - بشقيها - حرة ونزيهة.. سيكون الشعب هو الحكم .. وستكون كلمته هي الفيصل في صناديق الاقتراع .. وأقول لمن يرفعون الشعارات ويكتفون بالمزايدة.. إن ذلك لا يكفي لكسب ثقة الناخبين.. وأن عليهم أن يجتهدوا لإقناع الشعب برؤي واضحة تطرح الحلول لمشكلاتنا.. عليهم أن يجيبوا علي تساؤلات البسطاء من الناس.. ماذا لديهم ليقدموه لهم؟.. ماهي سياساتهم لجذب الاستثمار وإتاحة فرص العمل؟.. ماهي برامجهم لرفع مستوي معيشة محدودي الدخل منا؟.. كيف يرون التعامل مع مخاطر الإرهاب علي بلدنا وشعبنا؟.. وماهي مواقفهم من قضايا سياستنا الخارجية في منطقتنا.. والعالم من حولنا؟.
إنني من موقعي كرئيس للجمهورية.. وكمواطن مصري حريص علي هذا الوطن في حاضره ومستقبله.. وأدعو جميع أبنائه للالتقاء علي كلمة سواء.. ترتفع فوق الشعارات والمزايدة.. تعي الاحتياجات الحقيقية للأغلبية الكاسحة من أبناء الشعب.. تدرك تطلع العمال والفلاحين والفقراء ومتوسطي الحال.. للحياة الأفضل والعيش الكريم.. وتحمي استقرار الوطن وأمان مواطنيه.
الإخوة والأبناء عمال مصر وعاملاتها.. الإخوة المواطنون..
إننا نسعي لوطن مستقر آمن.. لدولة مدنية حديثة.. ومجتمع متطور.. نمضي نحو المستقبل الأفضل بخطي مطمئنة.. وبمؤسسات دستورية راسخة.. هي ضمان الاستمرارية والاستقرار. نواصل الإصلاح السياسي بخطوات متدرجة محسوبة.. تعي ظروف وخصوصيات مجتمعنا.. وتحاذر من عثرات الطريق.. ونواصل الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي.. واعين لاحتياجات مجتمعنا وأولوياته.. منحازين ليس لفئة أو نخبة أيا كانت.. وإنما للمواطن العادي ومشاكله وتطلعاته.
إن احتفالنا اليوم بعيد العمال يأتي في توقيت مهم ما بين مرحلة تجاوزناها ومرحلة مقبلون عليها.. نمضي في طريقنا برؤية واضحة.. نعلم هدفنا ووجهتنا.. لا نفرط في أمن الوطن والمواطن أو نساوم عليه.. ولاننحاز سوي لما يخدم قضايا الشعب.. ويحقق مصالحه.
إننا نقف الآن في مفترق طرق.. أمامنا خيارات وتحديات صعبة.. وعلينا أن نختار.. وإنني.. كواحد من أبناء مصر.. أجد نفسي اليوم وأكثر من أي وقت مضي.. أقوي عزما وأشد تصميما.. علي ألا ترتد حركة مجتمعنا للوراء.. لا بديل لنا عن المضي إلي الأمام.. واثقين في أنفسنا.. موقنين برؤيتنا وسياساتنا.. مؤمنين بمستقبلنا وعزيمة شعبنا.. لا نهتز ولا نتردد أو نتزعزع.. ونمضي في طريقنا.. نحو انطلاقة جديدة وغد جديد.
كل عام وأنتم بخير..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.