في جلسة لم تخل من الصراحة التقي الفريق سامي عنان نائب رئيس المجلس الاعلي للقوات المسلحة مع رؤساء اكثر من 40 حزبا سياسيا رسميا بحضور عدد من مستشاري هيئة المفوضين العليا وعدد من مسئولي الحكومة حرص عنان علي الاستماع الي جميع مطالب رؤساء الاحزاب، حيث دعا البعض الي ضرورة اجراء الانتخابات البرلمانية القادمة بنظام القائمة النسبية بالكامل , وسرعة تطبيق قانون الغدر لابعاد فلول الحزب الوطني عن البرلمان القادم فيما اعترضت بعض الاحزاب الصغيرة علي هذا الاقصاء واعتبرته فرضا للوصاية علي الشعب. وطالبت الاحزاب باصدار اعلان دستوري جديد يكسب نظام القائمة النسبية غير المشروطة الدستورية ولتفادي شبهات عدم الدستورية. وحرص الفريق سامي عنان نائب رئيس المجلس الاعلي للقوات المسلحة في بداية اللقاء علي مصافحة جميع رؤساء الاحزاب المشاركين وحدد عنان مجموعة من القواعد لتنظيم الحوار للخروج بنتيجة ايجابية من اللقاء. تأجيل الإنتخابات واستمع رؤساء الاحزاب الي رأي بعض مستشاري هيئة المفوضين حول دستورية نظام القائمة النسبية وعلي رأسهم المستشار حاتم بجاتو ولكن الاحزاب رفضت هذه التبريرات. وخلال اللقاء اكد محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين أن الحزب يري ضرورة التصدي لفلول الحزب الوطني ، ويرفض فكرة تأجيل الانتخابات. وشن د. محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة هجوما حادا علي قانون تقسيم الدوائر المقترح ووصفه بالمعيب وتدخل اللواء محمد رفعت قمصان مساعد وزير الداخلية للشئون السياسية لشرح وتبرير تقسيم الدوائر. وعلق طلعت السادات رئيس حزب مصر القومي قائلا أنه يرفض الاستعجال في إجراء الانتخابات البرلمانية مؤكدا علي ضرورة التريث حتي تستقر الأوضاع السياسية. واكد د. السيد البدوي رئيس حزب الوفد علي ان هناك إجماعا من القوي السياسية والوطنية علي اجراء الانتخابات البرلمانية بنظام القائمة النسبية بالكامل مشيرا الي ان التحالف رفع مشروع بقانون الانتخابات الي المجلسين العسكري والوزراء وهو ما يحمل رأي اكثر من 34 حزبا في هذا الامر واشار البدوي الي ضرورة ان تكون انتخابات مجلس الشوري عقب انتخابات مجلس الشعب فورا بلا تأخير. ودعا شادي الغزالي حرب الي وضع ضمانات نزاهة للانتخابات وضرورة توفيرها قبل الانتخابات مشددا علي منع الدعاية الانتخابية في المساجد. الشعارات الدينية وقال وكيل مؤسسي حزب الوعي انه يفضل تأجيل محدود للانتخابات لعدة أسابيع اخري حتي يمكن الاستعداد مشددا علي ان الثورة تخلق مجالا جديدا للعمل السياسي ولا يمكن ان يراقب الدستور من كانوا يصوغونه قبل ذلك. وكشف شادي الغزالي عن ائتلاف شباب الثورة سيكون قائمة تخوض الانتخابات القادمة لتعبرعن الشباب. واعترض اللواء عادل عفيفي رئيس حزب الاصالة السلفي علي منع استخدام الشعارات الدينية في الانتخابات وتساءل كيف نمنع الشعارات الدينية ونحن في دولة إسلامية مشيرا الي ان هذا لا يليق بعد الثورة من جانبه عبر د. مصطفي النجار وكيل مؤسسي حزب العدل ان الناس ستصاب بالإحباط إذا لم نخرج من الاجتماع بنتائج جيدة مشيرا ان المجلس العسكري تأخر في الدعوة لهذا الحوار. واكد النجار ان القوي السياسية تطالب باجراء الانتخابات بقائمة نسبية كاملة غير مشروطة ودعا الي التصويت علي ذلك لحسم الأمر بشكل ديموقراطي مشيرا الي انه تم عقد جلسة منذ شهور وقيل لنا حينها ان العوائق الدستورية فلماذا لا نزيل العوائق خاصة ان البعض قبل الثورة كان يكيف الدستور كما يريد فلنكيفه بإرادة الشعب الان. الغول وعبد الفتاح وقال النجار في كلمته ان الثورة والثوار سيحزنون إذا رأينا في البرلمان أمثال الغول وعبد الفتاح عمر مشددا علي ان شباب الثورة لا يتخيلون عودة وجوه النظام للبرلمان وان هذا أكبر تشويه للثورة وتساءل لماذا اختفي قانون الغدر وكأننا لم نكن نطالب بمنع الفلول بالقانون. وانتقد النجار خلال اللقاء التأخر في اصدار القوانين المتعلقة بالانتخابات وتساءل كيف يكون التقديم للانتخابات بعد أسبوع ونحن لا نعرف شكل القانون والدوائر حتي الآن وما هي ضمانات نزاهة الانتخابات الحقوقية والإعلامية كيف نثق بنتائجها بلا ضمانات معلنة. واشار وكيل مؤسسي حزب العدل الي ان قانون الطوارئ خطأ سياسي شوه التحول الديموقراطي والاولي هيكلة الداخلية وضبط الأمن بعد فشل 9 شهور. وعبر د. مصطفي النجار عن أن الفريق سامي عنان نجح في إدارة اللقاء بصورة مميزة، وأعطي الفرصة بكل رؤساء الأحزاب للتعبير عن آرائهم بحرية تامة. وقد اعترضت بعض الاحزاب القديمة علي ما اثاره النجار من إقصاء لفلول الوطني مشيرين الي ان ذلك يعتبر ازدراء للشعب وفرض وصاية عليه ومخالفة مبادئ الثورة. القوي القديمة وانتقد د.اسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية ان يكون البرلمان هو من يضع الدستور وقال لا يوجد برلمان يضع دستور ولابد ان يكون الدستور أولا قبل الانتخابات مؤكدا ان الإسراع بالانتخابات دون الاستعداد لها شئء سلبي خاصة انه لن يكون جاهزا إلا القوي القديمة. من جانبه دعا انورعصمت السادات وكيل مؤسسي حزب الاصلاح والتنمية الي ضرورة اجراء الانتخابات فورا وعبر عن تأييده لنسبة ال50٪ فردي باعتبار ان ليس كل الناس انضمت الي احزاب , واشار السادات الي ان اللقاء مع أعضاء المجلس العسكري تم بحضور بعض مستشاري هيئة المفوضين واللجنة العليا للإنتخابات وأعضاء من الحكومة لمناقشة أفضل السبل والإجراءات لإجراء الإنتخابات البرلمانية القادمة. وأيضاً موضوعات تتعلق بقانون الطوارئ وقانون الغدر »إستبعاد قيادات الحزب الوطني المنحل من المشاركة السياسية« .وقد إمتدت النقاشات لعدة ساعات مع ممثلي الأحزاب وأعضاء هيئة المفوضين العليا. النظام الإنتخابي وأكد السادات أن المجلس الاعلي للقوات المسلحة حرص علي إعطاء القوي السياسية حرية اختيار النظام الانتخابي الذي يرونه مع الحفاظ علي القوائم والنظام الفردي ، وإستمع للجميع دون تهميش أي تيار أو حزب سياسي، ولضمان الخروج بتوافق سياسي حول القوانين ، وفيما يخص الدوائروعددها فقد إهتم المجلس العسكري بالنقاش وتبادل الرؤي بشكل كبير حول المناطق ذات الطبيعة الخاصة التي ظهر أن ضمها يؤدي لمشكلات في تمثيل كل مجتمعاتها، مما يضمن راحة القوي السياسية ، وإزالة تحفظاتها علي قانون الانتخابات ، كما وعد المجلس العسكري بإنتخابات حرة ونزيهة. وخلال اللقاء عبر احمد الفضالي رئيس حزب السلام الديمقراطي عن انه عاني كثيرا من النظام السابق. ودعا محمد عبد العال رئيس حزب العدالة الي ضرورة بقاء المجلس العسكري حتي تستقر الأوضاع وطالب باجراء استفتاء شعبي علي إيقاف المظاهرات ووضع الدستور أولا. القائمة النسبية وخلال الجلسة الثانية من اللقاء التقي رؤساء الاحزاب مع عدد من القضاة من هيئة المفوضين العليا الذين شرحوا لهم دستورية النظام المختلط , والاعتراضات الدستورية علي تطبيق نظام القائمة النسبية في الانتخابات بالكامل , وعقب ابو العلا ماضي رئيس حزب الوسط لتفنيد دفوع مستشاري هيئة المفوضين في رفضهم الغاء الفردي مشيرا الي انه لتفادي عدم دستورية نظام القائمة يمكن السماح للمستقلين باعداد قوائم خاصة بهم او السماح لهم بالائتلاف في قوائم الاحزاب وكذا السماح بتكوين قائمة من فرد واحد فقط. اراء الشباب وبعيداً عن قاعة الإجتماع كان لشباب الثورة والحركات السياسية رأي فيه حيث كشف محمد عادل عضو المكتب السياسي لحركة 6 أبريل والمتحدث الإعلامي للحركة عن ان المجلس العسكري رفض دعوة الحركات السياسية والشبابية، ودعا فقط الأحزاب التي تم تأسيسها، مشيرا إلي أن أعضاء المكتب السياسي للحركة التقوا أمس الاول بعدد من قيادات الأحزاب السياسية لتنسيق الجهود فيما يخص ملفي الطوارئ وملف الإنتخابات البرلمانية وقانوني الغدر وتشكيل المجالس المحلية المؤقته. واشار عادل الي أنه تم الإتفاق مع هذه الاحزاب علي الضغط من أجل إصدار قانون الغدر، بما يضمن إنتخابات برلمانية نزيهه بعيدا عن فلول الحزب الوطني الذين كانوا يستخدمون البلطجة والإرهاب من اجل التزوير، كذلك تم الإتفاق علي أن يتم الضغط بحيث تكون الإنتخابات البرلمانية القادمة بنظام القوائم النسبية مضيفا إلي إن هناك إتفاقا بين كل القوي الوطنية، أنه لا خروج من الإجتماع بدون إلغاء العمل بقانون الطوارئ. قائمة الإئتلاف من جانبه اعلن عمرو عز مسئول العمل الجماهيري لحركة 6 ابريل - الجبهة الديمقراطية - وعضو ائتلاف شباب الثورة عن ان الائتلاف سيعقد مؤتمرا صحفيا الاربعاء القادم في نقابة الصحفيين يعلن خلاله عن قوائم مرشحيه في الانتخابات البرلمانية القادمة والكشف عن مصادر تمويل الحملات الانتخابية لمختلف المرشحين.وقال عز في تصريحات خاصة انه علي الرغم من ان الائتلاف رافض للنظام المختلط الذي يمنح الفرصة لفلول الحزب الوطني للعودة الي البرلمان من جديد الا ان الائتلاف قرر المشاركة في الانتخابات وفقا لأي نظام انتخابي حتي لا نتهم بأننا دعاة تظاهرات فقط وحتي لا نترك الساحة السياسية للفلول. واضاف ان بعض مرشحي الائتلاف قد يخوض الانتخابات علي المقاعد الفردية مشددا علي ان النظام الانتخابي المختلط لا يخدم مصالح احد.وتمني عز ان ينجح اللقاء الذي يجمع بين رؤساء الاحزاب السياسية مع الفريق سامي عنان نائب رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة في الخروج بنتيجة ترضي جميع القوي السياسية والوطنية في هذه المرحلة من تاريخ البلاد.