اصيبت اليونان مجددا امس بالشلل التام بسبب اضراب عام هو الثالث من نوعه منذ فبراير الماضي نظمته النقابات احتجاجا علي اجراءات التقشف التي قررتها الحكومة الاشتراكية مقابل مساعدة الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي. توقفت جميع وسائل النقل الجوي والبحري والقطارات اعتبارا من ليلة امس كما أدي الاضراب الي اغلاق المدارس والادارات، بينما عملت البنوك والمؤسسات الكبري العامة ببطء في حين تعمل المستشفيات العامة بادني عدد من العاملين بها. كما انضمت نقابة الصحفيين الي الاضراب مما حرم البلاد من الاخبار الاذاعية والتليفزيونية كما لم تصدر بعض الصحف. وبقيت وسائل النقل من اتوبيسات ومترو تعمل في اثينا كي يتمكن المضربون من التجمع في الاماكن التي حددتها النقابات للمشاركة في مسيرتين كبيرتين. وفي برلين قالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل امس ان خطة دولية بمليارات اليورو لمساعدة اليونان المثقلة باعباء الديون ستقرر مستقبل اوروبا ودور المانيا فيها.. وقالت ميركل امام البرلماني الالمني »البوندستاج« »نحن في مفترق طرق« وذكرت ميركل ان اليونان استوفت المعايير اللازمة للحصول علي دعم مالي واضافت انها علي ثقة من ان الحكومة اليونانية ستنفذ تخفيضات العجز التي تعهدت بها.. ودعت ميركل النواب الي الموافقة علي تقديم مساعدة الي اليونان لما فيه مصلحة اوروبا وبلادهم مشددة علي انه لن يتخذ اي قرار بدون استشارة المانيا او ضد مصالحها.. ومن المقرر ان تقدم المانيا هذا العام 5.8 مليار يورو الي اليونان في اطار برنامج المساعدة المشترك بين الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي والذي يعارضه الرأي العام الي حد كبير.. ووافق مجلس الوزراء الالماني علي الخطة يوم الاثنين الماضي علي ان يقرها البرلمان هذا الاسبوع. وقد دعت ميركل الي ضرورة تغيير ميثاق الاستقرار بين دول منطقة اليورو كورس من الازمة اليونانية. وفي بارس تلتقي وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستفين لاجارد في وقت لاحق مع رؤساء البنوك الفرنسية لمناقشة كيفية مشاركة البنوك الفرنسية في مساعدة اليونان.. وقالت لاجارد امس الاول ان البنوك الفرنسية ستعيد التأكيد علي دعمها لعملية الانقاذ المالي لليونان وانها قد تقوم بدور علي غرارالبنوك الالمانية. وفي واشنطن، اعلن صندوق النقد الدولي ان مجلس ادارته سيجتمع يوم الاحد للبت بشأن طلب اليونان الحصول علي قرض قيمته 03 مليار دولار بعد ان ادت ازمة اليونان الي خفض سعر اليورو. وأكد مدير عام الصندوق دومينيك شتراوس علي ضرورة »النجاح في تفادي عدوي« الازمة اليونانية في اوروبا وذلك في مقابلة مع صحيفة »لوباريزيان اوجوردوي« الفرنسية امس وقال ان خطر العدوي موجود مشيرا الي ان البرتغال بدأت اتخاذ اجراءات فعلية معتبرا انه لايوجدخطر فعلي علي فرنسا ولا المانيا او الدول الاوروبية الكبري. واعلن شتراوس انه »يتفهم غضب الشعب اليوناني وعدم تفهمه حجم الكارثة الاقتصادية.. واضاف ان اوروبا صندوق النقد الدولي موجودان لمساعدتهم. وفي هلسنكي، قال وزير المالية الفنلندي يركي كاتاينيين في مقابلة مع هيئة الاذاعة الفنلندية انه مازال يوجد خطر من احتمال امتداد مشكلات اليونان المالية الي اسبانيا او البرتغال. يأتي ذلك في الوقت الذي انخفض فيه اليورو الي ادني مستوي له منذ اكثر من عام مسجلا 5392.1 دولار. وقد تأثر اليورو علي مايبدو بمخاوف الاسواق من الاضرابات في اليونان مما يقلل من التفاؤل المرتبط باقرار البرلمان الالماني لحظة مساعدة اليونان.