منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تخفض من توقعاتها بالنسبة لنمو الاقتصاد الألماني    مجلس الحرب الإسرائيلي يجتمع اليوم لمناقشة موضوعي الرهائن واجتياح رفح    طريق الزمالك.. البداية أمام بروكسي.. والإسماعيلي في مسار الوصول لنهائي الكأس    رانجنيك يوجه صدمة كبرى ل بايرن ميونيخ    حبس طالب جامعي تعدى على زميلته داخل كلية الطب في الزقازيق    مصرع وإصابة 3 أشخاص في حادث بالطريق الزراعي بالقليوبية    محافظ المنيا يوجه برفع درجة الاستعداد لاستقبال عيدي القيامة وشم النسيم    الثانوية العامة 2024.. مواصفات امتحان اللغة العربية    بحضور سوسن بدر.. انطلاق البروفة الأخيرة لمهرجان بردية لسينما الومضة بالمركز الثقافي الروسي    «الشيوخ» ينعي رئيس لجنة الطاقة والقوى العاملة بالمجلس    ارتفاع حصيلة قتلى انهيار جزء من طريق سريع في الصين إلى 48 شخصا    مصير مقعد رئيس لجنة القوى العاملة بالشيوخ بعد وفاته    السيسي: حملات تفتيش على المنشآت لمتابعة الحماية القانونية للعمال    الأهلي والالومنيوم والزمالك مع بروكسي.. تفاصيل قرعة كأس مصر    نجم الأهلي السابق: إمام عاشور أفضل لاعب في مصر    الهجرة تعلن ضوابط الاستفادة من مهلة الشهر بمبادرة سيارات المصريين بالخارج    «القومي للأمومة» يطلق برلمان الطفل المصري لتعليم النشئ تولي القيادة والمسؤولية    وزراة الدفاع الروسية تعلن سيطرة قوات الجيش على بيرديتشي شرقي أوكرانيا    واشنطن تطالب روسيا والصين بعدم منح السيطرة للذكاء الاصطناعي على الأسلحة النووية    الأرصاد: الأجواء مستقرة ودرجة الحرارة على القاهرة الآن 24    حداد رشيد حول منزله إلى ورشة تصنيع أسلحة نارية    أب يذبح ابنته في أسيوط بعد تعاطيه المخدرات    ميقاتي: طالبنا المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف هجماتها على لبنان    بعد طرح فيلم السرب.. ما هو ترتيب الأفلام المتنافسة على شباك التذاكر؟    مسلسل البيت بيتي 2 الحلقة 4.. جد بينو وكراكيري يطاردهما في الفندق المسكون    الإمارات: مهرجان الشارقة القرائي للطفل يطلق مدينة للروبوتات    تزايد حالات السكتة الدماغية لدى الشباب.. هذه الأسباب    فيديو وصور.. مريضة قلب تستغيث بمحافظ الجيزة.. و"راشد" يصدر قرارا عاجلا    السكرتير العام المساعد لبني سويف يتابع بدء تفعيل مبادرة تخفيض أسعار اللحوم    «اكتشف غير المكتشف».. إطلاق حملة توعية بضعف عضلة القلب في 13 محافظة    مصدر رفيع المستوى: تقدم إيجابي في مفاوضات الهدنة وسط اتصالات مصرية مكثفة    رئيس اتحاد القبائل العربية يكشف أول سكان مدينة السيسي في سيناء    «التنمية الحضرية»: تطوير رأس البر يتوافق مع التصميم العمراني للمدينة    دعم توطين التكنولوجيا العصرية وتمويل المبتكرين.. 7 مهام ل "صندوق مصر الرقمية"    كلية الإعلام تكرم الفائزين في استطلاع رأي الجمهور حول دراما رمضان 2024    هل تلوين البيض في شم النسيم حرام.. «الإفتاء» تُجيب    شيخ الأزهر ينعى الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان    كولر يعالج أخطاء الأهلي قبل مواجهة الجونة في الدوري    شوبير يكشف مفاجأة عاجلة حول مستجدات الخلاف بين كلوب ومحمد صلاح    هيئة الجودة: إصدار 40 مواصفة قياسية في إعادة استخدام وإدارة المياه    بنزيما يتلقى العلاج إلى ريال مدريد    البنك المركزي: تسوية 3.353 مليون عملية عبر مقاصة الشيكات ب1.127 تريليون جنيه خلال 4 أشهر    لمواليد 2 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    على طريقة نصر وبهاء .. هل تنجح إسعاد يونس في لم شمل العوضي وياسمين عبدالعزيز؟    التنظيم والإدارة يتيح الاستعلام عن نتيجة الامتحان الإلكتروني في مسابقة معلم مساعد فصل للمتقدمين من 12 محافظة    منها إجازة عيد العمال وشم النسيم.. 11 يوما عطلة رسمية في شهر مايو 2024    رئيس الوزراء: الحكومة المصرية مهتمة بتوسيع نطاق استثمارات كوريا الجنوبية    سؤال برلماني للحكومة بشأن الآثار الجانبية ل "لقاح كورونا"    أبرزها تناول الفاكهة والخضراوات، نصائح مهمة للحفاظ على الصحة العامة للجسم (فيديو)    تشغيل 27 بئرا برفح والشيخ زويد.. تقرير حول مشاركة القوات المسلحة بتنمية سيناء    هئية الاستثمار والخارجية البريطاني توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز العلاقات الاستثمارية والتجارية    دعاء النبي بعد التشهد وقبل التسليم من الصلاة .. واظب عليه    التضامن: انخفاض مشاهد التدخين في دراما رمضان إلى 2.4 %    هل يستجيب الله دعاء العاصي؟ أمين الإفتاء يجيب    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    حكم دفع الزكاة لشراء أدوية للمرضى الفقراء    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفريق مجدي حتاتة المرشح المحتمل للرئاسة في حديث ل »الأخبار «:
لست مرشح المؤسسة العسكرية.. وهذه ليست تهمة أنفيها عن نفسي !
نشر في الأخبار يوم 03 - 09 - 2011

كان الموعد الواحدة ظهرا في مكتبه بالمهندسين.. وجدناه في انتظارنا دون تأخير أو تقديم دقيقة واحدة.. الحياة العسكرية بادية علي انضباط وقته بل وانضباط مكتبه الهادئ رغم وجود فريق عمل معه..قبل أن نبدأ معه حوارنا طلب تقديم نفسه.. تعجبت من طلبه أنا وزميلي محمد مهران المصور الصحفي الذي علمت منه بعد ذلك انه قضي فترة تجنيده تحت رئاسة الفريق.. ومن لا يعرف الفريق مجدي حتاتة احد رموز العسكرية المصرية المشارك في العديد من الحروب التي رسمت مجدا جديدا للعسكرية المصرية.. فقد خاض حروب الاستنزاف التي كانت معبرا حقيقيا لنصر أكتوبر الذي شارك فيه وكان فيه تأكيد علي كرامة العسكرية المصرية التي لم تستسلم أبدا لهزيمة 67.. تقلد ارفع المناصب العسكرية.. شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة في الفترة من أكتوبر 1997 إلي أكتوبر 2001 ..ثم رئيس الهيئة العربية للتصنيع، وكان قائداً للجيش الثاني الميداني، وقائداً لقوات الحرس الجمهوري، ورئيس أركان المنطقة الغربية العسكرية، وهو حاصل علي ماجستير العلوم العسكرية وزمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا، ومدرس بكلية أركان الحرب.
بدأ الفريق حتاتة حديثه عن نفسه قائلا: الجميع يعرفني من خلال تاريخي العسكري لكن تاريخي الشخصي كابن من طين هذه البلد ربما يخفي علي البعض..لذلك أردت تقديم نفسي.. وكيف تشكلت طفولتي من الناحية السياسية..ولدت بقرية القضابة-بسيون وظللت هناك حتي قيام ثورة 23 يوليو وكنت في الحادية عشرة من عمري..ومازلت واعيا جدا لجميع الأحداث التي جرت في طفولتي خاصة السياسية..فكنت في مدرسة بسيون الابتدائية التي تبعد عن قريتي القضابة بحوالي 2كيلومتر..وكان علي أن اقطع هذه المسافة سيرا علي الأقدام يومياً وأنا مازلت طفلا..!
في هذه القرية كان الفقر والجهل والمرض متجسدا حتي أن أطفالا ألعب معهم في حواري القرية بعد عودتي من المدرسة لم تكن أسرهم تستطيع إرسالهم للمدرسة ليتعلموا بسبب الفقر المدقع فيغرقوا هؤلاء الأطفال في الجهل .. وبلدنا كانت علي ترعة ملتقية بالنيل وكنا نخرج لنشاهدها أيام فيضان النيل وكانت تشق الترع وتدخل علي القري..وكان عمال التراحيل يظهروا في هذه المناطق التي يحدث بها الفيضان وعايشت كيف يعيش هؤلاء مستوي من المعيشة اقل ما يوصف انه غير انساني وما رأيناه في فيلم الحرام ليوسف إدريس لايصور الواقع المهين لهؤلاء الفلاحين..!
ومازلت أذكر حين قامت الثورة وأنا طالع علي الجسر في طريقي للمدرسة كان العمدة من عائلتي وبيته علي الجسر وناداني ابنه وذهبت معه لأجد تجمعا من الناس حول بيتهم وطلب مني ان انظر من شيش شباك منزلهم فوجدت اتنين نايمين علي كنبتين.. عرفت بعد ذلك أنهم عبد الفتاح حسن باشا وسراج الدين باشا اقطاب الوفد.. وكانت الثورة قد نادت طهروا أنفسكم من الأحزاب فكانا مختبئن بعيدا عن الأنظار حتي يبتعدا عن المشاركة السياسية كإجراء احترازي وتحديد إقامة.. وسألت وأنا طفل وعرفت ان هذا عادة ما تفعله الثورات كإجراء تمنع فيه الرموز السابقة من مزاولة العمل السياسي.. وفي عام 53 زار قريتنا عبد الناصر ورأيته والشافعي علي ترابيزه وحولهم اهالي القرية.. ثم جاءت معركة 56 وعرفت الصهاينة والفرنسيين والانجليز وكان أبي يبحث دائما في الراديو عن صوت "مصر الحرة" بتاع احمد أبو الفتح ونسمع حكومة البكباشية..وكنت أتساءل دائما عن معني كل ما حولي وتربي داخلي شعور وطني وسياسي.. ربما كان سببا رئيسيا في دخولي العسكرية كنوع من حب الوطن والتاريخ طويل.
المجلس العسكري
تدافع دائما بأنك لست مرشح المجلس العسكري وكأنها تهمة.. لماذا؟ وأنت أمضيت حياتك كلها في هذه المؤسسة الوطنية؟
ياسيدي..البعض مازال يزايد علي المؤسسة العسكرية.. أولا أنا افخر بأنني ابن المؤسسة العسكرية المصرية.. وافخر دائما بتاريخي العسكري.. لكن ينبغي أن نأخذ تصريحات المؤسسة العسكرية مأخذ الجد.. فقد صرح المجلس العسكري في مناسبات مختلفة وبحزم وحسم بأنه غير طامع في السلطة السياسية وانه لن يرشح أحدا.. ولن يحابي مرشحا علي حساب مرشح آخر.. والتصريحات واضحة لا لبس فيها.. لماذا دائما التخوين والتخويف ..وراجع معي كل تصريحات المجلس العسكري تجد انه لم يصرح بشيء إطلاقا وفعل عكسه.. أنا ابن المؤسسة العسكرية وأثق فيها وفي كل تصريحاتها.. وواثق تماما أنها لن تتخلي عن الثورة ولا عن الدولة المدنية.. واكرر دفاعي عن انني لست مرشح المؤسسة العسكرية وهذه ليست تهمة أنفيها عن نفسي.. انه تأكيد وثقة فيما صرحت به المؤسسة العسكرية التي نفخر بها جميعا وبقادتها الذين حموا الثورة وما زالوا.. وعلي فكرة لو رجع بي الزمن لن اختار سوي العمل في المؤسسة العسكرية..فهذه المؤسسة تعلمت فيها الكثير وأوصلتني لما أنا فيه من خير والحمد لله.
دوافعك للترشح للرئاسة مازالت كما هي.. أم تولدت لديك دوافع جديدة لم تكن تدركها ؟
الحقيقة الدوافع يطرأ عليها تعديلات او قل رؤي جديدة.. في البداية رشحت نفسي تلبية لما تريده ثورة يناير من نداءات.. ولو قدر لي النجاح سأضع لبنة في بناء الدولة الحديثة التي نادت بها الثورة.. لأن الشعب المصري تحمل الكثير ويستحق من الخير الكثير.. ومن وجهة نظري بعد اتصالي بالناس وتعرفي علي المشاكل علي ارض الواقع.. أظن لو قدر لي أن انجح ستكون قدرتي علي إعادة أبناء الوطن أكثر فعالية.. بمعني أنا الآن اعرف تماما كيف اجعل أبناء مصر يشاركون في صناعة مصر الجديدة وصياغتها.. حتي في الفترة القصيرة الماضية أدركت أن هناك أشياء غابت عن متخذي القرار وكان يمكن أن تخدم الحكومات القادمة.. مشروعات وقوانين.. مثلا بالنسبة لما يثار حول الحد الأدني والأقصي.. أليس عندنا مستشارون وخبراء نستعين بهم في جلسات عمل لتحديد الحد الأقصي مثلا.. وإرجاء الحد الأدني قليلا حتي نتعرف علي الموارد الحقيقية التي سنمول منها هذا القطاع العريض من اصحاب الحد الادني.. ولا اعرف لماذا لا نريد الاقتراب من الحد الأقصي.. لابد من تحديده حتي نبني مصداقية لدي الشعب لماذا التباطؤ.
أمام مبارك
هل كنت تفكر في الترشح لو كان مبارك قد رشح نفسه للرئاسة.. ولماذا؟
بالطبع لا..فالمسألة كانت محسومة ..وأنت تعرف الشكل السياسي المغتصب..ومازلنا نذكر كيف لم يحقق احد النجاح في الانتخابات الرئاسية السابقة امام مبارك.. وبعدين أنا لم أفكر في الترشح إطلاقا كرئيس للجمهورية من قبل..أنا أريد المساهمة في بناء مصر الحديثة الان مع كل ابناء مصر الذين اعتقد انهم بعد ثورة يناير في حالة حراك سياسي يسمح لهم بالمساهمة في بناء مصر ويسمح لي ايضا بالمشاركة معهم.
أنت تقريبا ثالث شخصية عسكرية بعد الفريق بلال واحمد شفيق تفكر في الترشح للرئاسة..ما الذي يرجح كفتكم أمام الجماهير ويدفعها لاختياركم بدلا من زملائكم في هذه المنافسة الشريفة علي خدمة الوطن؟
شوف..أنا رشحت نفسي للرئاسة وأنا غير منتمي لأي حزب أو جماعة أو لأي أحد.. ودخلت علي أساس ما أقوله يجب أن يكون واقعيا وبما حققته من بعض النجاحات في مناصبي التي عملت بها وتقلدتها.. لكنني في الوقت الحالي لا أستطيع أن احدد ما يزكيني عنهم لعدة أسباب.. منها أننا مازلنا في نية الترشح ولا نعتبر أنفسنا بالفعل مرشحين..لكن يوم يقبل ترشحي وترشح زملائي يومها ستجد في برنامجي ما يزكيني عن الآخرين .. لكن للأن المسألة في مجال النية.. ثم انه مازالت أمامنا فترة طويلة للترشح للرئاسة ربما أكثر من سنة..ومازال برنامجي في طور الإعداد.
دولة المؤسسات
هل عدم ترشحك أو انتماءك لأي حزب من الأحزاب تترشح من خلاله يعتبر ميزة؟
أبدا..أبدا..المسألة انني لم أعرض نفسي علي أي حزب من الأحزاب..وقد أكون غير مقبول..ثم كرامتي تمنعني من الذهاب لأي حزب اسألهم الترشح من خلاله.. وفضلت الترشح مستقلا..وهذه ليست ميزة وليست عيبا أيضا..!
أعربت في أكثر من مناسبة انك لاترحب بالنظام الرئاسي البرلماني..مع ان النظام الرئاسي قد قاسينا منه وكان احد اهم ملامح النظام القديم المستبد..فلماذا ترحب به ؟
البرلماني علي طريقة رئيس المراسم لا أريدها.. أنا لست قادما حتي أكون رئيسا..يا سيدي نحن في حالة ثورة ومقدمون علي بناء دولة حديثة وأنا قادم للمشاركة في البناء وليس المشاركة في المراسم..!
لكن أليس هذا النظام البرلماني معمولا به مثلا في فرنسا وانجلترا ودول متقدمة؟
يا سيدي المقارنة هنا غير صحيحة.. أنت تتكلم عن دول أصبحت لها مؤسسات قوية مؤسسات شعبية مسيطرة علي مقاليد الأمور هناك..ويأتي من يأتي من الرؤساء لن يستطيع أن يأخذ قرارات إلا من خلال مؤسسات الدولة الحاكمة الفعلية.. مثلا أمريكا جاء ممثل ليصبح رئيسا للبلاد "رونالد ريجان" ولم يقل احد شيئا.. لأنه لن يتحكم في البلاد علي مزاجه.. وحتي برامج المرشحين هناك لابد أن تكون مواكبة لخطط مؤسسات الدولة وسياستها.. الدول هناك لا تخضع لهوي الأشخاص أو توريث السلطة.. والحالة عندنا هنا أننا مازلنا في بداية بناء دولة حديثة تقوم علي مؤسسات حقيقية يكون لها الغلبة.. ربما لو كنا دولة مؤسسات حقيقية كنت قبلت الترشح ولو كان النظام برلمانيا لأنني أدرك ساعتها أن الدولة تحكمها مؤسسات وقوانين.. أما نحن فمازلنا في البداية والبرلماني في مثل حالتنا يضر.
لم تكن محبا للظهور ..ولم تجر حوارا سياسيا طوال تاريخك.. ما الذي تبدل ودفعك أخيرا لامتهان السياسة وملء الدنيا بتصريحات كأي سياسي محترف؟
أبدا لم يطرأ علي أنا شخصيا فقط أي جديد.. إنما الآن كل المصريين يتحدثون عن الوطن وعن مصيرنا المشترك.. هل ممكن أن تجد أي مصري حاليا ليس عنده تصور ولو بسيط عن كيفية بناء هذا الوطن.. أنا مصري مثلهم تماما ولم استطع التخلف عن الركب.. هم الوطن أصبح همنا جميعا.. ونحن نريد أن نصنع دولة متقدمة ومجرد الترشح للرئاسة يحسب خطوة لهم.. فأي واحد قادر علي ان يصنع شيئا فهي فرصة ليقدم لمصر ما يستطيع تقديمه.
البطالة والفقر
قلت في بداية انطلاق حملتك الانتخابية من بلدتك ان اكثر من 17مليون مصري يعيشون تحت خط الفقر»بسبب السياسات الخاطئة.. ما السياسات الخاطئة هذه.. وكيف ستتعامل معها من وجهة نظركم ؟
بداية الرقم 17 مليون يمكن يكون غير دقيق لكن هذا رقم معلن.. لكن بسبب الأنظمة السابقة أصبح هؤلاء يعيشون تحت خط الفقر والحديث عن أسباب الفقر حديث شرحه يطول.. ولابد ان نعترف بأكبر مشكلتين وهما البطالة والفقر.. ونجد البطالة ناتجة من أن قوة العمل المؤهلة للعمل في الدولة فيها عجز.. يعني كثير من الخريجين غير مؤهلين لسوق العمل للأسف.. المعلومات والإحصاءات تقول ان قوة العمل في القطاع الخاص 16 مليون والقطاع الحكومي حوالي 6 ملايين القطاع العام حوالي 700 ألف كلها.. ثم هناك الارزقية أصحاب الأعمال غير الثابتة هؤلاء لابد أن نعدهم لعمل باجر مناسب لا يدفعهم في كثير من الأحيان للوقوع في براثن الفقر..نتحول لدولة الرعاية مثل الهند بتطلع مائة يوم لأصحاب العمل الحر »الأرزقية«.. وهناك إجراءات كثيرة لمحاصرة الفقر.
أشرت في تصريح لك ان ملامح النظام القديم مازالت رغم رحيل رأس النظام؟
تعالي نتفق علي شيء.. النظام كحاجة مادية لاشك قد سقط وتلاشي..لكن فكر النظام ترسخ في عقول المخططين والمنفذين.. قل لي ما معني أن الامن لم يستتب حتي الان ما معني الانفلات الأمني الذي نشكو منه جميعا الان ..أنا لاأفهم ان قيادة تتراخي في اداء عملها ونتركها..تذكر بعد ما حدث في 67 لجأت القيادة العليا الي العقداء والعمداء لتولي مناصب لواءات كانت متراخية ولجأنا لتحفيز الجميع بمحاضرات.. مصر في حاجة للجميع التراخي يدل علي الكثير.. وللحقيقة كيف نظن ان ثلاثين عاما يمكن ان تمحي بين يوم وليلة.. فلم تكن هناك صناعة ولا زارعة.. نظام قام علي الاستيراد.. الصناعة قامت علي التجميع فقط.. لم نتطور طوال السنوات السابقة.. وحين يتبدل الفكر خاصة في الصناعة والزراعة هنا نقول النظام سقط.
. كنت قريبا من رأس النظام القديم بحكم المناصب المهمة والحساسة التي تقلدتها ككبير الياوران وقائد الحرس الجمهوري..هل استطعت أن تتفهم شخصية مبارك..لماذا؟
أنا رجل في عملي لا أتحدث مع احد إطلاقا إلا في العمل.. فانا بطبعي قليل الكلام كثير العمل.. وفي عملي أذوب في ظيفتي.. وبالتالي لم يكن بيني وبين مبارك اي حديث أكثر من صباح الخير.. ومبارك لم يكن يتحدث مع أحد في الرئاسة وكان يأتي ساعتين فقط.. عامان ونصف عملت في الرئاسة ولم أتكلم مع مبارك إطلاقا.. عادتي في كل المناصب التي توليتها ان اؤدي عملي علي اكمل وجه حتي لا اسمع من احد كلمة عن تقصيري وعلاقتي بمبارك علاقة عمل فقط ولم اتدخل في السياسة.
لكن ألم تلحظ استياء الناس من النظام ورئيسه؟
بالطبع لاحظت الاستياء.. فانا مصري.. كان لابد لكل فرد أن يناضل في مكانه من أجل الحصول علي حقه.. مثلا كان علي وزير الصحة أن يطالب بميزانية تمكنه من العمل وكذا لوزير التعليم ومن لا يجد ما يمكنه من عمله فما كان عليه سوي تركه.. ونحن في القوات المسلحة طالبنا بحقوقنا حتي نؤدي المهمة الموكلة إلينا وحصلنا عليها من النظام السابق.. ومع ذلك مع نظام الانفتاح والسداح مداح باتت مرتبات العاملين بالقوات المسلحة ليست كما يظن الناس.. واعتقد كل واحد له أخ او قريب في القوات المسلحة يستطيع ان يعرف منه مرتبه.. الناس تظن أن العاملين بالقوات المسلحة لهم امتيازات رهيبة.. أبدا الآن تجد مرتبات مرتفعه للعاملين في بعض القطاعات تفوق بكثير جدا القوات المسلحة.. والقوات المسلحة جزء من نسيج الوطن يعمل بها أبناؤنا وأخواتنا.. ولا اعرف كيف يظن البعض إننا في القوات المسلحة نأخذ أكثر من حقنا.. هذا كلام مخالف للحقيقة تماما.. وتعودنا في القوات المسلحة أن نعطي ولا نأخذ!
الإعلام والأحزاب
لك ملاحظات علي اداء الاعلاميين والاحزاب.. ما الملاحظات ..ومن كان عليه ضبط ايقاع الاعلام والأحزاب؟
العمل الاعلامي اشعر أحيانا انه يفقد البوصلة.. مثلا يمجد أشخاصا لمجرد أدائهم لعملهم.. من يعمل عمله علي أكمل وجه لا يستحق الشكر فهذا عمله ولا نمجده ونصنع منه نموذجا كما أري ذلك في الإعلام.. المثل والنموذج لمن يعمل عملا يؤدي به خدمات جليلة للبلد.. خدمات ربما لم تكن مطلوبة منه.. هناك مبادرات للإصلاح يتقدم بها البعض قاصدين وجه الله والوطن هؤلاء لابد ان يبرزوا في الإعلام اما "الإشادة عمال علي بطال" فهي مفسدة للإعلام ولنا.. المثل يقول "لا شكر علي واجب.. واجبي ان أوفر للناس المأكل والمشرب.. لكن اذا صنعت طفرة في مكاني هنا يجب علي الإعلام ابرازي كمثل وقدوة..!
ومن ناحية الأحزاب..قل لي كم أضعنا منذ الإعلان الدستوري في 30 مارس الماضي.. يعني داخلين علي ستة اشهر .. ماذا فعلت الأحزاب في هذه الفترة الرهيبة والعصيبة من عمر الوطن.. لااحد يتكلم عن الانتخابات الآتية بعد شهر ونصف ولا توعية عن كيفية اختيار المرشح المنتظر ولا برامج للأحزاب تعرض علي الجماهير.. أتكلم عن الدستور أولا أو اي شيء لكن لا تغفل ان الانتخابات البرلمانية علي الأبواب وهي اخطر في رأيي من انتخابات الرئاسة..البرلمان القادم موكل إليه أمر وضع الدستور.
لم اجد من يتساءل ماذا سنفعل في فترة الانتخابات 45يوما مقسمة علي ثلاث مراحل لغاية دلوقتي ماحدش عمل حاجة.. أرجو ان نحاول قدر الإمكان التوعية في الفترة المتبقية.. يبدو ان مرشحي الرئاسة أكثر حركة رغم أن منافسة الرئاسة مازال الوقت أمامها..!
هل تؤمن بان هناك تحالفا لأعداء الثورة..وكيف يمكن القضاء عليهم اذا وجدوا؟
طبعا.. وطالبنا باتخاذ إجراءات ضدهم..فكان لابد من إجراء احترازي ضد أعداء الثورة من رموز النظام السابق.. كما حدث في ثورة يوليو.. وأظن أنني أشرت في بداية حديثي عن اثنين من رموز النظام السابق علي ثورة يوليو كيف رأيتهم في بيت العمدة في قريتنا حتي تستتب الثورة.. فقد نادت ثورة يوليو بتطهير الأحزاب من فلول النظام والأحزاب حتي لا يتم تعطيل المسيرة.. كان من المفروض ان يتم اجراء احترازي..الم تشعر انت بما يحدث في الشارع المصري من أياد خفية تعبث بأمن البلاد وتريد إجهاض الثورة.. أي نعم يتم التصدي لها لكن كان يمكن توفير هذا المجهود لما هو اهم واخطر لبناء الدولة.
كيف كنت تري خارطة بناء الدولة ؟
لا أستطيع الحديث عما كان ينبغي..ونحن الآن لدينا إعلان دستوري تم إجراء استفتاء نزيه عليه..وهناك توقيتات معلومة للانتخابات البرلمانية والرئاسية يجب احترامها ..وقضي الأمر.
التمهل في القرار
لماذا طالب الفريق مجدي حتاتة بالتمهل في اتخاذ قرار الترتيب للمناقصة العالمية لمشروع المحطة النووية في الضبعة..؟
شوف انا رجل يؤمن بأن هناك مشروعات أساسية تمس مصير البلد وهذه المشروعات لابد ان يتخذ القرار فيها الحكومة القادمة .. ومعالجة هذه القرارات أو اتخاذ القرار في هذه الموضوعات الخطيرة لابد ان يكون من وجهة نظري بالشكل التالي.. لابد من إحضار المعارضين للمشروع وكيفية تنفيذه والمؤيدين.. ونستمع للمعارض قبل المؤيد.. وجلسات عمل ومناقشات بالحجة وبالعلم حتي نتوصل إلي القرار الاصوب.. وأظن أن من الملفات الملتهبة والتي لا تتحمل التأجيل موضوع النوبة وسيناء وممر التنمية والتعمير والملف النووي.. سيناء مثلا بها مشاكل إدارية واجتماعية واقتصادية وتنموية المناخ هناك بهذه المشكلات هو المولد للاحتقان..والحملات الأمنية وحدها دون التصدي والتعامل الناجع مع المشكلات بالطريقة التي عرضتها لن نحقق اي تقدم..لابد من الحل من الجذور دون إرجاء..ومجلس الوزراء بعد تصريحات حول إرجاء ملف الضبعة اجل البت فيها للحكومات القادمة.
انتقد الفريق مجدي حتاتة المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية الدعاوي المطروحة في الساحة الآن عن المواد فوق الدستورية، وخاصة فيما يتعلق بدور القوات المسلحة بحيث يكون الجيش الضامن لنظام الحكم في البلاد .. لماذا؟
أنا كتبت مقالة كاملة عن هذا الموضوع وتم نشرها ولا أريد الخوض في هذا الحديث.. وكيف نطالب بذلك والمؤسسة العسكرية كما صرحت عازفة عن الخوض في الحياة المدنية.. الشعب المصري واع ويستطيع حماية دولته المدنية..راجع معي ما حدث في الثورة.. الشباب قاموا بالثورة وكان يمكن لهذه الثورة ان تسقط في أيامها الأولي لكن انضمام كل فئات الشعب المصري لمؤازرة الثورة بعد يوم 28 يناير حتي وصلوا في جميع محافظات مصر لأكثر من17مليون من بني ادم هنا ثبتت الثورة .. هؤلاء مثلوا المهندس والطبيب والمدرس والطالب والعامل والفلاح يومها لم يكن بمقدور اي احد أن يفشل الثورة.. يا سيدي الشعب المصري اثبت انه أوعي من حكامه طوال تاريخه.. في ثورة 19 لم يكن هناك نت ولا فيس بوك وتجمع مليون مصري تجمعوا وقاموا بالثورة.. الشعب المصري شعب واع فاهم ولابد لأي حاكم أن يدرك قدرات الشعب المصري وإلا سيسخر كثيرا.
قلت أنه لابد من إعادة دراسة جميع الاتفاقيات الخاصة بدولة إسرائيل مثل اتفاقية الغاز المصري التي قد تعود بفائدة علي خزانة الدولة.. أتراها اتفاقيات مجحفة لمصر.. ولماذا؟
طبعا مجحفة.. السعر المتفق عليه ليس هو السعر العالمي المعمول به في كل الدنيا.. لذلك قلت لابد من مراجعة الاتفاقية من بداياتها.. يعني من اليوم الأول.. وعندنا قانونيون يعملون وهنا دور الإعلام في إظهار الإجحاف الاسرائيلي في استيراد الغاز المصري.. والتفاوض علي طريقتهم بالتشدد.. نتشدد في طلب حقنا كما قلت من أول يوم في الاتفاقية.. نستطيع توفير فعلا حوالي 15 مليار لخزانة الدولة فعلا لو تم تعديلها بالسعر العالمي الحالي .
طالب الفريق مجدي بإحالة حادث مقتل الشهداء علي الحدود إلي مجلس الأمن للتحقيق فيه.. لماذا؟
الإسرائيليون اعتادوا أن يسيئوا لسمعتنا عالميا.. إنها سياسة والمراقبون التابعون للأمم المتحدة علي الحدود أدانوا الاعتداء الاسرائيلي..فلماذا لا نحيل الشكوي لمجلس الأمن حتي نبرز المشكلة عالميا.
الخيار العسكري
نشعر دائما بأن الخيار العسكري لدي إسرائيل جاهز دائما ولو لم تكن في حاجة إليه وظهر ذلك في الاعتداءات علي الحدود ومقتل العديد من العسكريين.. لماذا نشعر بأن الخيار العسكري عندنا دائما معطل بل ونشعر بان القادة عندنا يرسلون ما يعني بان الخيار العسكري غير وارد؟
أنا لا أظن ذلك .. لكن عموما بعد ثورة 25 يناير المسألة تختلف كثيرا.. وإسرائيل وان كانت تلوح بخيار عسكري لكنها لا تستطيع فعل شيء بعد..وأنا أصدرت بيانا أن المسألة لن تمر دون عقاب وإعادة النظر في الترتيبات الأمنية بما يحمل ذلك من معني وطالبنا باعتذار رسمي..وأرجو أن نترك الترتيبات الأمنية للمجلس العسكري وهو أدري بما يفعل.. ولا نلتفت للإعلام الاسرائيلي المروج لكثير من الخزعبلات التي تريد الوقيعة..وأظن بعد حرب أكتوبر وما فعله حزب الله معها تفكر كثيرا في أي إجراء عسكري.. ارجو ألا تستمعوا للفضائيات الإسرائيلية..وثقوا في مؤسستنا العسكرية وفيما تقوله.. وإسرائيل عندها في الداخل بلاوي كثيرة.
كيف ستمول حملتك الانتخابية؟
أنا لا اعرف حتي الآن كيف سيتم تمويل حملتي الانتخابية.. ممكن حنجمع تبرعات.. وكل التجمعات التي زرتها حتي الآن لم ادفع فيها مليما واحدا.
تري شباب الثورة في المشهد السياسي الراهن؟
أنا أتعجب.. أليسواهم من فكروا ودبروا للثورة عن طريق الفيس بوك..الم يكونوا قادرين علي تخطيط ماذا يفعلون بعد ذلك.. كان يجب ان يتحركوا منظمين.. وأطالبهم بالعودة والظهور في تجمع حقيقي.. وأظن أنهم قادرون.. وموجود بعضهم في المشهد.. لكني كنت أريدهم في وزارة .. وطلبت من د. عصام شرف ان يشرك بعضهم في الوزارة ما المشكلة.. حتي يتعلموا ويأخذوا حساسية الموقف.. فأي وزير يأتي لابد له من شهر او شهرين حتي يتفهم وزارته.. يعني الخبرة سوف يكتسبها الشباب من خلال عملهم بالوزارة.. لكني مازلت أتعشم وآمل ان أراهم بشكل أكثر تأثيرا في المشهد السياسي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.