لىبىون ىؤدون صلاة العىد قرب مبنى المحكمة فى بنغازى لن يحتفل الشعب الليبي اليوم لأول مرة مند 42 عاما بثورة الفاتح من سبتمبر...هدا ما أعلنه عشرات الآلاف من الليبيين الذين تجمعوا بميدان الشهداء الساحة الخضراء سابقا- لأداء أول صلاة عيد الفطر بعد إسقاط نظام العقيد معمر القذافي. وكما بادر الليبيون بعد لحظات من سيطرة الثوار علي العاصمة طرابلس من تغيير اسم الساحة الخضراء إلي ساحة الشهداء علي خرائط جوجل بشبكة الإنترنت يعتزمون تغيير اسم شارع الفاتح من سبتمبر الذي يقود إليها ليكون اسمه شارع 17 فبراير باسم الثورة التي بدأت في ذلك التاريخ. وكانت تلك الساحة مخصصة للتجمعات الحاشدة التي تمجد الزعيم الليبي معمر القذافي و ساحة الشهداء هو الاسم الأصلي للميدان قبل ان يلغيه القذافي ويحول المكان الي ساحة احتفالات وخطابات. واستجابت خدمة جوجل للخرائط إلي هذا التغيير. ومن يستخدم الآن »جوجل مابس« سيجد ميدان الشهداء بدلا من الساحة الخضراء. والخطوة التالية ستكون كل ما له صلة بعهد القذافي. وعلي طول الشوارع المؤدية للميدان وضع الليبيون صورا للعقيد الهارب والعلم الأخضر الذي فرضه علي ليبيا لأكثر من 40 عاما حتي يدوسها الناس و السيارات في طريقهم للساحة لأداء صلاة العيد. وانطلقت تكبيرات صلاة العيد تهز اركان الساحة وظل الثوار و اللجان الشعبية يطلقون النار في الهواء ابتهاجا و تحية لكل مجموعة من المواطنين تصل إلي الساحة بوسط طرابلس. وانفجرت الاحتفالات في تلك الساحة الواسعة منذ مساء أول أمس حيث اقام الثوار منصة كبيرة تحت الموقع الذي كان القذافي يقف فيه لإلقاء خطاباته. و تحدث علي المنصة عدد من قيادات المجلس الانتقالي الليبي وشباب الثورة وعزف النشيد الوطني الذي عرضته ليبيا إبان الاستقلال "سبحان الله... كان القذافي يتحدث عن زحف الملايين إلي طرابلس وتحديدا إلي نفس هذه الساحة... تحقق الحلم بعد أن وحدنا هدف اسقاط معمر نفسه"... هكذا تعجب حسين المودود الذي جاء خصيصا من تاجوراء لأداء صلاة العيد مع أولاده. وفي جانب الطريق كان عجوز يبكي، ويتذكر سعد مسعود كيف تعرض ابنه للاعتقال من الطريق العام وحشر إلي تلك الساحة قبل أن يبلغوه بأن من يريد استلام ابنه فعليه أن يأتي للميدان ليزيد العدد و يذل الجميع و بجوارهم يقف المرتزقة ممن جاءوا من أجل المال، و يقول "لا احد جاء اليوم خوفا من أحد أو طمعا في شيء...جئنا نشكر الله تعالي علي نعمة الحرية" وبكي عندما سألناه عن ابنه. وفي ركن من الساحة تجمع المواطنون لمشاهدة رسوم كاركاتورية تسخر من القذافي وعهده رسمها فنانون ليبيون... وارتدي الأطفال ملابس العيد الجديدة وحملوا ألعابا معظمها علي شكل أسلحة أسوة بالكبار. وقطعت المحطات الليبية ارسالها و ضمته معا لتبث صلاة عيد الفطر من الساحة بطرابلس. وبالتزامن مع ذلك، شهدت أحياء كثيرة من العاصمة طرابلس احتفالات مماثلة، إذ رقص السكان طوال الليل وأعدوا الشاي والقهوة. ليلة غير عادية طغي فيها صوت الموسيقي علي صوت الرصاص. الأطفال والبنات تجمعوا أمام أبواب المنازل يهتفون للحرية ويسخرون من القذافي ناعتيه " ببوشفشوفة" نظرا لشعره المتناثر- ومرددين أغاني ثورية تشيد بليبيا الحرة وبشجاعة الثوار. وتشكلت حلقات من الرجال والشبان أمام المنازل وعلي جوانب شارع النصر للدردشة وبحث مستجدات الوضع الليبي ومصير القذافي وعائلته. فالبعض قال إنه في الجزائر والبعض الآخر في بوركينا فاسو، من جانبه، صرح عادل المجدوب الذي يعمل خطاطا في إدارة المشتريات العسكرية بطرابلس أن ما يريده الشعب هو ليبيا جديدة، يكون فيها الناس متساوون. ورغم الفرحة، أبدي عادل بعض الخشية تجاه المستقبل. "نحن نخاف أن يستولي أقطاب نظام القذافي علي الحكم من جديد، خاصة أولئك الذين التحقوا بصفوف الثوار في اللحظة الأخيرة. ينبغي علي المجلس الانتقالي أن يعطي المسؤولية لأبناء ليبيا الحقيقيين وليس للموالين للقذافي" وأضاف: "لا أفكر في الشبان الذين كانوا يساندون القذافي لأنهم سينسونه بمجرد أن يتحسن وضعهم الاجتماعي والاقتصادي. المشكلة تكمن في أولئك الذين استفادوا من النظام وشيدوا القصور وجمعوا الكثير من الأموال. بالطبع هدفهم الوحيد الحفاظ علي ممتلكاتهم وثرواتهم".