نجح فريق بحثي من مستشفي سرطان الأطفال 57357 بالتعاون مع مستشفي تكساس للأطفال بأمريكا في التوصل لأسلوب جديد لتوجيه الخلايا المناعية لاستهداف أورام المخ الصعبة التي كان يصعب علاجها والشفاء منها.. وهو ما يعد فتحا كبيرا في تطوير استخدامات العلاج المناعي لعلاج أورام المخ. البحث تم نشره في مجلة »نيتشر» العلمية التي تتصدر المجلات العلمية في العالم.. وتم تطبيقه حتي الآن علي فئران التجارب. ..الباحث الرئيسي هي هبة سماحة.. باحثة شابة عمرها 29 عاما وتعمل بمستشفي 57357، أما المشرف علي البحث فهو باحث مصري يعد أحد رواد العلاج المناعي.. هو د.نبيل محمد أحمد أستاذ أورام الأطفال بجامعة بيلور ومستشفي تكساس للأطفال بأمريكا ومستشفي 57357 وفي تصريح »لأخبار العلم» خلال وجوده بأمريكا.. يقول د. نبيل أحمد إنه خلال السنوات الأخيرة أصبحت العلاجات المنشطة للخلايا المناعية لاستهداف الأورام طريقة فعالة لعلاج سرطان الدم.. ولكن ظلت بعض الأورام الصلبة وأورام المخ الصعبة مثل أورام (الجليوبلاستوما) يصعب شفاؤها وتمثل تحديا لهذا العلاج المناعي بسبب وجود حاجز دموي يمنع وصول هذه الخلايا المناعية للمخ. في الظروف الطبيعية.. فإن منع تسرب الخلايا المناعية للمخ يفيد في منع حدوث تأثيرات مهددة للحياة في حالات التهاب المخ، ولكن في حالة الإصابة بأورام المخ فإن الحاجز الدموي يمنع الخلايا المناعية المعالجة من الوصول إلي هذه الأورام والقضاء عليها. ومن هنا تأتي أهمية البحث الجديد الذي تم إجراؤه علي الفئران.. حيث نجح الفريق البحثي، في إعادة هندسة الخلايا المناعية التائية لتصبح قادرة علي العبور إلي المخ عبر الحاجز الدموي.. وذلك بتطوير جزئ يستهدف التقاط هذه الخلايا من مجري الدم لتصل إلي أورام المخ وتقوم بقتل الخلايا السرطانية.. وتقول الباحثة إن الفئران ظلت علي قيد الحياه بعد العلاج.. إلا أنه ينبغي إجراء مزيد من التجارب قبل التطبيق علي المرضي لاختلاف السمات الأساسية للورم البشري.. والذي سيؤدي في النهاية لتحويل المرض المميت إلي مرض قابل للعلاج، وتؤكد أيضا أنها تعلمت الكثير من خلال عملها في قسم البحث العلمي بمستشفي 57357 حيث تهتم الإدارة بالبحث العلمي.. لإيمانها بدوره في تطوير الرعاية الصحية في مصر لتكون بنفس مستوي الرعاية في أمريكا وأوروبا.. وتؤكد د.شهندة النجار رئيس قسم البحث العلمي بمستشفي 57357 والمشاركة في البحث أن هذا المشروع البحثي بدأ منذ فترة طويلة بالتعاون مع الجامعات الأمريكية، وأن د.نبيل يساهم الآن مع المستشفي في تأسيس وحدة أبحاث العلاج المناعي.. حيث يعد العلاج بالخلايا المناعية من الأساليب العلاجية الحديثة التي ستحدث نقلة كبيرة في علاج السرطان.