ذكريات عديدة تربطني بهذا الجزء العزيز من أرض الوطن.. سيناء الحبيبة التي عادت إلينا.. بنصر أكتوبر المجيد ثم مفاوضات السلام وأخيرا حكم المحكمة الدولية لصالحنا بطابا.. ومعظم هذه الوقائع الوطنية الرائعة عشتها فوق رمال سيناء.. من خلال عملي الصحفي ورأيت علي أرض الواقع هذا العشق الرائع الذي يربطني بسيناء جاء من خلال وجودي أثناء انسحاب القوات الإسرائيلية من مستعمرة »يا ميت« والتي رفض الزعيم الراحل أنور السادات ان يدفع تكاليفها للمفاوض الإسرائيلي فما كان من الجيش الصهيوني إلا ان دمرها تماما وحولها إلي دمار واطلال أمام عدسات تليفزيونات العالم حتي مزرعة الورد الأحمر الذي كانت تفاخر اسرائيل بزراعته في هذه المستعمرة وبيعه يافعا في الأسواق الأوروبية تم تدميرها تماما لتصبح مجرد اطلال حزينة.. هذا المنظر جعلني أعشق سيناء بكل جوارحي واتمني الا تمر ابدا بمثل هذه اللحظات الاليمة.. ثم كانت اللحظة الحاسمة عندما نطق القضاء العالمي بأحقية مصر في أرض طابا وكان صدور هذا الحكم يتزامن مع وقت الغروب علي طابا وكانت لحظات رائعة ونحن نهتف كمصريين الله أكبر وكان الحق لأصحابه بينا علي امتار قليلة منا نشاهد الجنود والمجندات من الجيش الاسرائيلي وهم يحرقون إطارات السيارات ويدمرون زجاج بهو فندق طابا قبل انسحابهم بالقوة بعيدا عن تلك الأرض المصرية التي عادت إلي احضان الوطن ويومها استقر حب سيناء في قلبي وقلوب كل المصريين الذين عاهدوا الله علي ان يحافظوا بارواحهم وأموالهم علي هذه البقعة الغالية جدا من أرض مصرنا.. هذه المشاعر تسيطر علي وجداني كلما احتفلنا بعيد من أعياد سيناء أو سمعت انشودة وطنية تحمل اسمها الغالي واجدني أدعو الله لها بطول البقاء والحرية والسلام. محمد عرفة [email protected]