أعلنت الدولة أن العام المقبل في مصر سيكون بمشيئة الله عام التعليم.. حيث سيتم فيه تحت رعاية الرئيس السيسي النهوض والارتقاء بالتعليم في كافة مراحله خصوصا ما قبل الجامعي وذلك من خلال خارطة طريق واضحة المعالم وضعها باحترافية شديدة وزير التعليم العبقري الدكتور طارق شوقي، عسي أن ينقذ ما يمكن إنقاذه بعد الانحدار الرهيب الذي شهده التعليم في مصر عبر عشرات السنين وخرّج للمجتمع دفعات لا تكاد تفك حتي الخط، ناهيك عن الأمية العلمية والدينية.. وبمناسبة الأمية الدينية بالذات فأنا أطلب من الدكتور طارق شوقي أن ينتبه للمناهج الدينية المقرر تدريسها للطلبة فلابد من انتقائها ومراجعتها جيدا لكي تكون متوافقة مع النصوص المقدسة وبعيدة عن الخرافات والخزعبلات والأحاديث المشكوك فيها.. ويا ريت بالمرة بقي تدرسوا لهم تاريخ الإخوان، عرّفوهم أن مؤسسي الجماعة الإرهابية شوية صنايعية أميين كانوا حريفة في الاغتيالات والتفجيرات وإحراق الأخضر واليابس. أطلعوهم علي أفكارهم الشيطانية التي احترفوا السيطرة بها علي السذج والجهلة وأنصاف المتعلمين مثل الولاء والبراء والحاكمية والمرجئة ودولة الخلافة، ازرعوا فيهم حب الوطن والانتماء للدولة الحديثة، وقولوا لهم إن القانون الوضعي ليس عيبا ولا وصمة إنما هو نتاج فهم صفوة الأمة من المفكرين ورجال القانون للشرائع السماوية، يا ريت يا معالي الوزير نزرع فيهم المواطنة الحقيقية لكي تكون سلوكا ونشاطا يوميا مش درس يحفظوه وينسوه.. درسوا لهم السينما والغناء وعرفوهم معايير الجمال، لا تخافوا من العقل الناقد، ارعوا المتفوقين، علموهم ثقافة الحياة، صالحوهم علي الحداثة وافتحوهم علي العالم.. أملي وآمال الكثيرين فيك كبير، أدعمك حتي لو ظهرت سلبيات أو حدث قصور، أنت أملنا الأخير وإلا سنظل محشورين في القرون الوسطي ننتظر الانقراض.. وسيبك يا معالي الوزير من اللي بيهاجموك وبينتقدوك وبيعرقلوك ويكعبلوك.. وثق أن خلفك الملايين التواقة للانعتاق من الجهل.. »مين يفهم؟..» نشر الكاتب البرازيلي الشهير باولو كويلو قصة قصيرة يقول فيها »كان الأب يحاول أن يقرأ الجريدة ولكن ابنه الصغير لم يكف عن مضايقته، وحين تعب الأب منه قام بقص جزء من ورقة في الجريدة كانت تحوي خريطة العالم ومزقها إلي قطع صغيرة وقدمها لابنه وطلب منه إعادة تجميع الخريطة، ثم عاد الأب لقراءة الجريدة ظانّا أن الطفل سيبقي مشغولا بهذه العملية بقية اليوم.. إلا أنه لم تمر بضع دقائق حتي عاد الابن إلي أبيه وقد أعاد ترتيب الخريطة فسأله الأب مذهولا: هل ساعدتك أمك، رد الطفل قائلا: لا ولكن كانت هناك صورة لإنسان علي الوجه الآخر من الورقة وعندما أعدت صورته فقد أعدت بناء الخريطة.. يقول الكاتب إنها كانت عبارة عفوية ولكن ذات دلالة عميقة فعندما نعيد بناء الإنسان فإننا نعيد بناء العالم.. ما قل ودل: بلاش العشم والثقة الزيادة وانت بتقول لالالالا كله إلا ده عشان الحياة أثبتت ملايين المرات إنها والله ما بتيجي غير من ده..