جاءتني رسالة بسيطة "من يريد التبرع للأطفال الجوعي في الصومال يذهب الي بيت احمد عاطف" ، وهو شاب صغير لم يتجاوز المرحلة الاعدادية لكنه فاعل في العمارة والمنطقة ومهتم بالشأن العام ، كون فريقا لنظافة الشارع وتجميله وأصبح مهتما بحدائق العمارة وزراعتها وهي روح ايجابية لم اجدها في هذا الجيل قبل الثورة ولا حتي في الاجيال السابقة جاءني احمد متأثرا بمشاهد اطفال الصومال الجوعي وهو يدعوني للتبرع ضمن حملة "كأني أكلت" اعجبتني الفكرة والشعار والروح وبحثت ووجدت ان شعار الحملة هو اسم لجامع صغير في منطقة "فاتح" في اسطنبول ،حيث كان يعيش شخص ورع اسمه خير الدين أفندي، عندما كان يمشي في السوق و تتوق نفسه لشراء فاكهة أو لحم، أو حلوي .. يقول "كأنني أكلت" ثم يضع ثمن ذلك الطعام في صندوق.. ومضت الأشهر والسنوات .. وهو يكف نفسه عن الشهوات والملذات ، والنقود تزداد في صندوقه شيئا فشيئا حتي استطاع بناء المسجد الذي أطلق عليه أهل المدينه "صانكي يدم" أي كأني أكلت ، ماذا لوقال كل طامع في "لقمة زيادة" لنفسه " كأني أكلت " عملا بحديث نبينا الشريف "ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه " كم من المال سنوفر للفقراء والمحتاجين؟ وكم من المشاريع سنشيد في مجتمعنا وفي العالم؟ وكم من طاقات سنشغلها لو قلنا كلما دعتنا أنفسنا لطمع أولشهوة زائدة علي حاجتنا: "كأني أكلت"؟