في هذه الأيام المباركة التي نعيشها الآن- في رمضان .. شهر الصوم والخير والعطاء والبركات . ينتاب كل منا شعور بالصفاء الذهني ، والراحة النفسية ، وتملأ قلوبنا السكينة والرحمة ، ويتولد في نفوسنا الاحساس بآلام الأخرين الذين يعانون من قلة الرزق أو آلام المرض ، أو محنة الفقدان العزيز ، او غيرها من ابتلاءات الخالق لعباده ، تلك الابتلاءات التي تحدث لحكمة إلهية يختبر بها الله قدرة العبد علي الصبر ، والحمد ، والتوكل علي الله وليس التواكل. الصوم .. الصلاة .. الزكاة .ثلاثة فروض يجب علي كل مسلم أن يؤديها خلال شهر رمضان بكل حرص ودقة والتزام وعمق.وأنا هنا لن أتحدث عن الصوم أو الصلاة فهما واجبان وفرضان يؤديهما المسلمون في رمضان أو في غيره. لكني أتوقف عند الزكاة .. وأتمني أن يفكر كل منا في الأحق والأولي بزكاة الفطر في هذه الأيام المباركة وقد لفت نظري موضوع أردت أن تشاركوني الراي حوله ، وهو المجاعة الرهيبة التي يعيشها المواطنون في دولة إسلامية عربية شقيقة هي : الصومال. وأشير بإعجاب إلي يوميات "الأخبار" صبيحة الجمعة الماضي 12 رمضان "12 أغسطس" التي كتبها الدكتور عمرو خالد ، حيث أورد أرقاماً دقيقة حول تلك المجاعة القاسية التي توجع القلوب.قال في يومياته:أن نحو 3.6 مليون شخص يواجهون حالياً خطر الموت جوعاً في الصومال.وأن 10٪ من الأطفال دون الخامسة يموتون كل 11 أسبوعاً في الصومال في تلك المجاعة والأهم من ذلك أنه أشار في يومياته الرائعة إلي أن مجرد 65 جنيها فقط تكفي لأطعام مواطن صومالي لمدة شهر كامل ، كما أن التبرع ب400 جنيه فقط يطعم أسرة صومالية بأكملها لنفس المدة. إذن :إخوتي وأخواتي لماذا لا يخصص القادرون منا جزءاً من زكاة الفطر لإطعام أسرة لمدة شهر أو مواطن لنفس المدة "كلُ علي حسب قدرته"؟ لماذا لا نشارك في إيقاف هذه المجاعة والمأساة الإنسانية المخيفة ونحن في شهر رمضان؟أري أنه واجب إسلامي علينا جميعاً أن نفكر فيه ، وأن نتدبر أمرنا بشأنه جزاكم الله خيراً كثيراً وأثابكم علي الحسنة بعشرة أمثالها. روافد أخري كثيرة للخير يمكنك أن تضع فيها جزءاً آخر من زكاتك مثل الجمعيات الأهلية التي تخدم قطاعات كثيرة من المرضي والمعدمين والمحتاجين في مصر ، وهي جميعات كثيرة لا مجال لذكر أمثلة لها فكلنا نعرف العديد منها.فاختر ما شئت منها وضع فيها جزءاً من زكاة فطرك.وأذكرك بجمعية رعاية أطفال السجينات التي ترعي الأطفال الأبرياء الذين شاء قدرهم أن يولدوا في السجن ، ويعيشون السنتين الأولتين من طفولتهم في زنزانة ! والسبب في ذلك أن امهاتهم كن حوامل عندما تم القبض عليهن لذا ولدوا في السجن وتفتحت عيونهم البريئة في زنزانة لمعرفة المزيد عنهم يمكنك أن تتصفح موقع جمعية رعاية اطفال السجينات علي الانترنت : www.tefl-fizenzana.com أو علي رقم حساب الجمعية ببنك المؤسسة العربية المصرفية »ABC bank« فرع البستان 170924. كذلك اختاروا الأقربون من الفقراء .. وخصصوا الجزء الثالث من زكاتكم لهم . فالزكاة تحتاج إلي فكر .. إلي توجيه .. إلي تخطيط ينبع من قلب صاف ملئ بحب الخير والعطاء.الزكاة كالنهر الرقراق يغسل النفس ويطهر الروح وكل عام وانتم بألف خير.