اقتحمت دبابات الجيش السوري والمدرعات وناقلات الجنود والجرافات مدينة "دير الزور" شرق البلاد أمس بعد حصار استمر عدة أيام للمدينة وقامت قوات الجيش بحملة اعتقالات واسعة النطاق طالت المئات ومنعت السكان من مغادرة المنطقة. وقال اتحاد تنسقيات الثورة السورية إن نحو 38 شخصا علي الاقل قتلوا جراء قصف المدينة خاصة بعد أن أغلق الأمن المستشفيات لمنع علاج الجرحي الذين لجأوا إلي المساجد. وأضاف أن الجيش اقتحم أحياء عديدة وسط سماع انفجارات قوية في مختلف أرجاء دير الزور. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن إن الدبابات بدأت تقدمها من محاور عدة باتجاه وسط دير الزور ودخلت حي الجورة بعد قصفه لدقائق. وأوضح ان حوالي 250 دبابة ومدرعة كانت منتشرة في اربعة انحاء من دير الزور، اتخذت منذ فجر أمس وضعية هجومية وتجمعت في أرتال وبدأت تقدمها بقصف حي الجورة. وكانت المدينة قد شهدت مظاهرة حاشدة عقب صلاة التراويح شدد المشاركون فيها علي التمسك بسلمية الثورة وحماية الممتلكات العامة. كما بدأت الآليات العسكرية الانتشار في مختلف أنحاء مدينة حماة بعد هجوم وحصار استمر حوالي أسبوع. علي الصعيد نفسه أفاد ناشط حقوقي أمس أن 6 مدنيين بينهم طفل قتلوا إثر عملية عسكرية قام بها الجيش السوري في تجمع قري الحولة الواقعة في ريف حمص بوسط سوريا. في غضون ذلك واصل السوريون وتيرة التظاهر بشكل مكثف مساء أول أمس حيث خرجت مختلف البلدات والمدن والمحافظات بعد صلاة التراويح في جموع حاشدة تطالب بالحرية وإسقاط النظام، وتمثلت النقاط الساخنة في عدة مدن أبرزها إدلب والكسوة بريف دمشق ودرعا وحمص، وفق ما أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية. وبحسب المصدر نفسه سقط أربعة قتلي وأصيب أكثر من 25 شخصا في مظاهرات "إدلب" إثر هجوم الأمن علي المدنيين واطلاقه الرصاص أما حمص فقد سقط فيها ثلاثة قتلي. علي الصعيد الدبلوماسي، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن الرئيس السوري أكد حق الدولة في التصدي لما أسماه "الخارجين عن القانون" لحماية أمن المواطنين. في المقابل، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إن "صبر تركيا نفد إزاء استمرار نظام الاسد في قمعه الدموي للمتظاهرين". وأعلن أن وزير خارجيته أحمد داود أوغلو سيزور دمشق غدا لينقل إليها "رسائل حازمة" بهذا المعني. وأكد رئيس الوزراء التركي ان بلاده "لا يمكنها ان تظل في موقف المتفرج" علي اعمال العنف الجارية في بلد تجمعها به "حدود طولها 850 كلم". من جانبها انتقدت مستشارة الرئيس السوري للشئون السياسية والاعلامية بثينة شعبان الموقف التركي، مؤكدة ان أوغلو سيسمع لدي زيارته سوريا "كلاما اكثر حزما". كما أعربت الخارجية السورية عن أسفها حيال بيان دول مجلس التعاون الخليجي الذي عبرت فيه عن قلقها البالغ "حيال القوة المفرطة" في سوريا. ودعا السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون الاسد في اول اتصال بينهما منذ أبريل إلي وقف الحملة العسكرية والاعتقالات الجماعية ضد المتظاهرين.